اعلموا -أيها الناس- أن الله جل وعلا شديد العقاب لمن عصاه، وأن الله غفور رحيم لمن تاب وأناب.
﴿ تفسير الجلالين ﴾
«اعلموا أن الله شديد العقاب» لأعدائه «وأن الله غفور» لأوليائه «رحيم» بهم.
﴿ تفسير السعدي ﴾
اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ أي: ليكن هذان العلمان موجودين في قلوبكم على وجه الجزم واليقين، تعلمون أنه شديد العقاب العاجل والآجل على من عصاه، وأنه غفور رحيم لمن تاب إليه وأطاعه.فيثمر لكم هذا العلمُ الخوفَ من عقابه، والرجاءَ لمغفرته وثوابه، وتعملون على ما يقتضيه الخوف والرجاء.
﴿ تفسير البغوي ﴾
وقوله عز وجل " اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم " .
﴿ تفسير الوسيط ﴾
ثم رهب الله- تعالى- عباده من عقابه ورغبهم في ثوابه فقال: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.أى: اعلموا- أيها الناس- أن الله شديد العقاب لمن انتهك حرماته، وتجاوز حدوده، وأنه- سبحانه- واسع المغفرة والرحمة لمن أطاعه وتاب إليه توبة صادقة.وفي تصدير الآية الكريمة بفعل الأمر اعْلَمُوا تنبيه شديد إلى أهمية ما سيلقى عليهم من أمر أو نهى، حتى يستقر في قلوبهم، ويرسخ في نفوسهم، فيسهل عليهم تنفيذه.وجمع- سبحانه- بين الترهيب والترغيب، حتى يكون المؤمن بين الرجاء والخوف، فلا يقنط من رحمة الله ولا يجترئ على ارتكاب ما يغضبه- سبحانه-.
قوله تعالى : اعلموا أن الله شديد العقاب تخويف وأن الله غفور رحيم ترجية ، وقد تقدم هذا المعنى .
﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله : اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (98)قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: اعلموا، أيها الناس، أن ربكم الذي يعلم ما في السموات وما في الأرض, ولا يخف عليه شيء من سرائر أعمالكم وعلانيتها, وهو يُحْصيها عليكم لمجازيكم بها, شديد عقابُه من عصاه وتمرَّد عليه، على معصيته إياه= وهو غفور لذنوب من أطاعه وأنابَ إليه، فساترٌ عليه، وتاركٌ فضيحته بها= رحيم به أن يعاقبه على ما سلف من ذنوبه بعد إنابته وتوبته منها. (108)-----------------الهوامش :(108) انظر تفسير"شديد العقاب" و"غفور" و"رحيم" فيما سلف من فهارس اللغة.