
إعراب الآية 17 من سورة الحجر - إعراب القرآن الكريم - سورة الحجر : عدد الآيات 99 - - الصفحة 263 - الجزء 14.
(وَحَفِظْناها) ماض وفاعله ومفعول به والجملة معطوفة (مِنْ كُلِّ) متعلقان بحفظناها (شَيْطانٍ) مضاف إليه (رَجِيمٍ) صفة
وأما قوله : { وحفظناها من كل شيطان رجيم } فهو إدماج للتعليم في أثناء الاستدلال .
وفيه التنويه بعصمة الوحي من أن يتطرقه الزيادة والنقص ، بأن العوالم التي يصدر منها الوحي وينتقل فيها محفوظة من العناصر الخبيثة .
فهو يرتبط بقوله : { وإنا له لحافظون } [ سورة الحجر : 9 ].
وكانوا يقولون : محمد كاهن ولذلك قال الوليد بن المغيرة لما حاورهم فيما أعدوا من الاعتذار لوفود العرب في موسم الحجّ إذا سألوهم عن هذا الرجل الذي ادّعى النبوءة .
وقد عرضوا عليه أن يقولوا هو كاهن ، فكان من كلام الوليد أن قال .
.
ولا والله ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمزة الكاهن ولا سجعه ، قال تعالى : { ولا بقول كاهن قليلاً ما تذكرون } [ سورة الحاقة : 42 ].
وكان الكهان يزعمون أن لهم شياطين تأتيهم بخبر السماء ، وهم كاذبون ويتفاوتون في الكذب .
والمراد بالحفظ من الشياطين الحفظ من استقرارها وتمكنها من السماوات .
والشيطان تقدم في سورة البقرة .
والرجيم : المحقر؛ لأن العرب كانوا إذا احتقروا أحداً حصبوه بالحصباء ، كقوله تعالى : { قال فاخرج منها فإنك رجيم } [ سورة الحجر : 34 ] ، أي ذميم محقر .
والرّجام بضم الراء الحجارة .
قيل وهي أصل الاشتقاق .
ويحتمل العكس .
وقد كان العرب يرجمون قبر أبي رِغال الثقفي الذي كان دليل جيش الحبشة إلى مكة .
قال جرير :
إذا مات الفرزدق فارجموه .
.
.
كما تَرمون قبر أبي رِغال
والرجم عادة قديمة حكاها القرآن عن قوم نوح { قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين } [ سورة الشعراء : 116 ].
وعن أبي إبراهيم { لئن لم تنته لأرجمنك } [ سورة مريم : 46 ].
وقال قوم شعيب : { ولولا رهطك لرجمناك } [ سورة هود : 91 ].
وليس المراد به الرجم المذكور عقبه في قوله : { فأتبعه شهاب مبين } لأن الاستثناء يمنع من ذلك في قوله : { إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين }.
المصدر : إعراب : وحفظناها من كل شيطان رجيم