
إعراب الآية 1 من سورة الزلزلة - إعراب القرآن الكريم - سورة الزلزلة : عدد الآيات 8 - - الصفحة 599 - الجزء 30.
(إِذا زُلْزِلَتِ) إذا ظرفية شرطية غير جازمة وماض مبني للمجهول (الْأَرْضُ) نائب فاعل (زِلْزالَها) مفعول مطلق والجملة في محل جر بالإضافة.
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ( 1 ) افتتاح الكلام بظرف الزمان مع إطالة الجمل المضاف إليها الظرف تشويق إلى متعلَّق الظَّرْف إذ المقصود ليس توقيت صدور الناس أشتاتاً ليُرَوا أعمالهم بل الإِخبارَ عن وقوع ذلك وهو البعث ، ثم الجزاء ، وفي ذلك تنزيل وقوع البعث منزلة الشيء المحقق المفروغ منه بحيث لا يهم الناس إلا معرفة وقته وأشراطِهِ فيكون التوقيت كناية عن تحقيق وقوع الموقت .
ومعنى { زلزلت } : حُركت تحريكاً شديداً حتى يخيل للناس أنها خرجت من حيزها لأن فعل زلزل مأخوذ من الزّلل وهو زَلَق الرِّجلين ، فلما عَنَوا شدة الزلل ضاعفوا الفعل للدلالة بالتضعيف على شدة الفعل كما قالوا : كَبْكَبه ، أي كَبَّه ولَمْلَم بالمكان من اللّمّ .
والزلزال : بكسر الزاي الأولى مصدر زَلزل ، وأما الزَّلزال بفتح الزاي فهو اسم مصدر كالوسَواس والقَلْقَال ، وتقدم الكلام على الزلزال في سورة الحج .
وإنما بُني فعل { زلزلت } بصيغة النائب عن الفاعل لأنه معلوم فاعله وهو الله تعالى .
وانتصب { زلزالها } على المفعول المطلق المؤكِّد لفعله إشارة إلى هول ذلك الزلزال فالمعنى : إذا زلزلت الأرض زلزالاً .
وأضيف { زلزالها } إلى ضمير الأرض لإفادة تمكّنه منها وتكرره حتى كأنه عرف بنسبته إليها لكثرة اتصاله بها كقول النابغة
: .
.
.
أسائِلَتي سَفَاهَتَها وجَهْلاً
على الهجران أختُ بني شهاب .
.
.
أي سفاهة لها ، أي هي معروفة بها ، وقول أبي خالد القَناني
: .
.
.
والله أسماكَ سُمًى مباركاً
آثرَك الله به إيثَاركا .
.
.
يريد إيثاراً عُرفْتَ به واختصصتَ به .
وفي كتب السيرة أن من كلام خَطر بن مالك الكاهن يذكر شيطانه حين رُجِم «بَلْبَلَه بَلْبَالُه» أي بلبال متمكن منه .
المصدر : إعراب : إذا زلزلت الأرض زلزالها