إعراب الآية 105 من سورة الصافات - إعراب القرآن الكريم - سورة الصافات : عدد الآيات 182 - - الصفحة 450 - الجزء 23.
(قَدْ) حرف تحقيق (صَدَّقْتَ) ماض وفاعله (الرُّؤْيا) مفعول به (إِنَّا) إن واسمها (كَذلِكَ) نعت لمفعول مطلق محذوف مقدم على الفعل (نَجْزِي) مضارع مرفوع فاعله مستتر (الْمُحْسِنِينَ) مفعول به منصوب بالياء والجملة خبر وجملة إنا تعليلية.
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) ، والإِشارة في قوله : { كذلك } إلى المصدر المأخوذ من فعل { صَدَّقتَ } من المصدر وهو التصديق مثل عَود الضمير على المصدر المأخوذ من { اعدلوا هو أقرب للتقوى } [ المائدة : 8 ] ، أي إنا نجزي المحسنين كذلك التصديق ، أي مثل عظمة ذلك التصديق نجزي جزاءً عظيماً للمحسنين ، أي الكاملين في الإِحسان ، أي وأنت منهم .
ولِما يتضمنه لفظ الجزاء من معنى المكافأة ومماثلة المجزي عليه عُظم شأن الجزاء بتشبيهه بمشبه مشار إليه بإشارة البعيد المفيد بُعداً اعتبارياً وهو الرفعة وعُظم القدر في الشرف ، فالتقدير : إنا نجزي المحسنين جزاء كذلك الإِحسان الذي أحسنتَ به بتصديقك الرؤيا ، مكافأة على مقدار الإِحسان فإنه بذل أعَزّ الأشياء عليه في طاعة ربّه فبذل الله إليه من أحسن الخيرات التي بيده تعالى ، فالمشبه والمشبه به معقولان إذ ليس واحد منهما بمشاهد ولكنهما متخيَّلان بما يتسع له التخيّل المعهود عند المحسنين مما يقتضيه اعتقادهم في وعْد الصادق من جزاءِ القادر العظيم ، قال تعالى : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } [ الرحمن : 60 ] .
ولِمَا أفاد اسم الإِشارة من عظمة الجزاء أُكّد الخبر ب { إنَّ لدفع توهم المبالغة ، أي هو فوق ما تعْهده في العظمة وما تُقدره العقول .
وفهم من ذكر المحسنين أن الجزاء إحسان بمثل الإِحسان فصار المعنى : إنا كذلك الإِحسان العظيم الذي أحسنته نجزي المحسنين ، فهذا وعد بمراتب عظيمة من الفضل الرباني ، وتضمن وعد ابنه بإحسان مثله من جهة نوط الجزاء بالإِحسان ، وقد كان إحسان الابن عظيماً ببذل نفسه .