إعراب الآية 119 من سورة التوبة - إعراب القرآن الكريم - سورة التوبة : عدد الآيات 129 - - الصفحة 206 - الجزء 11.
(يا) أداة نداء (أَيُّهَا) منادى نكرة مقصودة مبني على الضم في محل نصب والها للتنبيه والجملة لا محل لها (الَّذِينَ) اسم موصول بدل أو عطف بيان (آمَنُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (اتَّقُوا اللَّهَ) أمر وفاعله ومفعوله والجملة ابتدائية (وَكُونُوا) كان واسمها والجملة معطوفة (مَعَ) ظرف مكان متعلق بالخبر المحذوف (الصَّادِقِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم
الظاهر أن هذه الآية خاتمة للآي السابقة وليست فاتحة غرض جديد . ففي «صحيح البخاري» من حديث كعب بن مالك حين تخلف عن غزوة تبوك أنه قال : «فوالله ما أعلم أحداً . . . أبْلاه الله في صدق الحديث أحسنَ مما أبْلاني ما تعمدتُ منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا كذباً وأنزل الله على رسوله { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار إلى قوله { وكونوا مع الصادقين } [ التوبة : 117 119 ] اه . فهذه الآية بمنزلة التذييل للقصة فإن القصة مشتملة على ذكر قوم اتقوا الله فصدقوا في إيمانهم وجهادهم فرضي الله عنهم ، وذِكر قوم كذبوا في ذلك واختلقوا المعاذير وحلفوا كذباً فغضب الله عليهم ، وقوم تخلفوا عن الجهاد وصدقوا في الاعتراف بعدم العذر فتاب الله عليهم ، فلما كان سبب فوز الفائزين في هذه الأحوال كلها هو الصدق لا جرم أمر الله المؤمنين بتقواه وبأن يكونوا في زمرة الصادقين مثل أولئك الصادقين الذين تضمنتهم القصة .
والأمر ب { كونوا مع الصادقين } أبلغ في التخلق بالصدق من نحو : اصدقوا . ونظيره { واركعوا مع الراكعين } [ البقرة : 43 ]. وكذلك جَعله بعد ( من ) التبعيضية وقد تقدم ذلك في قوله تعالى : { أبى واستكبر وكان من الكافرين } [ البقرة : 43 ] ومنه قوله : { قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } [ البقرة : 67 ].
المصدر : إعراب : ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين