القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 29 سورة هود - وياقوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري

سورة هود الآية رقم 29 : سبع تفاسير معتمدة

سورة وياقوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري - عدد الآيات 123 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 29 من سورة هود عدة تفاسير - سورة هود : عدد الآيات 123 - - الصفحة 225 - الجزء 12.

سورة هود الآية رقم 29


﴿ وَيَٰقَوۡمِ لَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مَالًاۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَى ٱللَّهِۚ وَمَآ أَنَا۠ بِطَارِدِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْۚ إِنَّهُم مُّلَٰقُواْ رَبِّهِمۡ وَلَٰكِنِّيٓ أَرَىٰكُمۡ قَوۡمٗا تَجۡهَلُونَ ﴾
[ هود: 29]

﴿ التفسير الميسر ﴾

قال نوح عليه السلام لقومه: يا قوم لا أسألكم على دعوتكم لتوحيد الله وإخلاص العبادة له مالاً تؤدونه إليَّ بعد إيمانكم، ولكن ثواب نصحي لكم على الله وحده، وليس من شأني أن أطرد المؤمنين، فإنهم ملاقو ربهم يوم القيامة، ولكني أراكم قومًا تجهلون؛ إذ تأمرونني بطرد أولياء الله وإبعادهم عني.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«ويا قوم لا أسألكم عليه» على تبليغ الرسالة «مالا» تعطونيه «إن» ما «أجري» ثوابي «إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا» كما أمرتموني «إنهم ملاقو ربهم» بالبعث فيجازيهم ويأخذ لهم ممن ظلمهم وطردهم «ولكني أراكم قوما تجهلون» عاقبة أمركم.

﴿ تفسير السعدي ﴾

وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أي: على دعوتي إياكم مَا لَا فستستثقلون المغرم.
إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وكأنهم طلبوا منه طرد المؤمنين الضعفاء، فقال لهم: وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا أي: ما ينبغي لي، ولا يليق بي ذلك، بل أتلقاهم بالرحب والإكرام، والإعزاز والإعظام إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ فمثيبهم على إيمانهم وتقواهم بجنات النعيم.
وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ حيث تأمرونني، بطرد أولياء الله, وإبعادهم عني.
وحيث رددتم الحق، لأنهم أتباعه، وحيث استدللتم على بطلان الحق بقولكم إني بشر مثلكم وإنه ليس لنا عليكم من فضل.


﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله : ( ويا قوم لا أسألكم عليه مالا ) أي : على الوحي وتبليغ الرسالة ، كناية عن غير مذكور ، ( إن أجري ) ما ثوابي ، ( إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا ) هذا دليل على أنهم طلبوا منه طرد المؤمنين ، ( إنهم ملاقو ربهم ) أي : صائرون إلى ربهم في المعاد فيجزي من طردهم ، ( ولكني أراكم قوما تجهلون )

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم وجه نوح- عليه السلام- نداء ثانيا إلى قومه زيادة في التلطف معهم، وطمعا في إثارة وجدانهم نحو الحق فقال: وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا.
أى: لا أطلب منكم شيئا من المال في مقابل تبليغ ما أمرنى ربي بتبليغه إليكم: لأن طلبى هذا قد يجعلكم تتوهمون أنى محب للمال.
.
إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ- تعالى وحده، فهو الذي يثيبني على دعوتي إلى عبادتكم له، وفي هذه الجملة إشارة إلى أنه لا يسأل الله- تعالى- مالا، وإنما يسأله ثوابا، إذ ثواب الله يسمى أجرا، لأنه جزاء على العمل الصالح.
وشبيه بهذه الآية قوله- تعالى- في سورة الشعراء: وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ وجملة وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا معطوفة على جملة لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا لأن مضمونها كالنتيجة لمضمون المعطوف عليها، إذ أن زهده في مالهم يقتضى تمسكه بأتباعه المؤمنين.
الطرد: الأمر بالبعد عن مكان الحضور تحقيرا أو زجرا.
أى: وما أنا بطارد الذين آمنوا بدعوتي، سواء أكانوا من الفقراء أم من الأغنياء، لأن من استغنى عن مال الناس وعطائهم لا يقيسهم بمقياس الغنى والجاه والقوة .
.
.
وإنما يقيسهم بمقياس الإيمان والتقوى.
قال الآلوسى: والمروي عن ابن جريح أنهم قالوا له: يا نوح إن أحببت أن نتبعك فاطرد هؤلاء الأراذل- وإلا فلن نرضى أن نكون نحن وهم في الأمر سواء.
وذلك كما قال زعماء قريش للنبي صلى الله عليه وسلم في شأن فقراء الصحابة: اطرد هؤلاء عن مجلسك ونحن نتبعك فإنا نستحي أن نجلس معهم في مجلسك .
.
.
» .
وجملة إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ تعليل لنفى طردهم.
أى: لن أطردهم عن مجلسي أبدا، لأنهم قد آمنوا بي، ولأن مصيرهم إلى الله- تعالى-، فيحاسبهم على سرهم وعلنهم، أما أنا فأكتفى منهم بظواهرهم التي تدل على صدق إيمانهم، وشدة إخلاصهم.
وجاءت هذه الجملة بصيغة التأكيد، لأن الملأ الذين كفروا من قومه كانوا ينكرون البعث والحساب.
وقوله: وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ استدراك مؤكد لمضمون ما قبله.
أى: لن اطردهم، لأن ذلك ليس من حقي بعد أن آمنوا، وبعد أن تكفل الله بمحاسبتهم، ولكني مع هذا البيان المنطقي الواضح، أراكم قوما تجهلون القيم الحقيقية التي يقدر بها الناس عند الله، وتجهلون أن مرد الناس جميعا إليه وحده- سبحانه- ليحاسبهم على أعمالهم، وتتطاولون على المؤمنين تطاولا يدل على طغيانكم وسفاهتكم.
وحذف مفعول تَجْهَلُونَ للعلم به، وللإشارة الى شدة جهلهم.
أى: تجهلون كل ما ينبغي ألا يجهله عاقل.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

يقول لقومه : لا أسألكم على نصحي [ لكم ] مالا; أجرة آخذها منكم ، إنما أبتغي الأجر من الله عز وجل ، ( وما أنا بطارد الذين آمنوا ) كأنهم طلبوا منه أن يطرد المؤمنين عنه ، احتشاما ونفاسة منهم أن يجلسوا معهم ،

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : ويا قوم لا أسألكم عليه أي على التبليغ ، والدعاء إلى الله ، والإيمان به أجرا أي مالا فيثقل عليكم .
إن أجري إلا على الله أي ثوابي في تبليغ الرسالة .
وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو سألوه أن يطرد الأراذل الذين آمنوا به ، كما سألت قريش النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرد الموالي والفقراء ، حسب ما تقدم في " الأنعام " بيانه ; فأجابهم بقوله : وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم يحتمل أن يكون قال هذا على وجه الإعظام لهم بلقاء الله - عز وجل - ويحتمل أن يكون قاله على وجه الاختصام ; أي لو فعلت ذلك لخاصموني عند الله ، فيجازيهم على إيمانهم ، ويجازي من طردهم .
ولكني أراكم قوما تجهلون في استرذالكم لهم ، وسؤالكم طردهم .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله تعالى : وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالا إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29)قال أبو جعفر : وهذا أيضًا خبرٌ من الله عن قيل نوح لقومه ، أنه قال لهم: يا قوم لا أسألكم على نصيحتي لكم ، ودعايتكم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له ، مالا أجرًا على ذلك، فتتهموني في نصيحتي، وتظنون أن فعلي ذلك طلبُ عرض من أعراض الدنيا ، (إن أجري إلا على الله) ، يقول: ما ثواب نصيحتي لكم ، ودعايتكم إلى ما أدعوكم إليه، إلا على الله، فإنه هو الذي يجازيني، ويثيبني عليه ، (وما أنا بطارد الذين آمنوا) ، وما أنا بمقصٍ من آمن بالله ، وأقرّ بوحدانيته ، وخلع الأوثان وتبرأ منها ، بأن لم يكونوا من عِلْيتكم وأشرافكم ، (إنهم ملاقو ربهم) ، يقول: إن هؤلاء الذين تسألوني طردهم ، صائرون إلى الله، والله سائلهم عما كانوا في الدنيا يعملون، لا عن شرفهم وحسبهم.
* * *وكان قيل نوح ذلك لقومه، لأن قومه قالوا له، كما:-18112- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: (وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم) ، قال: قالوا له: يا نوح، إن أحببت أن نتبعك فاطردهم، وإلا فلن نرضى أن نكون نحن وهم في الأمر سواء .
فقال: (ما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم) ، فيسألهم عن أعمالهم.
18113- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، وحدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح جميعا، عن مجاهد قوله: (إن أجري إلا على الله) ، قال: جَزَائي.
18114- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
18115-.
.
.
.
قال، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله.
* * *وقوله: (ولكني أراكم قومًا تجهلون) ، يقول: ولكني ، أيها القوم ، أراكم قومًا تجهلونَ الواجبَ عليكم من حقّ الله ، واللازم لكم من فرائضه.
ولذلك من جهلكم سألتموني أن أطرد الذين آمنوا بالله.

﴿ وياقوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقو ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون ﴾

قراءة سورة هود

المصدر : تفسير : وياقوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري