القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 36 سورة الزخرف - ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له

سورة الزخرف الآية رقم 36 : سبع تفاسير معتمدة

سورة ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له - عدد الآيات 89 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 36 من سورة الزخرف عدة تفاسير - سورة الزخرف : عدد الآيات 89 - - الصفحة 492 - الجزء 25.

سورة الزخرف الآية رقم 36


﴿ وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ﴾
[ الزخرف: 36]

﴿ التفسير الميسر ﴾

ومن يُعْرِض عن ذكر الرحمن، وهو القرآن، فلم يَخَفْ عقابه، ولم يهتد بهدايته، نجعل له شيطانًا في الدنيا يغويه؛ جزاء له على إعراضه عن ذكر الله، فهو له ملازم ومصاحب يمنعه الحلال، ويبعثه على الحرام.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«ومن يعش» يعرض «عن ذكر الرحمن» أي القرآن «نقيض» نسبب «له شيطاناً فهو له قرين» لا يفارقه.

﴿ تفسير السعدي ﴾

يخبر تعالى عن عقوبته البليغة، لمن أعرض عن ذكره، فقال: وَمَنْ يَعْشُ أي: يعرض ويصد عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ الذي هو القرآن العظيم، الذي هو أعظم رحمة رحم بها الرحمن عباده، فمن قبلها، فقد قبل خير المواهب، وفاز بأعظم المطالب والرغائب، ومن أعرض عنها وردها، فقد خاب وخسر خسارة لا يسعد بعدها أبدا، وقيَّض له الرحمن شيطانا مريدا، يقارنه ويصاحبه، ويعده ويمنيه، ويؤزه إلى المعاصي أزا،

﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله - عز وجل - : ( ومن يعش عن ذكر الرحمن ) أي يعرض عن ذكر الرحمن فلم يخف عقابه ، ولم يرج ثوابه .
يقال : عشوت إلى النار أعشو عشوا ، إذا قصدتها مهتديا بها ، وعشوت عنها : أعرضت عنها ، كما يقول : عدلت إلى فلان ، وعدلت عنه ، وملت إليه ، وملت عنه .
قال القرظي : يولي ظهره عن ذكر الرحمن وهو القرآن .
قال أبو عبيدة والأخفش : يظلم بصرف بصره عنه .
قال الخليل بن أحمد : أصل العشو النظر ببصر ضعيف .
وقرأ ابن عباس : " ومن يعش " بفتح الشين أي يعم ، يقال عشى يعشى عشا إذا عمي فهو أعشى ، وامرأة عشواء .
( نقيض له شيطانا ) قرأ يعقوب : " يقيض " بالياء ، والباقون بالنون ، نسبب له شيطانا ونضمه إليه ونسلطه عليه .
( فهو له قرين ) لا يفارقه ، يزين له العمى ويخيل إليه أنه على الهدى .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقوله- سبحانه-: يَعْشُ أى: يعرض.
يقال عشا فلان يعشو، كدعا يدعو، وعشى يعشى، كرضى يرضى، إذا ضعف بصره، ومنه قولهم: ناقة عشواء، إذا كانت لا تبصر إلا شيئا قليلا، والمراد هنا: عمى البصيرة وضعف إدراكها للخير.
ومنه قولهم: ركب فلان العشواء، إذا خبط أمره على غير هدى أو بصيرة.
والمعنى: ومن يتعام عن ذكر الرحمن، ويعرض عن قرآنه، ويتجاهل هدى الرسول صلّى الله عليه وسلّم نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطاناً أى، نهيئ ونسبب له شيطانا رجيما يستولى عليه، ويستحوذ على قلبه وعقله.
فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ أى: فذلك الشيطان يكون ملازما ومصاحبا لهذا الإنسان الذي أعرض عن القرآن، ملازمة القرين لقرينه، والشيء لظله.
ومن الآيات التي تشبه هذه الآية قوله- تعالى-: وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ، وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ .

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

يقول تعالى : ( ومن يعش ) أي : يتعامى ويتغافل ويعرض ، ( عن ذكر الرحمن ) والعشا في العين : ضعف بصرها . والمراد هاهنا عشا البصيرة ، ( نقيض له شيطانا فهو له قرين ) كقوله : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) [ النساء : 115 ] ، وكقوله : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم ) [ الصف : 5 ] ، وكقوله : ( وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين ) [ فصلت : 25 ] ; ولهذا قال هاهنا :

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وقرأ ابن عباس وعكرمة ( ومن يعش ) بفتح الشين ، ومعناه يعمى ، يقال منه عشي يعشى عشا إذا عمي .
ورجل أعشى وامرأة عشواء إذا كان لا يبصر ، ومنه قول الأعشى :رأت رجلا غائب الوافدي ن مختلف الخلق أعشى ضريراوقوله :أأن رأت رجلا أعشى أضر بهريب المنون ودهر مفند خبلالباقون بالضم ، من عشا يعشو إذا لحقه ما يلحق الأعشى .
وقال الخليل : العشو هو النظر ببصر ضعيف ، وأنشد :متى تأته تعشو إلى ضوء نارهتجد خير نار عندها خير موقدوقال آخر :لنعم الفتى يعشو إلى ضوء نارهإذا الريح هبت والمكان جديبالجوهري : والعشا ( مقصور ) مصدر الأعشى وهو الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار .
والمرأة عشواء ، وامرأتان عشواوان .
وأعشاه الله فعشي ( بالكسر ) يعشى عشى ، وهما يعشيان ، ولم يقولوا يعشوان ; لأن الواو لما صارت في الواحد ياء لكسرة ما قبلها تركت في التثنية على حالها .
وتعاشى إذا أرى من نفسه أنه أعشى .
والنسبة إلى أعشى أعشوي .
وإلى العشية عشوي .
والعشواء : الناقة التي لا تبصر أمامها فهي تخبط بيديها كل شيء .
وركب فلان العشواء إذا خبط أمره على غير بصيرة .
وفلان خابط خبط عشواء .
وهذه الآية تتصل بقوله أول السورة : أفنضرب عنكم الذكر صفحا أي : نواصل لكم الذكر ، فمن يعش عن ذلك الذكر بالإعراض عنه إلى أقاويل المضلين وأباطيلهم ( نقيض له شيطانا ) أي : نسبب له شيطانا جزاء له على كفره ( فهو له قرين ) قيل في الدنيا ، يمنعه من الحلال ، ويبعثه على الحرام ، وينهاه عن الطاعة ، ويأمره بالمعصية ، وهو معنى قول ابن عباس .
وقيل : في الآخرة إذا قام من قبره ، قاله سعيد الجريري .
وفي الخبر : أن الكافر إذا خرج من قبره يشفع بشيطان لا يزال معه حتى يدخلا النار .
وأن المؤمن يشفع بملك حتى يقضي الله بين خلقه ، ذكره المهدوي .
وقال القشيري : والصحيح ( فهو له قرين ) في الدنيا والآخرة .
وقال أبو الهيثم والأزهري : عشوت إلى كذا أي : قصدته .
وعشوت عن كذا أي : أعرضت عنه ، فتفرق بين ( إلى ) و " عن " ، مثل : ملت إليه وملت عنه .
وكذا قال قتادة : ( يعش ) ، يعرض ، وهو قول الفراء .
النحاس : وهو غير معروف في اللغة .
وقال القرظي : يولي ظهره ، والمعنى واحد .
وقال أبو عبيدة والأخفش : تظلم عينه .
وأنكر العتبي عشوت بمعنى أعرضت ، قال : وإنما الصواب تعاشيت .
والقول قول أبي الهيثم والأزهري .
وكذلك قال جميع أهل المعرفة .
وقرأ السلمي وابن أبي إسحاق ويعقوب وعصمة عن عاصم وعن الأعمش ( يقيض ) ( بالياء ) لذكر ( الرحمن ) أولا ، أي : يقيض له الرحمن شيطانا .
الباقون بالنون .
وعن ابن عباس : يقيض له شيطان فهو له قرين ، أي : ملازم ومصاحب .
قيل : ( فهو ) كناية عن الشيطان ، على ما تقدم .
وقيل : عن الإعراض عن القرآن ، أي : هو قرين للشيطان .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله تعالى : وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)يقول تعالى ذكره: ومن يعرض عن ذكر الله فلم يخف سطوته, ولم يخش عقابه ( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) يقول: نجعل له شيطانا يغويه فهو له قرين: يقول: فهو للشيطان قرين, أي يصير كذلك, وأصل العشو: النظر بغير ثبت لعلة في العين, يقال منه: عشا فلان يعشو عشوا وعشوّا: إذا ضعف بصره, وأظلمت عينه, كأن عليه غشاوة, كما قال الشاعر:مَتى تَأتِهِ تَعْشُو إلى ضَوْءِ نارِهِتَجِدْ حَطَبا جَزْلا وَنارًا تَأَجَّجا (2)يعني: متى تفتقر فتأته يعنك.
وأما إذا ذهب البصر ولم يبصر, فإنه يقال فيه: عَشِيَ فلان يَعْشَى عَشًى منقوص, ومنه قول الأعشى?رأتْ رَجُلا غَائِبَ الوَافِدَيْنِمُخْتَلِفَ الخَلْقِ أعْشَى ضَرِيرا (3)يقال منه: رجل أعشى وامرأة عشواء.
وإنما معنى الكلام: ومن لا ينظر في حجج الله بالإعراض منه عنه إلا نظرًا ضعيفًا, كنظر من قد عَشِيَ بصره ( نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا ).
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله: ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا ) يقول: إذا أعرض عن ذكر الله نقيض له شيطانا( فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ).
حدثنا محمد, قال: ثنا أحمد, قال: ثنا أسباط, عن السديّ, في قوله: ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ ) قال: يعرض.
وقد تأوّله بعضهم بمعنى.
ومن يعمَ, ومن تأوّل ذلك كذلك, فيحب أن تكون قراءته ( وَمَنْ يَعْشَ ) بفتح الشين على ما بيَّنت قيل.
* ذكر من تأوّله كذلك: حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ ) قال: من يعمَ عن ذكر الرحمن.

﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ﴾

قراءة سورة الزخرف

المصدر : تفسير : ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له