وقل: رب يسِّر لي النزول المبارك الآمن، وأنت خير المنزلين. وفي هذا تعليم من الله عز وجل لعباده إذا نزلوا أن يقولوا هذا.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«وقل» عند نزولك «رب أنزلني مُنزَلاً» بضم الميم وفتح الزاي مصدراً واسم مكان وبفتح الميم وكسر الزاي مكان النزول «مُباركاً» ذلك الإنزال أو المكان «وأنت خير المنزلين» ما ذكر.
﴿ تفسير السعدي ﴾
وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ أي: وبقيت عليكم نعمة أخرى، فادعوا الله فيها، وهي أن ييسر الله لكم منزلا مباركا، فاستجاب الله دعاءه، قال الله: وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ إلى أن قال: قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ الآية.
﴿ تفسير البغوي ﴾
( وقل رب أنزلني منزلا مباركا ) قرأ أبو بكر عن عاصم " منزلا " بفتح الميم وكسر الزاي ، أي يريد موضع النزول ، قيل : هو السفينة بعد الركوب ، وقيل : هو الأرض بعد النزول ، ويحتمل أنه أراد في السفينة ، ويحتمل بعد الخروج ، وقرأ الباقون " منزلا " بضم الميم وفتح الزاي ، أي : إنزالا فالبركة في السفينة النجاة ، وفي النزول بعد الخروج كثرة النسل من أولاده الثلاثة ، ( وأنت خير المنزلين )
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وَقُلْ- أيضا- يا نوح رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً أى: أنزلنى إنزالا، أو مكان إنزال مباركا- أى مليئا بالخيرات والبركات، خاليا مما حل بالظالمين من إغراق وإهلاك.وَأَنْتَ يا إلهى خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ بفضلك وكرمك في المكان الطيب المبارك.
﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقال تعالى : ( وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين ) .وقوله : ( إن في ذلك لآيات ) أي : إن في هذا الصنيع وهو إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين ) لآيات ) أي : لحججا ودلالات واضحات على صدق الأنبياء فيما جاءوا به عن الله تعالى ، وأنه تعالى فاعل لما يشاء ، وقادر على كل شيء ، عليم بكل شيء .وقوله : ( وإن كنا لمبتلين ) أي : لمختبرين للعباد بإرسال المرسلين .
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى : وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلينقوله تعالى : وقل رب أنزلني منزلا مباركا قراءة العامة منزلا بضم الميم وفتح الزاي ، على المصدر الذي هو الإنزال ؛ أي أنزلني إنزالا مباركا . وقرأ زر بن حبيش ، وأبو بكر ، عن عاصم ، والمفضل منزلا بفتح الميم وكسر الزاي على الموضع ؛ أي أنزلني موضعا مباركا . الجوهري : المنزل ( بفتح الميم والزاي ) النزول وهو الحلول ؛ تقول : نزلت نزولا ومنزلا . وقال :أأن ذكرتك الدار منزلها جمل بكيت فدمع العين منحدر سجلنصب ( المنزل ) لأنه مصدر . وأنزله غيره واستنزله بمعنى . ونزله تنزيلا ؛ والتنزيل أيضا الترتيب . قالابن عباس ، ومجاهد : هذا حين خرج من السفينة ؛ مثل قوله تعالى : اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك . وقيل : حين دخلها ؛ فعلى هذا يكون قوله : مباركا يعني بالسلامة والنجاة .قلت : وبالجملة فالآية تعليم من الله - عز وجل - لعباده إذا ركبوا وإذا نزلوا أن يقولوا هذا ؛ بل وإذا دخلوا بيوتهم وسلموا قالوا . وروي عن علي - رضي الله عنه - أنه كان إذا دخل المسجد قال : اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين .
﴿ تفسير الطبري ﴾
يقول تعالى ذكره لنبيه نوح عليه السلام: وقل إذا سلمك الله ، وأخرجك من الفلك ، فنزلت عنها: ( رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا ) من الأرض ( مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ ) من أنزل عباده المنازل.وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل.*ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: مُنْزَلا مُبَارَكًا قال: لنوح حين نزل من السفينة.حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين. قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، عن &; 19-28 &; مجاهد، مثله.واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرّاء الأمصار: رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلا مُبَارَكًا بضم الميم وفتح الزاي، بمعنى: أنزلني إنزالا مباركا. وقرأه عاصم مُنْزَلا بفتح الميم وكسر الزاي. بمعنى: أنزلني مكانًا مباركًا وموضعا.
﴿ وقل رب أنـزلني منـزلا مباركا وأنت خير المنـزلين ﴾