القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 7 سورة التوبة - كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند

سورة التوبة الآية رقم 7 : سبع تفاسير معتمدة

سورة كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند - عدد الآيات 129 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 7 من سورة التوبة عدة تفاسير - سورة التوبة : عدد الآيات 129 - - الصفحة 188 - الجزء 10.

سورة التوبة الآية رقم 7


﴿ كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ ﴾
[ التوبة: 7]

﴿ التفسير الميسر ﴾

لا ينبغي أن يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله، إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام في صلح (الحديبية) فما أقاموا على الوفاء بعهدكم فأقيموا لهم على مثل ذلك. إن الله يحب المتقين الموفِّين بعهودهم.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«كيف» أي لا «يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله» وهم كافرون بالله ورسوله غادرون «إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام» يوم الحديبية وهم قريش المستثنون من قبل «فما استقاموا لكم» أقاموا على العهد ولم ينقضوه «فاستقيموا لهم» على الوفاء به وما شرطية «إن الله يحب المتقين» وقد استقام النبي صلى الله عليه وسلم على عهدهم حتى نقضوا بإعانة بني بكر على خزاعة.

﴿ تفسير السعدي ﴾

هذا بيان للحكمة الموجبة لأن يتبرأ اللّه ورسوله من المشركين، فقال‏:‏ ‏‏كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ‏‏ هل قاموا بواجب الإيمان، أم تركوا رسول اللّه والمؤمنين من أذيتهم‏؟‏ أما حاربوا الحق ونصروا الباطل‏؟‏ أما سعوا في الأرض فسادا‏؟‏ فيحق عليهم أن يتبرأ اللّه منهم، وأن لا يكون لهم عهد عنده ولا عند رسوله‏.
‏ ‏‏إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ‏‏ من المشركين ‏‏عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ‏‏ فإن لهم في العهد وخصوصا في هذا المكان الفاضل حرمة، أوجب أن يراعوا فيها‏.
‏ ‏‏فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ‏

﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله تعالى : ( كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله ) هذا على وجه التعجب ، ومعناه جحد ، أي : لا يكون لهم عهد عند الله ، ولا عند رسوله ، وهم يغدرون وينقضون العهد ، ثم استثنى فقال جل وعلا ( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام ) قال ابن عباس : هم قريش .
وقال قتادة : هم أهل مكة الذين عاهدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية .
قال الله تعالى : ( فما استقاموا لكم ) أي : على العهد ، ( فاستقيموا لهم ) فلم يستقيموا ، ونقضوا العهد ، وأعانوا بني بكر على خزاعة ، فضرب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح أربعة أشهر يختارون من أمرهم : إما أن يسلموا ، وإما أن يلحقوا بأي بلاد شاءوا ، فأسلموا قبل الأربعة الأشهر .
قال السدي والكلبي وابن إسحاق : هم من قبائل بكر : بنو خزيمة وبنو مدلج وبنو ضمرة وبنو الديل ، وهم الذين كانوا قد دخلوا في عهد قريش يوم الحديبية ، ولم يكن نقض العهد إلا قريش وبنو الديل من بني بكر ، فأمر بإتمام العهد لمن لم ينقض وهم بنو ضمرة .
وهذا القول أقرب إلى الصواب ؛ لأن هذه الآيات نزلت بعد نقض قريش العهد وبعد فتح مكة ، فكيف يقول لشيء قد مضى : " فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم " ؟ وإنما هم الذين قال عز وجل : " إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا " كما نقصتكم قريش ، ولم يظاهروا عليكم أحدا كما ظاهرت قريش بني بكر على خزاعة حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .
( إن الله يحب المتقين ) .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

وقوله- سبحانه-: كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ الاستفهام فيه للإنكار والاستبعاد لأن يكون للمشركين عهد.
وهو إنكار للوقوع لا للواقع.
أى تحذير للمؤمنين من أن يقع منهم ذلك في المستقبل.
والمراد بالمشركين أولئك الذين نقضوا عهودهم، لأن البراءة إنما هي في شأنهم.
والعهد: ما يتفق شخصان أو طائفتان من الناس على التزامه بينهما، فإن أكداه ووثقاه بما يقتضى زيادة العناية بالوفاء به سمى ميثاقا، لاشتقاقه من الوثاق- بفتح الواو- وهو الحبل أو القيد.
وإن أكداه باليمين خاصة سمى يمينا.
وسمى بذلك لوضع كل من المتعاقدين يمينه في يمين الآخر عند عقده.
والمعنى: لا ينبغي ولا يجوز أن يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله لأن هؤلاء المشركين لا يدينون لله بالعبودية، ولا لرسوله بالطاعة، ولأنهم قوم دأبهم الخيانة.
وعادتهم الغدر، ومن كان كذلك لا يكون له عهد عند الله ولا عند رسوله.
قالوا: وفي توجيه الإنكار إلى كيفية ثبوت العهد من المبالغة ما ليس في توجيهه إلى ثبوته، لأن كل موجود يجب أن يكون وجوده على حال من الأحوال، فإذا انتفت جميع أحوال وجوده، فقد انتفى وجوده بالطريق البرهاني.
وتكرير كلمة عِنْدَ للإيذان بعدم الاعتداد بعهودهم عند كل من الله- تعالى- ورسوله صلى الله عليه وسلم على حدة.
ويَكُونُ من الكون التام وكَيْفَ محلها النصب على التشبيه بالحال أو الظرف.
أو من الكون الناقص فيكون قوله عَهْدٌ اسمها، وقوله كَيْفَ خبرها وهو واجب التقديم، لأن الاستفهام له صدر الكلام.
وقوله: إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ، فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ.
.
استثناء من المشركين الذين استنكرت الآية أن تكون لهم عهود عند الله وعند رسوله.
والمراد بالمشركين الذين استثنوا هنا: أولئك الذين سبق الحديث عنهم في قوله- تعالى- قبل ذلك إِلَّا الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ .
.
.
وهم- كما رجحه ابن جرير والخازن- بنو خزيمة وبنو مدلج وبنو ضمرة من قبائل بنى بكر، وكانوا قد وفوا بعهودهم مع المسلمين .
وأعيد ذكر استثنائهم هنا، لتأكيد هذا الحكم وتقريره.
والمراد بالمسجد الحرام: جميع الحرم، فيكون الكلام على حذف مضاف.
أى: عند قرب المسجد الحرام.
والتعرض لكون المعاهدة عند المسجد الحرام، لزيادة بيان أصحابها، وللإشعار بسبب وجوب الوفاء بها.
والمعنى: لا ينبغي ولا يصح أن يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله، لكن الذين عاهدتموهم- أيها المؤمنون- عند المسجد الحرام من المشركين ولم ينقضوا عهودهم فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ.
أى: فاستقيموا لهم مدة استقامتهم لكم، فتكون ما مصدرية منصوبة المحل على الظرفية.
ويصح أن تكون شرطية وعائدها محذوف فيكون المعنى: فأى زمان استقاموا لكم فيه فاستقيموا لهم، إذ لا يجوز أن يكون نقض العهد من جهتكم.
وقوله: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ تذييل قصد به التعليل لوجوب الامتثال، وتبيين أن الوفاء بالعهد إلى مدته مع الموفين بعهدهم من تقوى الله التي يحبها لعباده، ويحبهم بسبب تمسكهم بها.
هذا، وقد أخذ العلماء من هذه الآية: ان العهد المعتد به في شريعة الإسلام، هو عهد الأوفياء غير الناكثين، وأن من استقام على عهده عاملناه بمقتضى استقامته، وأن الالتزام بالعهود من تقوى الله التي يحبها لعباده.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

يبين تعالى حكمته في البراءة من المشركين ونظرته إياهم أربعة أشهر ، ثم بعد ذلك السيف المرهف أين ثقفوا ، فقال تعالى : ( كيف يكون للمشركين عهد ) وأمان ويتركون فيما هم فيه وهم مشركون بالله كافرون به وبرسوله ، ( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام ) يعني يوم الحديبية ، كما قال تعالى : ( هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفا أن يبلغ محله ) الآية [ الفتح : 25 ] ، ( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ) أي : مهما تمسكوا بما عاقدتموهم عليه وعاهدتموهم من ترك الحرب بينكم وبينهم عشر سنين ( فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين ) وقد فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك والمسلمون ، استمر العقد والهدنة مع أهل مكة من ذي القعدة في سنة ست ، إلى أن نقضت قريش العهد ومالئوا حلفاءهم بني بكر على خزاعة أحلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقتلوهم معهم في الحرم أيضا ، فعند ذلك غزاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان سنة ثمان ، ففتح الله عليه البلد الحرام ، ومكنه من نواصيهم ، ولله الحمد والمنة ، فأطلق من أسلم منهم بعد القهر والغلبة عليهم ، فسموا الطلقاء ، وكانوا قريبا من ألفين ، ومن استمر على كفره وفر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث إليه بالأمان والتسيير في الأرض أربعة أشهر ، يذهب حيث شاء : منهم صفوان بن أمية ، وعكرمة بن أبي جهل وغيرهما ، ثم هداهم الله بعد ذلك إلى الإسلام التام ، والله المحمود على جميع ما يقدره ويفعله .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقينقوله تعالى كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام " كيف " هنا للتعجب ، كما تقول : كيف يسبقني فلان أي لا ينبغي أن يسبقني .
و عهد اسم يكون .
وفي الآية إضمار ، أي كيف يكون للمشركين عهد مع إضمار الغدر ، كما قال :وخبرتماني إنما الموت بالقرى فكيف وهاتا هضبة وكثيبالتقدير : فكيف مات ، عن الزجاج .
وقيل : المعنى كيف يكون للمشركين عهد عند الله يأمنون به عذابه غدا ، وكيف يكون لهم عند رسوله عهد يأمنون به عذاب الدنيا .
ثم استثنى فقال : إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام .
قال محمد بن إسحاق : هم بنو بكر ، أي ليس العهد إلا لهؤلاء الذين لم ينقضوا ولم ينكثوا .
قوله تعالى فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين أي فما أقاموا على الوفاء بعهدكم فأقيموا لهم على مثل ذلك .
ابن زيد : فلم يستقيموا فضرب لهم أجلا أربعة أشهر فأما من لا عهد له فقاتلوه حيث وجدتموه إلا أن يتوب .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله : كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: أنّى يكون أيها المؤمنون بالله ورسوله, وبأيِّ معنى، يكون للمشركين بربهم عهدٌ وذمة عند الله وعند رسوله, يوفّى لهم به, ويتركوا من أجله آمنين يتصرفون في البلاد؟ (1) وإنما معناه: لا عهد لهم, وأن الواجب على المؤمنين قتلهم حيث وجدوهم، إلا الذين أعطوا العهد عند المسجد الحرام منهم, فإن الله جل ثناؤه أمرَ المؤمنين بالوفاء لهم بعهدهم، والاستقامة لهم عليه, ما داموا عليه للمؤمنين مستقيمين.
* * *واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام).
فقال بعضهم: هم قوم من جذيمة بن الدُّئِل.
* ذكر من قال ذلك:16490- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن مفضل قال، حدثنا أسباط, عن السدي: (كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم)، هم بنو جذيمة بن الدُّئِل.
(2)16491- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, عن محمد بن عباد بن جعفر قوله: (إلا الذين عاهدتم من المشركين)، قال: هم جذيمة بكر كنانة.
(3)16492- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة, عن ابن إسحاق: (كيف يكون للمشركين)، الذين كانوا هم وأنتم على العهد العام، (4) بأن لا تخيفوهم ولا يخيفوكم في الحرمة ولا في الشهر الحرام (5) =(عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، وهي قبائل بني بكر الذين كانوا دخلوا في عهد قريش وعقدهم يوم الحديبية، إلى المدة التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش, فلم يكن نَقَضَها إلا هذا الحيُّ من قريش، وبنو الدُّئِل من بكر.
فأمر بإتمام العهد لمن لم يكن نقض عهده من بني بكر إلى مدته =(فما استقاموا لكم)، الآية.
(6)* * *وقال آخرون: هم قريش.
* ذكر من قال ذلك:16493- حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج, عن ابن جريج, قال: قال ابن عباس قوله: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، هم قريش.
16494- حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، يعني: أهل مكة.
16495- حدثني محمد بن سعد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، يقول: هم قوم كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم مدة, ولا ينبغي لمشرك أن يدخل المسجد الحرام ولا يعطي المسلمَ الجزيةَ.
(فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم)، يعني: أهل العهد من المشركين.
16496- حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم)، قال: هؤلاء قريش.
وقد نسخ هذا الأشهر التي ضربت لهم, وغدروا بهم فلم يستقيموا, كما قال الله.
فضرب لهم بعد الفتح أربعة أشهر، يختارون من أمرهم: إما أن يسلموا, وإما أن يلحقوا بأيِّ بلاد شاؤوا.
قال: فأسلموا قبل الأربعة الأشهر, وقبل قَتْلٍ.
(7)16497- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور, عن معمر، عن قتادة: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم)، قال: هو يوم الحديبية، (8) قال: فلم يستقيموا, نقضوا عهدهم، أي أعانوا بني بكرٍ حِلْفِ قريش، على خزاعة حِلْفِ النبي صلى الله عليه وسلم.
(9)* * *وقال آخرون: هم قوم من خزاعة.
* ذكر من قال ذلك:16498- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا ابن عيينة, عن ابن جريج, عن مجاهد: (إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام)، قال: أهل العهد من خزاعة.
* * *قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصواب عندي، قولُ من قال: هم بعضُ بني بكر من كنانة, ممن كان أقام على عهده، ولم يكن دخل في نقض ما كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش يوم الحديبية من العهد مع قريش، حين نقضوه بمعونتهم حلفاءَهم من بني الدُّئِل، على حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من خزاعة.
* * *وإنما قلتُ: هذا القول أولى الأقوال في ذلك بالصواب، لأن الله أمر نبيه والمؤمنين بإتمام العهد لمن كانوا عاهدوه عند المسجد الحرام, ما استقاموا على عهدهم.
وقد بينَّا أن هذه الآيات إنما نادى بها عليّ في سنة تسع من الهجرة, وذلك بعد فتح مكة بسنة, فلم يكن بمكة من قريش ولا خزاعة كافرٌ يومئذ بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدٌ، فيؤمر بالوفاء له بعهده ما استقام على عهده, لأنّ من كان منهم من ساكني مكة، كان قد نقض العهد وحورب قبل نزول هذه الآيات.
* * *وأما قوله: (إن الله يحب المتقين)، فإن معناه: إن الله يحب من اتقى الله وراقبه في أداء فرائضه, والوفاء بعهده لمن عاهده, واجتناب معاصيه, وترك الغدر بعهوده لمن عاهده.
-----------------------الهوامش :(1) انظر تفسير "العهد" و"المعاهدة" فيما سلف ص: 132، تعليق: 1، والمراجع هناك.
(2) هكذا جاء هنا " بنو جذيمة بن الدئل " ، وفي رقم : 16491 : " جذيمة بكر كنانة " .
ولا أعلم في " الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة " ، " جذيمة " فإن " جذيمة كنانة " إنما هم : " بنو جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة " ، أبناء عمومة " الدئل " ، و " بكر بن عبد مناة " .
وبنو جذيمة بن عامر بن عبد مناة ، هم أهل الغميصاء ، الذين أوقع بهم خالد بن الوليد بعد الفتح ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه ليتلافى خطأ خالد بن الوليد ، فودي لهم الدماء وما أصيب من الأموال ، حتى إنه إنه ليدي لهم ميلغة الكلب .
( انظر سيرة ابن هشام 4 : 70 - 73 ) .
(3) الأثر : 16491 - راجع التعليق السالف .
وكان في المطبوعة : " بكر ، من كنانة " ، وأثبت ما في المخطوطة .
(4) في المطبوعة والمخطوطة : " كانوا وأنتم " ، واثبتت ما في سيرة ابن هشام .
(5) في المطبوعة : " بأن لا تمنعوهم ولا يمنعوكم من الحرم " ، غير ما في المخطوطة ، لأنه لم يحسن قراءتها .
والصواب ما في المخطوطة ، مطابقا لما في السيرة .
وقوله : " في الحرمة " ، يعني في مكة البلد الحرام ، وسائر مناسك الحج ، وهي بضم الحاء وسكون الراء .
وهي من " الحرمة " ، وهو ما لا يحل انتهاكه .
وقد قصرت كتب اللغة في إثبات لفظ " الحرمة " بهذا المعنى الذي فسرته ، وهو كثير في أخبارهم بالمعنى الذي ذكرت ، فأثبته هناك .
ومن أجل هذا ظن الناشر أنه حين كتب " من الحرم " ، أن " الحرمة " لا تأتي بمعنى " الحرم " .
(6) الأثر : 16492 - سيرة ابن هشام 4 : 189 ، وهو تابع الأثر السالف رقم : 16481 .
(7) في المطبوعة والمخطوطة : " وقبل وقبل " ، ولا معنى له ، ولكنه في المخطوطة غير منقوط والصواب إن شاء الله ما أثبت .
(8) كان في المطبوعة : " هم قوم جذيمة " ، وهذا كلام فاسد كل الفساد .
وفي المخطوطة :" هم يوم الحديبية " ، وصواب قراءته ما أثبت .
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كتب الهدنة بينه وبين قريش عام الحديبية ، تواثبت بنو بكر بن عبد مناة فقالت : " نحن في عقد قريش وعهدهم " ، وتواثبت خزاعة فقالت : " نحن في عقد محمد وعهده " ( سيرة ابن هشام 3 : 332 ) .
ثم كان بعد ذلك بمدة أن تظاهرت بنو بكر وقريش على خزاعة ، وهم حلف رسول الله ، فكان ذلك أحد الأسباب الموجبة المسير إلى مكة وفتحها .
وهذا ما دل عليه سائر الخبر .
(9) هو " حلفه " ، أي : حليفة ، وهو الذي بينه وبينه عهد .

﴿ كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند رسوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين ﴾

قراءة سورة التوبة

المصدر : تفسير : كيف يكون للمشركين عهد عند الله وعند