إعراب الآية 14 من سورة النور - إعراب القرآن الكريم - سورة النور : عدد الآيات 64 - - الصفحة 351 - الجزء 18.
(وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) سبق إعرابه في آية 11 (فِي الدُّنْيا) متعلقان برحمته (وَالْآخِرَةِ) معطوف على الدنيا (لَمَسَّكُمْ) اللام واقعة في جواب لولا وماض ومفعوله المقدم والجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم (فِيما) في حرف جر وما اسم موصول متعلقان بمسكم (أَفَضْتُمْ) ماض وفاعله والجملة صلة (فِيهِ) متعلقان بأفضتم (عَذابٌ) فاعل مؤخر لمسكم (عَظِيمٌ) صفة لعذاب.
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (14)
{ لولا } هذه حرف امتناع لوجود . والفضل في الدنيا يتعين أنه إسقاط عقوبة الحد عنهم بعفو عائشة وصفوان عنهم ، وفي الآخرة إسقاط العقاب عنهم بالتوبة . والخطاب للمؤمنين دون رأس المنافقين . وهذه الآية تؤيد ما عليه الأكثر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحد حد القذف أحداً من العصبة الذين تكلموا في الإفك . وهو الأصح من الروايات : إما لعفو عائشة وصفوان ، وإما لأن كلامهم في الإفك كان تخافتاً وسراراً ولم يجهروا به ولكنهم أشاعوه في أوساطهم ومجالسهم . وهذا الذي يشعر به حديث عائشة في الإفك في «صحيح البخاري» وكيف سمعت الخبر من أم مسطح وقولها : أَوَ قَد تحدث بهذا وبلغ النبي وأبويّ؟ . وقيل : حد حسان ومسطحاً وحمنة ، قاله ابن إسحاق وجماعة ، وأما عبد الله بن أبيّ فقال فريق : إنه لم يحد حد القذف تأليفاً لقلبه للإيمان . وعن ابن عباس أن أبيّاً جلد حد القذف أيضاً .
والإفاضة في القول مستعار من إفاضة الماء في الإناء ، أي كثرته فيه . فالمعنى : ما أكثرتم القول فيه والتحدث به بينكم .
المصدر : إعراب : ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم