القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 8 سورة التوبة - كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم

سورة التوبة الآية رقم 8 : سبع تفاسير معتمدة

سورة كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم - عدد الآيات 129 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 8 من سورة التوبة عدة تفاسير - سورة التوبة : عدد الآيات 129 - - الصفحة 188 - الجزء 10.

سورة التوبة الآية رقم 8


﴿ كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ ﴾
[ التوبة: 8]

﴿ التفسير الميسر ﴾

إن شأن المشركين أن يلتزموا بالعهود ما دامت الغلبة لغيرهم، أما إذا شعروا بالقوة على المؤمنين فإنهم لا يراعون القرابة ولا العهد، فلا يغرنكم منهم ما يعاملونكم به وقت الخوف منكم، فإنهم يقولون لكم كلامًا بألسنتهم؛ لترضوا عنهم، ولكن قلوبهم تأبى ذلك، وأكثرهم متمردون على الإسلام ناقضون للعهد.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«كيف» يكون لهم عهد «وإن يظهروا عليكم» يظفروا بكم «لا يرقبوا» يراعوا «فيكم إلاّ» قرابة «ولا ذمة» عهدا بل يؤذوكم ما استطاعوا وجملة الشرط حال «يرضونكم بأفواههم» بكلامهم الحسن «وتأبى قلوبهم» الوفاء به «وأكثرهم فاسقون» ناقضون للعهد.

﴿ تفسير السعدي ﴾

أي‏:‏ ‏‏كَيْفَ‏‏ يكون للمشركين عند اللّه عهد وميثاق ‏‏و‏‏ الحال أنهم ‏‏وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ‏‏ بالقدرة والسلطة، لا يرحموكم، و ‏‏لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً‏‏ أي‏:‏ لا ذمة ولا قرابة، ولا يخافون اللّه فيكم، بل يسومونكم سوء العذاب، فهذه حالكم معهم لو ظهروا‏.
‏ ولا يغرنكم منهم ما يعاملونكم به وقت الخوف منكم، فإنهم ‏‏يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ‏‏ الميل والمحبة لكم، بل هم الأعداء حقا، المبغضون لكم صدقًا، ‏‏وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ‏‏ لا ديانة لهم ولا مروءة‏.


﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله تعالى : ( كيف وإن يظهروا عليكم ) هذا مردود على الآية الأولى تقديره : كيف يكون لهم عهد عند الله كيف وإن يظهروا عليكم! ( لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ) قال الأخفش : كيف لا تقتلونهم وهم إن يظهروا عليكم أي : يظفروا بكم ، لا يرقبوا : لا يحفظوا؟ وقال الضحاك : لا ينتظروا .
وقال قطرب : لا يراعوا فيكم إلا .
قال ابن عباس والضحاك : قرابة .
وقال يمان : رحما .
وقال قتادة : الإل الحلف .
وقال السدي : هو العهد .
وكذلك الذمة ، إلا أنه كرر لاختلاف اللفظين .
وقال أبو مجلز ومجاهد : الإل هو الله عز وجل .
وكان عبيد بن عمير يقرأ : " جبر إل " بالتشديد ، يعني : " عبد الله " .
وفي الخبر أن ناسا قدموا على أبي بكر من قوم مسيلمة الكذاب ، فاستقرأهم أبو بكر كتاب مسيلمة فقرؤوا ، فقال أبو بكر رضي الله عنه : إن هذا الكلام لم يخرج من إل ، أي : من الله .
والدليل على هذا التأويل قراءة عكرمة " لا يرقبون في مؤمن إيلا " بالياء ، يعني : الله عز وجل .
مثل جبرائيل وميكائيل .
ولا ذمة أي : عهدا .
( يرضونكم بأفواههم ) أي : يعطونكم بألسنتهم خلاف ما في قلوبهم ، ( وتأبى قلوبهم ) الإيمان ، ( وأكثرهم فاسقون ) .
فإن قيل : هذا في المشركين وكلهم فاسقون فكيف قال : " وأكثرهم فاسقون " ؟ قيل : أراد بالفسق : نقض العهد ، وكان في المشركين من وفى بعهده ، وأكثرهم نقضوا ، فلهذا قال : " وأكثرهم فاسقون " .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقوله- سبحانه- كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً .
.
.
لاستبعاد ثبات المشركين على العهد، ولاستنكار ان يكون لهم عهد حقيق بالمراعاة، وبيان لما يكون عليه أمرهم عند ظهورهم على المؤمنين.
وفائدة هذا التكرار للفظ كَيْفَ: التأكيد والتمهيد لتعداد الأسباب التي تدعو المؤمنين إلى مجاهدتهم والإغلاظ عليهم، والحذر منهم.
قال الآلوسى: وحذف الفعل بعد كيف هنا لكونه معلوما من الآية السابقة، وللإيذان بأن النفس مستحضرة له، مترقبة لورود ما يوجب استنكاره.
وقد كثر الحذف للفعل المستفهم عنه مع كيف ويدل عليه بجملة حالية بعده.
ومن ذلك قول كعب الغنوي يرثى أخاه أبا المغوار:وخبرتماني أنما الموت بالقرى .
.
.
فكيف وماتا هضبة وقليبيريد فكيف مات والحال ما ذكر.
والمراد هنا: كيف يكون لهم عهد معتد به عند الله وعند رسوله وحالهم أنهم إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً .
وقوله: يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يظفروا بكم ويغلبوكم.
يقال: ظهرت على فلان أى:غلبته ومنه قوله- تعالى- فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظاهِرِينَ أى:غالبين.
وقوله: لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ أى: لا يراعوا في شأنكم.
يقال: رقب فلان الشيء يرقبه إذا رعاه وحفظه.
.
ورقيب القوم حارسهم.
والإل: يطلق على العهد، وعلى القرابة، وعلى الحلف.
قال ابن جرير- بعد أن ساق أقوالا في معنى الإل- وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: والإل: اسم يشتمل على معان ثلاثة: وهي العهد والعقد، والحلف، والقرابة.
.
ومن الدلالة على أنه يكون بمعنى القرابة قول ابن مقبل:أفسد الناس خلوف خلفوا .
.
.
قطعوا الإل وأعراق الرحمأى قطعوا القرابة.
ومن الدلالة على أنه يكون بمعنى العهد قول القائل:وجدناهم كاذبا إلّهم .
.
.
وذو الإل والعهد لا يكذبوإذا كانت الكلمة تشمل هذه المعاني الثلاثة، ولم يكن الله خص من ذلك معنى دون معنى، فالصواب أن يعم ذلك كما عم بها- جل ثناؤه- معانيها الثلاثة .
.
.
والذمة: كل أمر لزمك بحيث إذا ضيعته لزمك مذمة أو هي ما يتذمم به أى يجتنب فيه الذم.
والمعنى: بأية صفة أو بأية كيفية يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله، والحال المعهود منهم أنهم إن يظفروا بكم ويغلبوكم، لا يراعوا في أمركم لا عهدا ولا حلفا ولا قرابة ولا حقا من الحقوق.
وقوله- تعالى-: يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ، وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ زيادة بيان للأحوال القبيحة الملازمة لهؤلاء المشركين.
أى: أن هؤلاء المشركين إن غلبوكم- أيها المؤمنون- فعلوا بكم الأفاعيل، وتفتنوا في إيذائكم من غير أن يقيموا ووزنا لما بينكم وبينهم من عهود ومواثيق، وقرابات وصلات .
.
.
أما إذا كانت الغلبة لكم فإنهم في هذه الحالة يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ أى: يعطونكم من ألسنتهم كلاما معسولا إرضاء لكم، وهم في الوقت نفسه تَأْبى قُلُوبُهُمْ المملوءة حقدا عليكم وبغضا لكم تصديق ألسنتهم، فهم كما وصفهم- سبحانه- في آية أخرى: يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ .
وتقييد الإرضاء بالأفواه، للإشعار بأن كلامهم مجرد ألفاظ يتفوهون بها من غير أن يكون لها مصداق في قلوبهم.
وقوله: وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ أى: خارجون عن حدود الحق، منفصلون عن كل فضيلة ومكرمة، إذ الفسق هو الخروج والانفصال.
يقال: فسقت الرطبة إذا خرجت عن قشرتها وفسق فلان إذا خرج عن حدود الشرع.
وإنما وصف أكثرهم بالفسوق، لأن هؤلاء الأكثرين منهم، هم الناقضون لعهودهم، الخارجون على حدود ربهم، أما الأقلون منهم فهم الذين وفوا بعهودهم، ولم ينقصوا المؤمنين شيئا، ولم يظاهروا عليهم أحدا.
وبذلك نرى أن الآية الكريمة قد وصفت هؤلاء المشركين وصفا في نهاية الذم والقبح، لأنهم إن كانوا أقوياء فجروا وأسرفوا في الإيذاء، نابذين كل عهد وقرابة وعرف .
.
.
أما إذا شعروا بالضعف فإنهم يقدمون للمؤمنين الكلام اللين الذي تنطق به ألسنتهم، وتأباه قلوبهم الحاقدة الغادرة.
أى أن الغدر ملازم لهم في حالتي قوتهم وضعفهم، لأنهم في حالة قوتهم لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً.
وفي حالة ضعفهم يخادعون ويداهنون حتى تحين لهم الفرصة للانقضاض على المؤمنين.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

يقول تعالى محرضا للمؤمنين على معاداة المشركين والتبري منهم ، ومبينا أنهم لا يستحقون أن يكون لهم عهد لشركهم بالله وكفرهم برسول الله ولو أنهم إذ ظهروا على المسلمين وأديلوا عليهم ، لم يبقوا ولم يذروا ، ولا راقبوا فيهم إلا ولا ذمة .قال علي بن أبي طلحة ، وعكرمة ، والعوفي عن ابن عباس : " الإل " : القرابة ، " والذمة " : العهد . وكذا قال الضحاك والسدي ، كما قال تميم بن مقبل :أفسد الناس خلوف خلفوا قطعوا الإل وأعراق الرحموقال حسان بن ثابت - رضي الله عنه - :وجدناهم كاذبا إلهم وذو الإل والعهد لا يكذبوقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( لا يرقبون في مؤمن إلا ) قال : الله . وفي رواية : لا يرقبون الله ولا غيره .وقال ابن جرير : حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، عن سليمان ، عن أبي مجلز في قوله تعالى : ( لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ) مثل قوله : " جبرائيل " ، " ميكائيل " ، " إسرافيل " ، [ كأنه يقول : يضيف " جبر " ، و " ميكا " ، و " إسراف " ، إلى " إيل " ، يقول عبد الله : ( لا يرقبون في مؤمن إلا ) ] كأنه يقول : لا يرقبون الله .والقول الأول أشهر وأظهر ، وعليه الأكثر .وعن مجاهد أيضا : " الإل " : العهد . وقال قتادة : " الإل " : الحلف .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقونقوله تعالى كيف وإن يظهروا عليكم أعاد التعجب من أن يكون لهم عهد مع خبث أعمالهم ، أي كيف يكون لهم عهد وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة .
يقال : ظهرت على فلان أي غلبته ، وظهرت البيت علوته ، ومنه فما اسطاعوا أن يظهروه أي يعلوا عليه .
قوله تعالى لا يرقبوا فيكم يرقبوا يحافظوا .
والرقيب الحافظ .
وقد تقدم .
إلا عهدا ، عن مجاهد وابن زيد .
وعن مجاهد أيضا : هو اسم من أسماء الله عز وجل .
ابن عباس والضحاك : قرابة .
الحسن : جوارا .
قتادة : حلفا ، وذمة عهدا .
أبو عبيدة : يمينا .
وعنه أيضا : إلا العهد ، والذمة التذمم .
الأزهري : اسم الله بالعبرانية ، وأصله من الأليل وهو البريق ، يقال أل لونه يؤل ألا ، أي صفا ولمع .
وقيل : أصله من الحدة ، ومنه الألة للحربة ، ومنه أذن مؤللة أي محددة .
ومنه قول طرفة بن العبد يصف أذني ناقته بالحدة والانتصاب .
مؤللتان تعرف العتق فيهما كسامعتي شاة بحومل مفردفإذا قيل للعهد والجوار والقرابة " إل " فمعناه أن الأذن تصرف إلى تلك الجهة ، أي تحدد لها .
والعهد يسمى " إلا " لصفائه وظهوره .
ويجمع في القلة آلال .
وفي الكثرة إلال .
وقال الجوهري وغيره : الإل بالكسر هو الله عز وجل ، والإل أيضا العهد والقرابة .
قال حسان :لعمرك إن إلك من قريش كإل السقب من رأل النعامقوله تعالى ولا ذمة أي عهدا .
وهي كل حرمة يلزمك إذا ضيعتها ذنب .
قال ابن عباس والضحاك وابن زيد : الذمة العهد .
ومن جعل الإل العهد فالتكرير لاختلاف اللفظين .
وقال أبو عبيدة معمر : الذمة التذمم .
وقال أبو عبيد : الذمة الأمان في قوله عليه السلام : ويسعى بذمتهم أدناهم .
وجمع ذمة ذمم .
وبئر ذمة - بفتح الذال - قليلة الماء ، وجمعها ذمام .
قال ذو الرمة :على حميريات كأن عيونها ذمام الركايا أنكزتها المواتحأنكزتها أذهبت ماءها .
وأهل الذمة أهل العقد .
قوله تعالى يرضونكم بأفواههم أي يقولون بألسنتهم ما يرضي ظاهره .
وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون أي ناقضون العهد .
وكل كافر فاسق ، ولكنه أراد هاهنا المجاهرين بالقبائح ونقض العهد .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله : كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8)قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بقوله: كيف يكون لهؤلاء المشركين الذين نقضوا عهدهم أو لمن لا عهد له منهم منكم، أيها المؤمنون، عهد وذمة, وهم =(إن يظهروا عليكم)، يغلبوكم =(لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة).
* * *واكتفى ب " كيف " دليلا على معنى الكلام, لتقدم ما يراد من المعني بها قبلها.
وكذلك تفعل العرب، إذا أعادت الحرف بعد مضيّ معناه، استجازوا حذف الفعل, كما قال الشاعر: (10)وَخَبَّرْتُمَانِي أَنَّمَا الْمَوْتُ فِي الْقُرَىفَكَيْفَ وَهَذِي هَضْبَةٌ وَكَثِيبُ (11)فحذف الفعل بعد " كيف "، لتقدم ما يراد بعدها قبلها.
ومعنى الكلام: فكيف يكون الموت في القرى، وهذي هضبة وكثيب، لا ينجو فيهما منه أحد.
* * *واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة).
فقال بعضهم، معناه: لا يرقبوا الله فيكم ولا عهدًا.
* ذكر من قال ذلك:16499- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن سفيان, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا ، [سورة التوبة: 10]، قال: الله.
16500- حدثني يعقوب قال، حدثنا ابن علية, عن سليمان, عن أبي مجلز في قوله: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً ، قال: مثل قوله: " جبرائيل "، " ميكائيل "، " إسرافيل ", كأنه يقول: يضيف " جَبْر " و " ميكا " و " إسراف "، إلى " إيل ", (12) يقول: عبد الله = لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا ، كأنه يقول: لا يرقبون الله.
16501- حدثني محمد بن عبد الأعلى قال، حدثني محمد بن ثور, عن معمر, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (إلا ولا ذمة)، لا يرقبون الله ولا غيره.
* * *وقال آخرون: " الإلّ"، القرابة.
* ذكر من قال ذلك:16502- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً ، يقول: قرابةً ولا عهدًا.
وقوله: (وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)، قال: " الإل "، يعني: القرابة, و " الذمة "، العهد.
16503- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)، " الإلّ"، القرابة, و " الذمة "، العهد، يعني أهل العهد من المشركين, يقول: ذمتهم.
16504- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو معاوية وعبدة، عن جويبر, عن الضحاك، " الإل "، القرابة.
(13)16505- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا محمد بن عبد الله, عن سلمة بن كهيل, عن عكرمة, عن ابن عباس: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً ، قال: " الإلّ"، القرابة، و " الذمة "، العهد.
16506- حدثت عن الحسين بن الفرج قال، سمعت أبا معاذ قال، أخبرنا عبيد بن سليمان, قال سمعت، الضحاك يقول في قوله: لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلا وَلا ذِمَّةً ، " الإل "، القرابة, و " الذمة "، الميثاق.
16507- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (كيف وإن يظهروا عليكم)، المشركون =(لا يرقبوا فيكم)، عهدًا ولا قرابة ولا ميثاقًا.
* * *وقال آخرون: معناه: الحلف.
* ذكر من قال ذلك:16508- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)، قال: " الإل "، الحلف, و " الذمة "، العهد.
* * *وقال آخرون: " الإلّ"، هو العهد، ولكنه كرِّر لما اختلف اللفظان، وإن كان معناهما واحدًا.
* ذكر من قال ذلك:16509- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد: (إلا)، قال: عهدًا.
16510- حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة)، قال: لا يرقبوا فيكم عهدًا ولا ذمة.
قال: إحداهما من صاحبتها كهيئة " غفور "، " رحيم ", قال: فالكلمة واحدة، وهي تفترق.
قال: والعهد هو " الذمة ".
16511- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي, عن أبيه, عن خصيف, عن مجاهد (ولا ذمة)، قال: العهد.
16512- حدثني الحارث قال، حدثنا عبد العزيز قال، حدثنا قيس, عن خصيف, عن مجاهد: (ولا ذمة)، قال: " الذمة "، العهد.
* * *قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر عن هؤلاء المشركين الذين أمر نبيَّه والمؤمنين بقتلهم بعد انسلاخ الأشهر الحرم، وحصرهم والقعود لهم على كل مرصد: أنهم لو ظهروا على المؤمنين لم يرقبوا فيهم " إلا ".
و " الإلّ": اسم يشتمل على معان ثلاثة: وهي العهد، والعقد, والحلف, والقرابة, وهو أيضا بمعنى " الله ".
فإذْ كانت الكلمة تشمل هذه المعاني الثلاثة, ولم يكن الله خصّ من ذلك معنى دون معنى, فالصواب أن يُعَمّ ذلك كما عمّ بها جل ثناؤه معانيها الثلاثة, فيقال: لا يرقبون في مؤمنٍ اللهَ, ولا قرابةً, ولا عهدًا, ولا ميثاقًا.
ومن الدلالة على أنه يكون بمعنى " القرابة " قول ابن مقبل:أَفْسَدَ النَّاسَ خُلُوفٌ خَلَفُواقَطَعُوا الإلَّ وَأَعْرَاقَ الرَّحِمْ (14)بمعنى: قطعوا القرابة، وقول حسان بن ثابت:لَعَمْرُكَ إِنَّ إِلَّكَ مِنْ قُرَيْشٍكَإلِّ السَّقْبِ مِنْ رَأْلِ النَّعامِ (15)وأما معناه إذا كان بمعنى " العهد "، فقول القائل: (16)وَجَدْنَاهُمُ كَاذِبًا إلُّهُمْوَذُو الإلِّ وَالْعَهْدِ لا يَكْذِبُ* * *وقد زعم بعض من ينسب إلى معرفة كلام العرب من البصريين: أن " الإلّ"، و " العهد "، و " الميثاق "، و " اليمين " واحد = وأن " الذمة " في هذا الموضع، التذمم ممن لا عهد له, والجمع: " ذِمَم ".
(17)* * *وكان ابن إسحاق يقول: عنى بهذه الآية أهل العهد العام.
16513- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: (كيف وإن يظهروا عليكم)، أي: المشركون الذين لا عهد لهم إلى مدة من أهل العهد العام =(لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة).
(18)* * *فأما قوله: (يرضونكم بأفواههم)، فإنه يقول: يعطونكم بألسنتهم من القول، خلاف ما يضمرونه لكم في نفوسهم من العداوة والبغضاء (19) =(وتأبى قلوبهم)، أي: تأبَى عليهم قلوبهم أن يذعنوا لكم، بتصديق ما يبدونه لكم بألسنتهم.
يحذِّر جل ثناؤه أمرَهم المؤمنين، ويشحذهم على قتلهم واجتياحهم حيث وجدوا من أرض الله, وأن لا يقصِّروا في مكروههم بكل ما قدروا عليه =(وأكثرهم فاسقون)، يقول: وأكثرهم مخالفون عهدَكم، ناقضون له, كافرون بربهم، خارجون عن طاعته.
(20)---------------------الهوامش :(10) هو كعب بن سعد الغنوي .
(11) الأصمعيات : 99 ، طبقات فحول الشعراء : 176 ، أمالي القالي : 151 ، جمهرة أشعار العرب : 135 ، ومعاني القرآن للفراء : 1 : 424 وغيرها كثير .
وهي من أشهر المرائي وأنبلها .
وكان لكعب بن سعد أخ يقال له " أبو المغوار " ، فأخذ المدينة وباء ، فنصحوه بأن يفر بأخيه من الأرض الوبيئة ، لينجو من طوارق الموت ، فلما خرج به إلى البادية هلك أخوه ، فتفجع عليه تفجع العربي النبيل .
(12) في المخطوطة : " كأنه يقول : يضاف جبر " ، وفي المخطوطة : " كأنه يقول جبر يضف جبر .
.
.
" .
وفي المخطوطة أيضا " سراف " بغير ألف .
(13) الأثر : 16504 - في المطبوعة : " عن حوشب ، عن الضحاك " ، غير ما في المخطوطة ، وهو الصواب وهذا إسناد مضى مثله مرارا .
(14) من أبيات مفرقة ، لم أجدها مجموعة في مكان ، وهذا بيت لم أجده أيضا في مكان آخر .
و " خلوف " جمع " خلف " ( بفتح فسكون ) ، وهو بقية السوء والأشرار تخلف من سبقها.
وفي المخطوطة : " أخلفوا " بالألف ، والصواب ما في المطبوعة .
و " الأعراق " جمع " عرق " وعرق كل شيء : أصله الذي منه ثبت .
ويقال منه : " تداركه أعراق خير ، وأعراق شر " .
(15) ديوانه : 407 ، واللسان ( ألل ) ، من أبيات هجا بها أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأخوه من الرضاعة ، وكان ممن يشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان أبو سفيان ممن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ، ويهجوه ، ويؤذي المسلمين ، فانبرى له حسان فأخذ منه كل ما أخذ .
ثم أسلم في فتح مكة ، وشهد حنينا ، وثبت فيمن ثبت مع نبي الله ، وظل آخذا بلجام بغلة رسول الله يكفها ورسول الله يركضها إلى الكفار.
ثم ظل أبو سفيان بعد ذلك لا يرفع رأسه إلى رسول الله حياء منه .
ولكن كان من هجاء حسان له ، بعد البيت :فَإنَّكَ إِن تَمُتَّ إلى قُرَيْشٍكَذَاتِ البَوِّ جائِلَةَ المَرَامِوَأَنْتَ مُنَوَّطٌ بِهِمُ هَجِينٌكما نِيطَ السَّرَائِحُ بالخِدَامِفَلا تَفْخَر بِقَوْمٍ لَسْتَ مِنْهُمْولا تَكُ كاللِّئَامِ بَنِي هِشامِ" السقب " ، ولد الناقة ساعة يولد .
و " الرأل " ، ولد النعام .
يقول : ما قرابتك في قريش ، إلا كقرابة الفصيل ، من ولد النعام ! .
(16) لم أعرف قائله .
(17) هو أبو عبيدة في مجاز القرآن 1 : 253 .
(18) الأثر : 16513 - سيرة ابن هشام 4 : 189 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16492 .
(19) انظر تفسير " بدت البغضاء من أفواههم " 7 : 145 - 147 / و " يقولون بأفواههم " 7 : 378 / و " قالوا آمنا بأفواههم " ، 10 : 301 - 308 .
(20) انظر تفسير " الفسق " فيما سلف من فهارس اللغة ( فسق ) .

﴿ كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون ﴾

قراءة سورة التوبة

المصدر : تفسير : كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم