القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 7 سورة الذاريات - والسماء ذات الحبك

سورة الذاريات الآية رقم 7 : سبع تفاسير معتمدة

سورة والسماء ذات الحبك - عدد الآيات 60 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 7 من سورة الذاريات عدة تفاسير - سورة الذاريات : عدد الآيات 60 - - الصفحة 521 - الجزء 26.

سورة الذاريات الآية رقم 7


﴿ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلۡحُبُكِ ﴾
[ الذاريات: 7]

﴿ التفسير الميسر ﴾

وأقسم الله تعالى بالسماء ذات الخَلْق الحسن، إنكم- أيها المكذبون- لفي قول مضطرب في هذا القرآن، وفي الرسول صلى الله عليه وسلم. يُصرف عن القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم مَن صُرف عن الإيمان بهما؛ لإعراضه عن أدلة الله وبراهينه اليقينية فلم يوفَّق إلى الخير.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«والسماء ذات الحبك» جمع حبيكة كطريقة وطريق أي صاحبة الطرق في الخلقة كالطريق في الرمل.

﴿ تفسير السعدي ﴾

أي: والسماء ذات الطرائق الحسنة، التي تشبه حبك الرمال، ومياه الغدران، حين يحركها النسيم.


﴿ تفسير البغوي ﴾

( والسماء ذات الحبك ) قال ابن عباس وقتادة وعكرمة : ذات الخلق الحسن المستوي ، يقال للنساج إذا نسج الثوب فأجاد : ما أحسن حبكه! قال سعيد بن جبير : ذات الزينة .
قال الحسن : حبكت بالنجوم .
قال مجاهد : هي المتقنة البنيان .
وقال مقاتل والكلبي والضحاك : ذات الطرائق كحبك الماء إذا ضربته الريح ، وحبك الرمل والشعر الجعد ، ولكنها لا ترى لبعدها من الناس ، وهي جمع حباك وحبيكة ، وجواب القسم قوله :

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم أقسم- سبحانه- قسما آخر بالسماء ذات الحبك فقال: وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ.
إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ.
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ.
والحبك: جمع حبيكة، كطريقة، - وزنا ومعنى-، أو جمع حباك- كمثل ومثال-، والحبيكة والحباك.
الطريقة في الرمل وما يشبهه.
أى: وحق السماء ذات الطرق المتعددة، والتي لا ترونها بأعينكم لبعدها عنكم.
ويرى بعضهم أن معنى ذات الحبك: ذات الخلق الحسن المحكم .
.
.
أو ذات الزينة والجمال.
قال القرطبي: وفي الحبك أقوال: الأول: قال: ابن عباس: ذات الخلق الحسن المستوي يقال، حبك فلان الثوب يحبكه- بكسر الباء- إذا أجاد نسجه.
الثاني: ذات الزينة.
الثالث: ذات النجوم، الرابع: ذات الطرائق.
ولكنها تبعد من العباد فلا يرونها.
الخامس: ذات الشدة .
.
.
.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

ثم قال : ( والسماء ذات الحبك ) قال ابن عباس : ذات البهاء والجمال والحسن والاستواء . وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير ، وأبو مالك ، وأبو صالح ، والسدي ، وقتادة ، وعطية العوفي ، والربيع بن أنس ، وغيرهم .وقال الضحاك ، والمنهال بن عمرو ، وغيرهما : مثل تجعد الماء والرمل والزرع إذا ضربته الريح ، فينسج بعضه بعضا طرائق [ طرائق ] ، فذلك الحبك .قال ابن جرير : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ; أنه قال : " إن من ورائكم الكذاب المضل ، وإن رأسه من ورائه حبك حبك " يعني بالحبك الجعودة .وعن أبي صالح : ( ذات الحبك ) : الشدة . وقال خصيف : ( ذات الحبك ) : ذات الصفاقة . وقال الحسن بن أبي الحسن البصري : ( ذات الحبك ) : حبكت بالنجوم .وقال قتادة : عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن عمرو البكالي ، عن عبد الله بن عمرو : ( والسماء ذات الحبك ) : يعني السماء السابعة .وكأنه - والله أعلم - أراد بذلك السماء التي فيها الكواكب الثابتة ، وهي عند كثير من علماء الهيئة في الفلك الثامن الذي فوق السابع ، والله أعلم . وكل هذه الأقوال ترجع إلى شيء واحد ، وهو الحسن والبهاء ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما ، فإنها من حسنها مرتفعة شفافة صفيقة ، شديدة البناء ، متسعة الأرجاء ، أنيقة البهاء ، مكللة بالنجوم الثوابت والسيارات ، موشحة بالشمس والقمر والكواكب الزاهرات .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : والسماء ذات الحبك قيل : المراد بالسماء هاهنا السحب التي تظل الأرض .
وقيل : السماء المرفوعة .
ابن عمر : هي السماء السابعة ; ذكره المهدوي والثعلبي والماوردي وغيرهم .
وفي الحبك أقوال سبعة : الأول : قال ابن عباس وقتادة ومجاهد والربيع : ذات الخلق الحسن المستوي .
وقاله عكرمة ; قال : ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب فأجاد نسجه ; يقال منه حبك الثوب يحبكه بالكسر حبكا أي أجاد نسجه .
قال ابن الأعرابي : كل شيء أحكمته وأحسنت عمله فقد احتبكته .
والثاني : ذات الزينة ; قاله الحسن وسعيد بن جبير .
وعن الحسن أيضا : ذات النجوم وهو الثالث .
الرابع : قال الضحاك : ذات الطرائق ; يقال لما تراه في الماء والرمل إذا أصابته الريح حبك .
ونحوه قول الفراء ; قال : الحبك تكسر كل شيء كالرمل إذا مرت به الريح الساكنة ، والماء القائم إذا مرت به الريح ، ودرع الحديد لها حبك ، والشعرة الجعدة تكسرها حبك .
وفي حديث الدجال : أن شعره حبك .
قال زهير :مكلل بأصول النجم تنسجه ريح خريق لضاحي مائه حبكولكنها تبعد من العباد فلا يرونها .
الخامس : ذات الشدة ؛ قاله ابن زيد ، وقرأ وبنينا فوقكم سبعا شدادا .
والمحبوك الشديد الخلق من الفرس وغيره ، قال امرؤ القيس :قد غدا يحملني في أنفه لاحق الإطلين محبوك ممروقال آخر :مرج الدين فأعددت له مشرف الحارك محبوك الكتدوفي الحديث : أن عائشة رضي الله عنها كانت تحتبك تحت الدرع في الصلاة ; أي تشد الإزار وتحكمه .
السادس : ذات الصفاقة ; قاله خصيف ، ومنه ثوب صفيق ووجه صفيق بين الصفاقة .
السابع : أن المراد بالطرق المجرة التي في السماء ; سميت بذلك لأنها كأثر المجر .
و " الحبك " جمع حباك ، قال الراجز :كأنما جللها الحواك طنفسة في وشيها حباكوالحباك والحبيكة الطريقة في الرمل ونحوه .
وجمع الحباك حبك وجمع الحبيكة حبائك ، والحبكة مثل العبكة وهي الحبة من السويق ، عن الجوهري .
وروي عن الحسن في قوله : ذات الحبك " الحبك " و " الحبك " و " الحبك " و " الحبك " و " الحبك " وقرأ أيضا " الحبك " كالجماعة .
وروي عن عكرمة وأبي مجلز " الحبك " .
و " الحبك " واحدتها حبيكة ; و " الحبك " مخفف منه .
و " الحبك " واحدتها حبكة .
ومن قرأ " الحبك " فالواحدة حبكة كبرقة وبرق أو حبكة كظلمة وظلم .
ومن قرأ " الحبك " فهو كإبل وإطل و " الحبك " مخففة منه .
ومن قرأ " الحبك " فهو شاذ إذ ليس في كلام العرب فعل ، وهو محمول على تداخل اللغات ، كأنه كسر الحاء ليكسر الباء ثم تصور الحبك فضم الباء .
وقال جميعه المهدوي .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله تعالى : وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)يقول تعالى ذكره: والسماء ذات الخَلْق الحسن.
وعنى بقوله ( ذَاتِ الْحُبُكِ ) : ذات الطرائق, وتكسير كل شيء: حُبُكُه, وهو جمع حِباك وحَبيكة; يقال لتكسير الشعرة الجعدة: حُبك; وللرملة إذا مرّت بها الريح الساكنة, والماء القائم, والدرع من الحديد لها: حُبُك; ومنه قول الراجز:كأنَّمَا جَلَّلَهَا الحَوَّاكُطِنْفِسَةً فِي وَشْيِها حِباكُأذْهَبها الخُفُوقُ والدّرَاكُ (1)*وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل, وإن اختلفت ألفاظ قائليه فيه.
* ذكر من قال ذلك:حدثني أبو حصين عبد الله بن أحمد بن يونس, قال: ثنا عَبَثْر, قال: ثنا حصين, عن عكرِمة, عن ابن عباس, قوله ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: ذات الخَلْق الحسن.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: حُسنها واستواؤها.
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, عن عمرو, عن عطاء, عن سعيد بن جبير ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: حبكها: حسنها واستواؤها.
قال: ثنا حكام, قال: ثنا عمرو, عن عمر بن سعيد بن مسروق أخي سفيان, عن خصيف, عن سعيد بن جبير ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: ذات الزينة.
حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع, قال: ثنا بشر بن المفضل, عن عوف, عن الحسن, قوله ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: حبكت بالخلق الحسن, حبكت بالنجوم.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا هوذة, قال: ثنا عوف, عن الحسن, في قوله ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: حبكت بالخلق الحسن, حبكت بالنجوم.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عثمان بن الهيثم, قال: ثنا عوف, عن الحسن, في قوله ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: ذات الخلق الحسن, حبكت بالنجوم.
حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, قال: ثنا عمران بن حُدَير, قال: سُئل عكرِمة, عن قوله ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: ذات الخلْق الحسن, ألم تر إلى النساج إذا نسج الثوب قال: ما أحسن ما حبكه.
حدثني يعقوب بن إبراهيم, قال: ثنا ابن عُلَية, قال: ثنا أيوب, عن أبي قلابة, عن رجل من أصحاب النبيَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: " إنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ الكَذَّاب المُضِلَّ, وَإنَّ رأسَهُ مِنْ وَرَائِهِ حُبُكٌ حُبُكٌ" يعني بالحبك: الجعودة .
حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن عطاء بن السائب, عن سعيد بن جُبَير, عن ابن عباس ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: استواؤها: حسنها.
قال: ثنا مهران, عن عليّ بن جعفر, عن الربيع بن أنس ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: ذات الخَلْق الحسن.
قال: ثنا مهران, عن سعيد, عن قتادة, قال: حُبُكها نجومها.
وكان ابن عباس يقول ( الْحُبُكِ ) ذات الخَلْق الحسن.
حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة, قوله ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) : أي ذات الخَلْق الحسن.
وكان الحسن يقول: حبكها: نجومها.
حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا محمد بن ثور; عن معمر; عن قتادة ( ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: ذات الخَلْق الحسن.
حدثني محمد بن عمرو, قال: ثنا أبو عاصم, قال: ثنا عيسى; وحدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء جميعا, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, قوله ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: المتقن البنيان.
حُدثت عن الحسين, قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد, قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) يقول: ذات الزينة, ويقال أيضا.
حبكها مثل حبك الرمل, ومثل حبك الدرع, ومثل حبك الماء إذا ضربته الريح, فنسجته طرائق.
حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله ( ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: الشدة حُبِكَتْ شُدَّت.
وقرأ قول الله تبارك وتعالى وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا .
حدثني عليّ, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: ذات الخَلْق الحسن; ويقال: ذات الزينة.
وقيل: عنى بذلك السماء السابعة.
* ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود, قالا ثنا عمران القطان, عن قتادة, عن سالم بن أبي الجعد, عن معدان بن أبي طلحة, عن عمرو البكاليّ، عن عبد الله بن عمرو ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) قال: السماء السابعة.
حدثني القاسم بن بشير بن معروف, قال: ثنا أبو داود, قال: ثنا عمران القطان, عن قتادة, عن سالم بن أبي الجعد, عن معدان, عن عمرو البكاليّ, هكذا قال القاسم, عن عبد الله بن عمرو نحوه.
------------------------الهوامش :(1) الراجز يصف ظهر أتان من حمر الوحش بأن فيه وشيا ورقما وخطوطا وطرائق ، فكأن حائكا .
وهو الذي ينسج الثياب ألبسها طنفسة موشاة فيها خطوط مستقيمة ذات ألوان .
ومعنى البيت الثالث : أن الخطوط في ظهرها تلوح كأنها مذهبة عند تحركها ومتابعتها السير .
والشاهد في هذه الأبيات قوله " حباك " والحباك : الخط في الرمل أو في الثوب أو في الشعر ، وجمعه حبك بضمتين .
ومثله الحبيكة ، وجمعها حبائك .
واستشهد المؤلف بهذه الأبيات الثلاثة من مشطور الرجز ، عند قوله تعالى : " والسماء ذات الحبك " وهي طرائق الضوء ترى في السماء في غياب القمر ، وهي ما تسمى المجرة .
أو هي الأفلاك تدور فيها الكواكب .
والبيت الثالث جاء في الأصل محرفًا هكذا : * أذهبها الحقوق الدين الداك *وقد بحثنا عنه كثيرًا ، فلم نجده ، ثم أصلحناه على ما ترى .
والخفوق : الحركة والاضطراب .
والدراك : السير المتتابع .

﴿ والسماء ذات الحبك ﴾

قراءة سورة الذاريات

المصدر : تفسير : والسماء ذات الحبك