القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

تفسير و معنى الآية 82 سورة هود - فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا

سورة هود الآية رقم 82 : سبع تفاسير معتمدة

سورة فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا - عدد الآيات 123 - رقم السورة - صفحة السورة في المصحف الشريف - .

تفسير و معنى الآية 82 من سورة هود عدة تفاسير - سورة هود : عدد الآيات 123 - - الصفحة 231 - الجزء 12.

سورة هود الآية رقم 82


﴿ فَلَمَّا جَآءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهَا حِجَارَةٗ مِّن سِجِّيلٖ مَّنضُودٖ ﴾
[ هود: 82]

﴿ التفسير الميسر ﴾

فلما جاء أمرنا بنزول العذاب بهم جعلنا عالي قريتهم التي كانوا يعيشون فيها سافلها فقلبناها، وأمطرنا عليهم حجارة من طين متصلِّب متين، قد صُفَّ بعضها إلى بعض متتابعة، معلَّمة عند الله بعلامة معروفة لا تشاكِل حجارة الأرض، وما هذه الحجارة التي أمطرها الله على قوم لوط من كفار قريش ببعيد أن يُمْطَروا بمثلها. وفي هذا تهديد لكل عاص متمرِّد على الله.

﴿ تفسير الجلالين ﴾

«فلما جاء أمرنا» بإهلاكهم «جعلنا عاليها» أي قراهم «سافلها» أي بأن رفعها جبريل إلى السماء وأسقطها مقلوبة إلى الأرض «وأمطرنا عليها حجارة من سجيل» طين طبخ بالنار «منضود» متتابع.

﴿ تفسير السعدي ﴾

فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا بنزول العذاب، وإحلاله فيهم جَعَلْنَا ديارهم عَالِيَهَا سَافِلَهَا أي: قلبناها عليهم وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ أي: من حجارة النار الشديدة الحرارة مَنْضُودٍ أي.
متتابعة، تتبع من شذ عن القرية.


﴿ تفسير البغوي ﴾

قوله : ( فلما جاء أمرنا ) عذابنا ، ( جعلنا عاليها سافلها ) وذلك أن جبريل عليه السلام أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط المؤتفكات وهي خمس مدائن ، وفيها أربعمائة ألف ، وقيل : أربعة آلاف ألف ، فرفع المدائن كلها حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ، ونباح الكلاب ، فلم يكفأ لهم إناء ولم ينتبه نائم ، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها .
( وأمطرنا عليها ) أي على شذاذها ومسافريها .
وقيل : بعدما قلبها أمطر عليها ، ( حجارة من سجيل ) قال ابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن جبير : ( سنك وكل ) فارسي معرب .
وقال قتادة وعكرمة : السجيل الطين ، دليله قوله عز وجل : ( لنرسل عليهم حجارة من طين ) ( الذاريات - 33 ) .
قال مجاهد : أولها حجر وآخرها طين .
وقال الحسن : كان أصل الحجارة طينا فشددت .
وقال الضحاك : يعني الآجر .
وقيل : السجيل اسم السماء الدنيا .
وقيل : هو جبال في السماء ، قال الله تعالى ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد ) ( النور - 43 ) .
قوله تعالى : ( منضود ) قال ابن عباس رضي الله عنهما : متتابع ، يتبع بعضها بعضا ، مفعول من النضد ، وهو وضع الشيء بعضه فوق بعض .

﴿ تفسير الوسيط ﴾

ثم حكى- سبحانه- في نهاية القصة ما حل بهؤلاء المجرمين من عذاب فقال: فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ.
مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ.
أى: «فلما أمرنا» بإهلاك هؤلاء القوم المفسدين جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها أى: جعلنا أعلى بيوتهم أسفلها، بأن قلبناها عليهم، وهي عقوبة مناسبة لجريمتهم حيث قلبوا فطرتهم، فأتوا الذكران من العالمين وتركوا ما خلق لهم ربهم من أزواجهم .
.
.
وقوله: وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ زيادة في عقوبتهم ولعنهم.
أى: جعلنا أعلى قراهم أسفلها، وأمطرنا عليها حجارة مِنْ سِجِّيلٍ أى: من حجر وطين مختلط، قد تجحر وتصلب مَنْضُودٍ أى: متتابع في النزول بدون انقطاع موضوع بعض على بعض، من النضد وهو وضع الأشياء بعضها إلى بعض.

﴿ تفسير ابن كثير ﴾

يقول تعالى : ( فلما جاء أمرنا ) وكان ذلك عند طلوع الشمس ، ( جعلنا عاليها ) وهي [ قريتهم العظيمة وهي ] سدوم [ ومعاملتها ] ( سافلها ) كقوله ) [ والمؤتفكة أهوى ] فغشاها ما غشى ) [ النجم : 53 ، 54 ] أي : أمطرنا عليها حجارة من " سجيل " وهي بالفارسية : حجارة من طين ، قاله ابن عباس وغيره .وقال بعضهم : أي من " سنك " وهو الحجر ، و " كل " وهو الطين ، وقد قال في الآية الأخرى : ( حجارة من طين ) [ الذاريات : 33 ] أي : مستحجرة قوية شديدة . وقال بعضهم : مشوية ، [ وقال بعضهم : مطبوخة قوية صلبة ] وقال البخاري . " سجيل " : الشديد الكبير . سجيل وسجين واحد ، اللام والنون أختان ، وقال تميم بن مقبل :ورجلة يضربون البيض ضاحية ضربا تواصت به الأبطال سجيناوقوله : ( منضود ) قال بعضهم : منضودة في السماء ، أي : معدة لذلك .وقال آخرون : ( منضود ) أي : يتبع بعضها بعضا في نزولها عليهم .

﴿ تفسير القرطبي ﴾

قوله تعالى : فلما جاء أمرنا أي عذابنا .
" جعلنا عاليها سافلها " وذلك أن جبريل - عليه السلام - أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط ، وهي خمس : سدوم وهي القرية العظمى ، وعامورا ، ودادوما ، وضعوه ، وقتم ، فرفعها من تخوم الأرض حتى أدناها من السماء بما فيها ; حتى سمع أهل السماء نهيق حمرهم وصياح ديكتهم ، لم تنكفئ لهم جرة ، ولم ينكسر لهم إناء ، ثم نكسوا على رءوسهم ، وأتبعهم الله بالحجارة .
مقاتل أهلكت أربعة ، ونجت ضعوه .
وقيل : غير هذا ، والله أعلم .
قوله تعالى : وأمطرنا عليها حجارة من سجيل دليل على أن من فعل فعلهم حكمه الرجم ، وقد تقدم في " الأعراف " .
وفي التفسير : أمطرنا في العذاب ، ومطرنا في الرحمة .
وأما كلام العرب فيقال : مطرت السماء وأمطرت حكاه الهروي .
واختلف في " السجيل " فقال النحاس : السجيل الشديد الكثير ; وسجيل وسجين اللام والنون أختان .
وقال أبو عبيدة : السجيل الشديد ; وأنشد :ضربا تواصى به الأبطال سجيناقال النحاس : ورد عليه هذا القول عبد الله بن مسلم وقال : هذا سجين وذلك سجيل فكيف يستشهد به ؟ ! قال النحاس : وهذا الرد لا يلزم ; لأن أبا عبيدة ذهب إلى أن اللام تبدل من النون لقرب إحداهما من الأخرى ; وقول أبي عبيدة يرد من جهة أخرى ; وهي أنه لو كان على قوله لكان حجارة سجيلا ; لأنه لا يقال : حجارة من شديد ; لأن شديدا نعت .
وحكى أبو عبيدة عن الفراء أنه قد يقال لحجارة الأرحاء سجيل .
وحكى عنه محمد بن الجهم أن سجيلا طين يطبخ حتى يصير بمنزلة الأرحاء .
وقالت طائفة منهم ابن عباس وسعيد بن جبير وابن إسحاق : إن سجيلا لفظة غير عربية عربت ، أصلها سنج وجيل .
ويقال : سنك وكيل ; بالكاف موضع الجيم ، وهما بالفارسية حجر وطين عربتهما العرب فجعلتهما اسما واحدا .
وقيل : هو من لغة العرب .
وقال قتادة وعكرمة : السجيل الطين بدليل قوله لنرسل عليهم حجارة من طين .
وقال الحسن : كان أصل الحجارة طينا فشددت .
والسجيل عند العرب كل شديد صلب .
وقال الضحاك : يعني الآجر .
وقال ابن زيد : طين طبخ حتى كان كالآجر ; وعنه أن سجيلا اسم السماء الدنيا ; ذكره المهدوي ; وحكاه الثعلبي عن أبي العالية ; وقال ابن عطية : وهذا ضعيف يرده وصفه ب " منضود " .
وعن عكرمة : أنه بحر معلق في الهواء بين السماء والأرض منه نزلت الحجارة .
وقيل : هي جبال في السماء ، وهي التي أشار الله تعالى إليها بقوله : وينزل من السماء من جبال فيها من برد .
وقيل : هو مما سجل لهم أي كتب لهم أن يصيبهم ; فهو في معنى سجين ; قال الله تعالى : وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم قاله الزجاج واختاره .
وقيل : هو فعيل من أسجلته أي أرسلته ; فكأنها مرسلة عليهم .
وقيل : هو من أسجلته إذا أعطيته ; فكأنه عذاب أعطوه ; قال :من يساجلني يساجل ماجدا يملأ الدلو إلى عقد الكربوقال أهل المعاني : السجيل والسجين الشديد من الحجر والضرب ; قال ابن مقبل :ورجلة يضربون البيض ضاحية ضربا تواصى به الأبطال سجينا" منضود " قال ابن عباس : متتابع .
وقال قتادة : نضد بعضها فوق بعض .
وقال الربيع : نضد بعضه على بعض حتى صار جسدا واحدا .
وقال عكرمة : مصفوف .
وقال بعضهم مرصوص ; والمعنى متقارب .
يقال : نضدت المتاع واللبن إذا جعلت بعضه على بعض ، فهو منضود ونضيد ونضد ; قال :ورفعته إلى السجفين فالنضدوقال أبو بكر الهذلي :معد ; أي هو مما أعده الله لأعدائه الظلمة .

﴿ تفسير الطبري ﴾

القول في تأويل قوله تعالى : فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82)قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره: ولما جاء أمرنا بالعذاب وقضاؤنا فيهم بالهلاك، جَعَلْنَا عَالِيَهَايعني عالي قريتهم ، سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا ، يقول: وأرسلنا عليها ، حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ .
* * *واختلف أهل التأويل في معنى سِجِّيلٍ .
فقال بعضهم: هو بالفارسية : سنك ، وكل.
(1)*ذكر من قال ذلك.
18424- حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: مِنْ سِجِّيلٍ ، بالفارسية، أوَّلها حَجَر، وآخرها طين.
18425- حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، بنحوه.
18426- حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد بنحوه.
18427- حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، نحوه.
18428- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير: حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ، قال: فارسية أعربت سنك وكل.
(2)18429- حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتادة: " السجيل "، الطين.
18430- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة وعكرمة: مِنْ سِجِّيلٍ قالا من طين.
18431- حدثني المثني قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال، حدثني عبد الصمد، عن وهب قال: سجيل بالفارسية: سنك وكل18432- حدثني موسى بن هارون قال ، حدثنا عمرو قال ، حدثنا أسباط، عن السدي: حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ، أما السجيل فقال ابن عباس: هو بالفارسية: سنك وجل ، " سنك "، هو الحجر، و " جل " ، هو الطين.
يقول: أرسلنا عليهم حجارة من طين.
18433- حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا مهران، عن سفيان، عن السدي، عن عكرمة، عن ابن عباس: حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ، قال: طين في حجارة.
* * *وقال ابن زيد في ذلك ما:-18434- حدثني به يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ ، قال: السماء الدنيا.
قال: والسماء الدنيا اسمها سجيل، وهي التي أنزل الله على قوم لوط.
* * *وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من البصريين يقول: " السجيل "، هو من الحجارة الصلب الشديد ، ومن الضرب، ويستشهد على ذلك بقول الشاعر: (3)*ضَرْبًا تَوَاصَى بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّيلا* (4)وقال: بعضُهُم يُحوِّل اللام نونًا.
(5)* * *وقال آخر منهم: هو " فِعّيل " ، من قول القائل: " أسجلته "، أرسلته ، فكأنه من ذلك ، أي مرسلةٌ عليهم.
* * *وقال آخر منهم: بل هو من " سجلت له سجلا " من العطاء، فكأنه قيل: مُتِحوا ذلك البلاء فأعطوه، وقالوا أسجله: أهمله.
* * *وقال بعضهم: هو من " السِّجِلّ"، لأنه كان فيها عَلَمٌ كالكتاب.
* * *وقال آخر منهم: بل هو طين يطبخ كما يطبخ الآجرّ، وينشد بيت الفضل بن عباس:مَنْ يُسَاجِلْنِي يُسَاجِلْ مَاجِدًايَمْلأُ الدَّلْوَ إلَى عَقْدِ الكرَب (6)فهذا من " سجلت له سَجْلا "، أعطيته.
-----------------------الهوامش :(1) انظر ما سلف 1 : 14 ، تعليق : 2 ، ثم ص : 20 .
(2) الأثر : 18428 - انظر الأثر السالف قديمًا ، رقم : 5 .
(3) هو تميم بن أبي مقبل .
(4) مجاز القرآن 1 : 296 ، ومنتهى الطلب : 44 ، والمعاني الكبير : 991 ، واللسان ( سجن ) ، وغيرها ، يقول قبله :وإنَّ فِينَا صَبُوحًا إنْ أَرِبْتَ بِهِجَمْعًا بَهيًّا وَآلافًا ثَمَانِينَاوَرَجْلةً يَضْرِبُونَ البَيْضَ عَنْ عُرُضضَرْبًا تَواصَى بِهِ الأبْطَالُ سِجِّينَا.
(5) يعني بقوله : " بعضهم " ، أي بعض العرب يحول اللام نونًا ، كقول النابغة :بِكُلِّ مُدَجّجٍ كالَّليْثِ يَسْمُوعَلَى أَوْصَالِ ذَيَّالٍ رِفَنِّيريد : رفل ، هذا تمام كلام أبي عبيدة في مجاز القرآن ، نقلته للتوضيح .
ونسب قريش : 90 .
(6) معجم الشعراء : 309 واللسان ( سجل ) ، وغيرهما ، وقبله :وَأَنَا الأخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُنِيأخْضَرُ الجِلْدَةِ فِي بَيْتِ العَرَبْمَنْ يُسَاجِلْنِي .
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
إِنَّما عَبْدُ مَنَافٍ جَوْهَرٌزَيَّنَ الجَوْهَرَ عَبْدُ المُطَّلِبْوهو : الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب ، وأمه آمنة بنت العباس بن عبد المطلب .
وكان الفضل آدم شديد الأدمة ، ولذلك قال : " وأنا الأخضر " ، و" الخضرة " في ألوان الناس ، شدة السمرة ، والعرب تصف ألوانها بالسواد ، وتصف العجم بالحمرة .
و" الكرب " الحبل الذي يشد على الدلو .

﴿ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ﴾

قراءة سورة هود

المصدر : تفسير : فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا