إعراب الآية 17 من سورة يوسف - إعراب القرآن الكريم - سورة يوسف : عدد الآيات 111 - - الصفحة 237 - الجزء 12.
(قالُوا) ماض وفاعله والجملة مستأنفة (يا) أداة نداء (أَبانا) منادى منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة ونا مضاف إليه (إِنَّا) إن ونا اسمها والجملة وسابقتها مقول القول (ذَهَبْنا) ماض وفاعله والجملة خبر إنا (نَسْتَبِقُ) مضارع مرفوع والجملة حالية (وَتَرَكْنا) الواو عاطفة وماض وفاعله والجملة معطوفة (يُوسُفَ) مفعول به منصوب (عِنْدَ) ظرف مكان متعلق بتركنا (مَتاعِنا) مضاف إليه ونا مضاف إليه (فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ) الفاء عاطفة وماض ومفعوله المقدم وفاعله المؤخر (وَما) الواو حالية وما نافية تعمل عمل ليس (أَنْتَ) اسم ما (بِمُؤْمِنٍ) الباء زائدة ومؤمن خبر مجرور لفظا منصوب محلا (لَنا) متعلقان بمؤمن والجملة حالية (وَلَوْ) الواو حالية ولو زائدة (كُنَّا) كان واسمها (صادِقِينَ) خبر منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم والجملة حالية.
والاستباق : افتعال من السبق وهو هنا بمعنى التسابق قال في الكشاف } : «والافتعال والتفاعل يشتركان كالانتضال والتناضل ، والارتماء والترامي ، أي فهو بمعنى المفاعلة . ولذلك يقال : السباق أيضاً . كما يقال النضال والرماء» . والمراد : الاستباق بالجري على الأرجل ، وذلك من مرح الشباب ولعبهم .
والمتاع : ما يتمتع أي ينتفع به . وتقدم قي قوله تعالى : { لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم } في سورة النساء ( 102 ). والمراد به هنا ثَقَلهم من الثياب والآنية والزاد .
ومعنى { فأكله الذئب } قتله وأكل منه ، وفعل الأكل يتعلق باسم الشيء . والمراد بعضه . يقال أكلَه الأسد إذا أكل منه . قال تعالى : { وما أكل السّبع } [ سورة المائدة : 3 ] عطفاً على المنهيات عن أن يؤكل منها ، أي بقتلها .
ومن كلام عمر حين طعنه أبو لؤلؤة أكلني الكلب ، أي عضّني .
والمراد بالذئب جمع من الذئاب على ما عرفت آنفاً عند قوله : { وأخاف أن يأكله الذئب } [ سورة يوسف : 13 ] ؛ بحيث لم يترك الذئاب منه ، ولذلك لم يقولوا فدفنّاه .
وقوله : { وما أنت بمؤمن لنا } خبر مستعمل في لازم الفائدة . وهو أن المتكلم علم بمضمون الخبر . وهو تعريض بأنهم صادقون فيما ادّعوه لأنهم يعلمون أباهم لا يصدقهم فيه ، فلم يكونوا طامعين بتصديقه إياهم .
وفعل الإيمان يعدّى باللام إلى المصدّق بفتح الدال كقوله تعالى : { فآمن له لوطٌ } [ سورة العنكبوت : 26 ]. وتقدم بيانه عند قوله تعالى : { فما آمن لموسى إلا ذريةٌ من قومه } في سورة يونس ( 83 ).
وجملة ولو كنا صادقين } في موضع الحال فالواو واو الحال . { ولو } اتصالية ، وهي تفيد أنه مضمون ما بعدها هو أبعد الأحوال عن تحقق مضمون ما قبلها في ذلك الحال . والتقدير : وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين في نفس الأمر ، أي نحن نعلم انتفاء إيمانك لنا في الحالين فلا نطمع أن نموّه عليك .
وليس يلزم تقدير شرط محذوف هو ضد الشرط المنطوق به لأن ذلك تقدير لمجرد التنبيه على جعل الواو للحال مع ( لو وإن ) الوصليتين وليس يستقيم ذلك التقدير في كل موضع ، ألا ترى قول المعري
وإني وإن كنتُ الأخيّر زمانه: ...
لآتتٍ بما لم تستطعه الأوائل ... كيف لا يستقيم تقدير إني إن كنت المتقدم زمانه بل وإن كنت الأخيرَ زمانه . فشرط ( لو ) الوصلية و ( إن ) الوصلية ليس لهما مفهومُ مخالفة ، لأن الشرط معهما ليس للتقييد . وتقدم ذكر ( لَو ) الوصلية عند قوله تعالى : { أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون } في سورة البقرة ( 170 ) ، وعند قوله تعالى : { فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهباً } في سورة آل عمران ( 91 ).
المصدر : إعراب : قالوا ياأبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما