إعراب الآية 120 من سورة آل عمران - إعراب القرآن الكريم - سورة آل عمران : عدد الآيات 200 - - الصفحة 65 - الجزء 4.
(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ) إن الشرطية والفعل المضارع فعل الشرط ومفعوله وفاعله والجملة ابتدائية تسؤهم مضارع مجزوم جواب الشرط وفاعله مستتر والهاء مفعوله (وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِها) معطوفة على ما قبلها وهي مثلها (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا) إن الشرطية والفعل المضارع فعل الشرط والواو فاعله وتتقوا عطف على تصبروا (لا يَضُرُّكُمْ) لا نافية يضركم فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط وحرك بالضم لاتباع حركة الضاد لأنه فعل مضعف والكاف مفعوله (كَيْدُهُمْ) فاعله (شَيْئًا) نائب مفعول مطلق وجملة (تَسُؤْهُمْ) لا محل لها لم تقترن بالفاء والجمل التي بعدها معطوفة عليها.
(إِنَّ الله بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) إن ولفظ الجلالة اسمها ومحيط خبرها وجملة يعملون صلة الموصول والجار والمجرور بما متعلقان بمحيط.
زاد الله كشفا لِما في صدورهم بقوله : { إن تمسسكم حسنة نسؤهم } أي تصبكم حسنة والمسّ الإصابة ، ولا يختصّ أحدهما بالخير والآخر بالشرّ ، فالتَّعبير بأحدهما في جانب الحسنة ، وبالآخر في جانب السيِّئة ، تفنّن ، وتقدّم عند قوله تعالى : { كالذي يتخبطه الشيطان } من المس في سورة البقرة ( 275 ) .
والحسنة والسيِّئة هنا الحادثة أو الحالة الَّتي تحسن عند صاحبها أو تسوء وليس المراد بهما هنا الاصطلاح الشَّرعي .
{ وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } .
أرشد الله المؤمنين إلى كيفية تلقّي أذى العدوّ : بأن يتلقّوه بالصّبر والحذر ، وعبّر عن الحذر بالاتّقاء أي اتّقاء كيدهم وخداعهم ، وقوله { لا يَضِركم كيدهم شيئاً } أي بذلك ينتفي الضرّ كلّه لأنّه أثبت في أوّل الآيات أنّهم لا يضرّون المؤمنين إلاّ أذى ، فالأذى ضرّ خفيف ، فلمَّا انتفى الضرّ الأعظم الَّذي يحتاج في دفعه إلى شديدِ مقاومة من القتال وحراسة وإنفاق ، كان انتفاء ما بَقي من الضرّ هيّناً ، وذلك بالصّبر على الأذى ، وقلّة الاكتراث به ، مع الحذر منهم أن يتوسّلوا بذلك الأذى إلى ما يوصل ضرّاً عظيماً . وفي الحديث : « لا أحد أصبر على أذى يسمعه من اللَّهِ يدعون له نِدّاً وهو يرزقهم » .
وقرأ نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، ويعقوب : { لا يضركم } بكسر الضاد وسكون الراء من ضارُه يضيره بمعنى أضرّه . وقرأه ابن عامر ، وحمزة ، وعاصم ، والكسائي ، وأبو جعفر ، وخلف بضم الضاد وضم الراء مشدّدة مِن ضرّهُ يضُرّه ، والضمّة ضمّة إتباع لحركة العين عند الإدغام للتخلّص من التقاء الساكنين : سكون الجزم وسكوننِ الإدغام ، ويجوز في مثله من المضموم العين في المضارع ثلاثةُ وجوه في العربية : الضمّ لإتباع حركة العين ، والفتح لخفّته ، والكسر لأنَّه الأصل في التخلّص من التقاء الساكنين ، ولم يُقرأ إلاّ بالضمّ في المتواتر .
المصدر : إعراب : إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا