القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 17 سورة ص - اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب

سورة ص الآية رقم 17 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 17 من سورة ص - إعراب القرآن الكريم - سورة ص : عدد الآيات 88 - - الصفحة 454 - الجزء 23.

﴿ ٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلۡأَيۡدِۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ ﴾
[ ص: 17]

﴿ إعراب: اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب ﴾


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 17 - سورة ص

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) أعقب حكاية أقوالهم من التكذيب ابتداء من قوله : { وقَالَ الكافرون هذا ساحِرٌ كذَّابٌ } [ ص : 4 ] إلى هنا ، بأمرِ الله رسولَه صلى الله عليه وسلم بالصبر على أقوالهم إذ كان جميعها أذى : إما صريحاً كما قالوا : { ساحر كذَّاب } وقالوا : { إن هذا إلا اختلاقٌ } [ ص : 7 ] { إن هذا لشيء يُرادُ } [ ص : 6 ] ، وإمّا ضِمناً وذلك ما في سائر أقوالهم من إنكار ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والاستهزاء بقولهم : { ربَّنَا عَجِل لنا قِطَّنَا } [ ص : 16 ] من إثبات أن الإله واحد ، ويشمل ما يقولونه مما لم يحك في أول هذه السورة .

وقوله : { واذكر عبدنا داوودَ } إلى آخره يجوز أن يكون عطفاً على قوله : { اصبر على ما يقولون } بأن أُتبع أمره بالصبر وبالائتساء ببعض الأنبياء السابقين فيما لَقُوه من الناس ثم كانت لهم عاقبة النصر وكشف الكرب . ويجوز أن يكون عطفاً على مجموع ما تقدّم عطْفَ القصة على القصة والغرض هو هو . وابتدىء بذكر داود لأن الله أعطاه مُلْكاً وسلطاناً لم يكن لآبائه ففي ذكره إيماء إلى أن شأن محمد صلى الله عليه وسلم سيصير إلى العزة والسلطان ، ولم يكن له سلف ولا جند فقد كان حال النبي صلى الله عليه وسلم أشبه بحال داود عليه السلام .

وأدمج في خلال ذلك الإِيماء إلى التحذير من الضجر في ذات الله تعالى واتقاءِ مراعاة حظوظ النفس في سياسة الأمة إبعاداً لرسوله صلى الله عليه وسلم عن مهاوي الخطأ والزلَل وتأديباً له في أول أمره وآخره مما أن يتلقى بالعَذَل . وكان داود أيضاً قد صبر على ما لقِيَه من حسد شاول ( طالوت ) ملك إسرائيل إياه على انتصاره على جالوت ملك فلسطين .

فالمصدر المتصرِّف منه { واذكر عبدنا داوود } هو الذكر بضم الذال وهو التذكرُّ وليس هو ذِكر اللسان لأنه إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك لتسليته وحفظ كماله لا لِيُعْلمه المشركين ولا لِيُعْلِمه المسلمين على أن كِلا الأمرين حاصل تبعاً حين إبلاغ المنزَّل في شأن داود إليهم وقراءته عليهم . ومعنى الأمر بتذكر ذلك تذكر ما سبق إعلام النبي صلى الله عليه وسلم به من فضائله وتذكير ما عسى أن يكون لم يعلمه مما يعلم به في هذه الآية .

ووصفُ داود ب { عَبْدَنَا } وصفُ تشريف بالإِضافة بقرينة المقام كما تقدم عند قوله : { إلا عباد اللَّه المخلصين } في سورة [ الصافات : 40 ] .

و { الأَيْد } : القوة والشدة ، مصدر : آدَ يئيد ، إذا اشتدّ وقَوي ، ومنه التأييد التقوية ، قال تعالى : { فآواكم وأيدكم بنصره } في سورة [ الأنفال : 26 ] .

( وكان داود قد أعطي قوة نادرة وشجاعة وإقداماً عجيبين وكان يرمي الحجر بالمقلاع فلا يخطىءُ الرميَّة ، وكان يلوي الحديد ليصنعه سرداً للدروع بأصابعه ، وهذه القوة محمودة لأنه استعملها في نصر دين التوحيد .

وجملة { إنَّه أوَّابٌ } تعليل للأمر بذكره إيماء إلى أن الأمر لقصد الاقتداء به ، كما قال تعالى :

{ فبهداهم اقتده } [ الأنعام : 90 ] ، فالجملة معترضة بين جملة { واذكُرْ }

قراءة سورة ص

المصدر : إعراب : اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب