إعراب الآية 10 من سورة الحجر - إعراب القرآن الكريم - سورة الحجر : عدد الآيات 99 - - الصفحة 262 - الجزء 14.
(وَلَقَدْ) الواو عاطفة واللام موطئة للقسم وقد حرف تحقيق (أَرْسَلْنا) ماض وفاعله والجملة جواب قسم لا محل لها (مِنْ قَبْلِكَ) صفة لمفعول به محذوف تقديره رسلا من قبلك والكاف مضاف إليه (فِي شِيَعِ) متعلقان بصفة ثانية (الْأَوَّلِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم.
عطف على جملة { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [ الحجر : 9 ] باعتبار أن تلك جواب عن استهزائهم في قولهم : { يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون } [ الحجر : 6 ] فإن جملة { إنا نحن نزلنا الذكر } قَول بموجَب قولهم : { يا أيها الذي نزل عليه الذكر }. وجملة { ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين } إبطال لاستهزائهم على طريقة التمثيل بنظرائهم من الأمم السالفة .
وفي هذا التنظير تحقيق لكفرهم لأن كفر أولئك السالفين مقرّر عند الأمم ومتحدِّث به بينهم .
وفيه أيضاً تعريض بوعيد أمثالهم وإدماج بالكناية عن تسلية الرسول عليه الصلاة والسلام .
والتأكيد بلام القسم و ( قَد ) لتحقيق سبق الإرسال من الله ، مثل الإرسال الذي جحدوه واستعجبوه كقوله : { أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم } [ سورة يونس : 2 ]. وذلك مقتضى موقع قوله : { من قبلك }.
والشِيَع جمع شيعة وهي الفرقة التي أمرها واحد ، وتقدم ذلك عند قوله تعالى : { أو يلبسكم شيعا } في سورة الأنعام ( 65 ). ويأتي في قوله تعالى : { ثم لننزعن من كل شيعة } في سورة مريم ( 69 ) ، أي في أمم الأولين ، أي القرون الأولى فإن من الأمم من أرسل إليهم ومن الأمم من لم يرسل إليهم . فهذا وجه إضافة شيع } إلى { الأولين }.