إعراب الآية 139 من سورة النساء - إعراب القرآن الكريم - سورة النساء : عدد الآيات 176 - - الصفحة 100 - الجزء 5.
(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ) الذين اسم موصول في محل نصب صفة للمنافقين أو بدل، يتخذون فعل مضارع والواو فاعله والكافرين مفعوله الأول (أَوْلِياءَ) مفعوله الثاني والجملة صلة الموصول.
(مِنْ دُونِ) متعلقان بمحذوف حال.
(الْمُؤْمِنِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء جمع مذكر سالم (أَ يَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ؟) فعل مضارع تعلق به ظرف المكان بعده والواو فاعله والعزة مفعوله والجملة مستأنفة (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) إن واسمها ولفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بالخبر المحذوف، وجميعا حال والجملة تعليلية
ومجيء صفتهم بطريقة الموصول لإفادة تعليل استحقاقهم العذاب الأليم ، أي لأنّهم اتّخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ، أي اتّخذوهم أولياء لأجل مضادّة المؤمنين . والمراد بالكافرين مشركو مكة ، أو أحْبار اليهود ، لأنّه لم يْبق بالمدينة مشركون صُرحاءَ في وقت نزول هذه السورة ، فليس إلاّ منافقون ويهود . وجملة { أيبتغون عندهم العزّة فإنّ العزّة لله } استئنافٌ بياني باعتبار المعطوف وهو { فإنّ العزّة لله } وقوله : { أيَبْتَغَون } هو منشأ الاستئناف ، وفي ذلك إيماء إلى أن المنافقين لم تكن موالاتهم للمشركين لأجل المماثلة في الدين والعقيدة ، لأنّ معظم المنافقين من اليهود ، بل اتّخذوهم ليعتزّوا بهم على المؤمنين ، وإيماء إلى أنّ المنافقين شعروا بالضعف فطلبوا الاعتزاز ، وفي ذلك نهاية التجهيل والذمّ . والاستفهامُ إنكار وتوبيخ ، ولذلك صحّ التفريع عنه بقوله : { فإنّ العزّة لله جميعاً } أي لا عزّة إلاّ به ، لأنّ الاعتزاز بغيره باطل . كما قيل : من اعتزّ بغير الله هَان . وإن كان المراد بالكافرين اليهود فالاستفهام تهكّم بالفريقين كقول المثل : كالمستغيث من الرمضاء بالنار . وهذا الكلام يفيد التحذير من مخالطتهم بطريق الكناية .
المصدر : إعراب : الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة