القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 100 سورة النحل - إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون

سورة النحل الآية رقم 100 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 100 من سورة النحل - إعراب القرآن الكريم - سورة النحل : عدد الآيات 128 - - الصفحة 278 - الجزء 14.

﴿ إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ﴾
[ النحل: 100]

﴿ إعراب: إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ﴾


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 100 - سورة النحل

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

وجملة { إنما سلطانه على الذين يتولونه } مستأنفة استئنافاً بيانياً لأن مضمون الجملة قبلها يثير سؤال سائل يقول : فسلطانه على من ؟

والقصر المستفاد من { إنما } قصر إضافي بقرينة المقابلة ، أي دون الذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون ، فحصل به تأكيد جملة { إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا } لزيادة الاهتمام بتقرير مضمونها ، فلا يفهم من القصر أنه لا سلطان له على غير هذين الفريقين وهم المؤمنون الذين أهملوا التوكّل والذين انخدعوا لبعض وسوسة الشيطان .

ومعنى { يتولونه } يتّخذونه ولياً لهم ، وهم الملازمون للمِلل المؤسّسة على ما يخالف الهدي الإلهي عن رغْبة فيها وابتهاج بها . ولا شكّ أن الذين يتولّونه فريق غير المشركين لأن العطف يقتضي بظاهره المغايرة ، وهم أصناف كثيرة من أهل الكتاب . وإعادة اسم الموصول في قوله : { والذين هم به مشركون } لأن ولايتهم للشيطان أقوى .

وعبّر بالمضارع للدّلالة على تجدّد التولّي ، أي الذين يجدّدون تولّيه ، للتّنبيه على أنهم كلما تولّوه بالميل إلى طاعته تمكّن منهم سلطانه ، وأنه إذا انقطع التولّي بالإقلاع أو بالتوبة انسلخ سلطانه عليهم .

وإنما عطف { وعلى ربهم يتوكلون } دون إعادة اسم الموصول للإشارة إلى أن الوصفين كصلة واحدة لموصول واحد لأن المقصود اجتماع الصّلتين .

والباء في { به مشركون } للسببية ، والضمير المجرور عائد إلى الشيطان ، أي صاروا مشركين بسببه . وليست هي كالباء في قوله تعالى : { وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا } [ سورة الأعراف : 33 ].

وجعلت الصّلة جملة اسمية لدلالتها على الدّوام والثّبات ، لأن الإشراك صفة مستمرّة لأن قرارها القلب ، بخلاف المعاصي لأن مظاهرها الجوارح ، للإشارة إلى أن سلطان الشيطان على المشركين أشدّ وأدوم لأن سببه ثابت ودائم .

وتقديم المجرور في به مشركون } لإفادة الحصر ، أي ما أشركوا إلا بسببه ، ردّاً عليهم إذ يقولون { لو شاء الله ما أشركنا } [ سورة الأنعام : 148 ] وقولهم : { لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء } [ سورة النحل : 35 ] وقولهم : { وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها } [ سورة الأعراف : 28 ].

قراءة سورة النحل

المصدر : إعراب : إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون