القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 124 سورة التوبة - وإذا ما أنـزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما

سورة التوبة الآية رقم 124 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 124 من سورة التوبة - إعراب القرآن الكريم - سورة التوبة : عدد الآيات 129 - - الصفحة 207 - الجزء 11.

﴿ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ ﴾
[ التوبة: 124]

﴿ إعراب: وإذا ما أنـزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما ﴾

(وَإِذا) الواو استئنافية وإذا ظرفية شرطية غير جازمة (ما) زائدة (أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) ماض مبني للمجهول ونائب فاعل والتاء في أنزلت للتأنيث والجملة مضاف إليه.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 124 - سورة التوبة

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

عطف على قوله : { وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك أولوا الطَّول منهم } [ التوبة : 86 ] وهذا عود إلى بيان أحوال المنافقين وما بينهما اعتراضات .

وهذه الآية زيدت فيها ( ما ) عَقب ( إذا ) وزيادتها للتأكيد ، أي لتأكيد معنى ( إذَا ) وهو الشرط ، لأن هذا الخبر لغرابته كان خليقاً بالتأكيد ، ولأن المنافقين ينكرون صدوره منهم بخلاف الآية السابقة لأن مضمونها حكاية استيذانهم وهم لا ينكرونه .

ولم يذكر في هذه الآية إجمال ما اشتملت عليه السور التي أنزلت كما ذكر في قوله : { وإذا أنزلت سورة أن آمنوا بالله وجاهدوا مع رسوله } [ التوبة : 86 ]. ووجه ذلك أن سور القرآن كلها لا تخلو عن دعاء إلى الإيمان والصالحات والإعجاز ببلاغتها . فالمراد إذا أنزلت سورة مَّا من القرآن . وضمير { فمنهم } عائد إلى المنافقين للعلم بالمعاد من المقام ومن أواخر الكلام في قوله : { وأما الذين في قلوبهم مرض } ، ولما في قوله قبل هذا : { قاتلوا الذين يلونكم من الكفار } [ التوبة : 123 ] من التعريض بالمنافقين كما تقدم ، فالمنافقون خاطرون بذهن السامع فيكون الإتيان بضمير يعود عليهم تقوية لذلك التعريض .

وقولهم : { أيكم زادته هذه إيماناً } خطاب بعضهم لبعض على سبيل التهكم بالمؤمنين وبالقرآن ، لأن بعض آيات القرآن مصرحة بأن القرآن يزيد المؤمنين إيماناً قال تعالى : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً } [ الأنفال : 2 ]. ولعل المسلمين كانوا إذا سمعوا القرآن قالوا : قد ازددنا إيماناً ، كقول معاذ بن جبل للأسود بن هلال : اجلس بنا نُؤمن ساعة ، يعني بمذاكرة القرآن وأمور الدين ( رواه البخاري في كتاب الإيمان ).

ولما كان الاستفهام في قولهم : { أيّكم } للاستهزاء كان متضمناً معنى إنكار أن يكون نزول سور القرآن يزيد سامعيها إيماناً توهماً منهم بأن ما لا يزيدهم إيماناً لا يزيد غيرهم إيماناً ، يقيسون على أحوال قلوبهم .

والفاء في قوله : { فأما الذين آمنوا } للتفريع على حكاية استفهامهم بحملهِ على ظاهر حاله وصرفه عن مقصدهم منه . وتلك طريقة الأسلوب الحكيم ، وهو : تلقي المخاطب بغير ما يترقب بحمل كلامه على خلاف مراده لنكتة ، وهي هنا إبطال ما قصدوه من نفي أن تكون السورة تزيد أحداً إيماناً قياساً على أحوال قلوبهم فأجيب استفهامهم بهذا التفصيل المتفرع عليه ، فأثبت أن للسورة زيادة في إيمان بعض الناس وأكثرَ من الزيادة ، وهو حصول البشر لهم .

وارتُقِيَ في الجواب عن مقصدهم من الإنكار بأن السورة ليست منفياً عنها زيادة في إيمان بعض الناس فقط بل الأمر أشد إذ هي زائدة في كفرهم ، فالقِسم الأول المؤمنون زادتهم إيماناً وأكسبتهم بشرى فحصل من السورة لهم نفعان عظيمان ، والقسم الثاني الذين في قلوبهم مرض زادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون .

فالوجه أن تكون جملة { وهم يستبشرون } معطوفة على جملة : { فزادتهم إيماناً } وأن تكون جملة : { وماتوا وهم كافرون } معطوفة على جملة : { فزادتهم رجساً } لأن مضمون كلتا الجملتين مما أثرته السورة . أما جملة : { وهم كافرون } فهي حال من ضمير { ماتوا }.

وقوبل قوله : { وهم يستبشرون } في جانب المؤمنين بقوله : { وماتوا وهم كافرون } في جانب المنافقين تحسيناً بالازدواج ، بحيث كانت للسورة فائدتان للمؤمنين ومصيبتان على المنافقين ، فجُعل موتهم على الكفر المتسبب على زيادة السورة في كفرهم بمنزلة مصيبة أخرى غير الأولى وإن كانت في الحقيقة زيادة في المصيبة الأولى .

هذا وجه نظم الآية على هذا النسج من البلاغة والبديع ، وقد أغفل فيما رأيت من التفاسير ، فمنها ما سكت عن بيانه . ومنها ما نُشرت فيه معاني المفردات وترك جانب نظم الكلام .

والاستبشار : أثر البشرى في النفس ، فالسين والتاء للتأكيد مثل استعجم ، وتقدم في قوله تعالى : { يستبشرون بنعمة من الله } في آل عمران ( 171 ) ، وتقدم آنفاً في قوله : { فاستبشروا ببيعكم } [ التوبة : 111 ].

والمراد بزيادة الإيمان وبزيادة الرجس الرسوخ والتمكن من النفس .

قراءة سورة التوبة

المصدر : إعراب : وإذا ما أنـزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما