إعراب الآية 199 من سورة آل عمران - إعراب القرآن الكريم - سورة آل عمران : عدد الآيات 200 - - الصفحة 76 - الجزء 4.
(وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر إن (الْكِتابِ) مضاف إليه (لَمَنْ) اللام للابتداء أو المزحلقة من اسم موصول في محل نصب اسم إن وجملة (يُؤْمِنُ بِالله) صلته (وَما) الواو حرف عطف ما اسم موصول معطوف على الله وجملة (أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ) صلته (وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ) عطف على ما قبله (خاشِعِينَ لِلَّهِ) حال تعلق به الجار والمجرور بعده (لا) نافية (يَشْتَرُونَ بِآياتِ الله ثَمَنًا قَلِيلًا) فعل مضارع وفاعله وثمنا مفعول به وقليلا صفة والجار والمجرور متعلقان بالفعل ولفظ الجلالة مضاف إليه والجملة في محل نصب حال (أُولئِكَ) مبتدأ خبره جملة (لَهُمْ أَجْرُهُمْ) (عِنْدَ رَبِّهِمْ) ظرف متعلق بمحذوف حال أي: موجودا عند ربهم أو متعلق بأجرهم.
(إِنَّ الله سَرِيعُ الْحِسابِ) إن ولفظ الجلالة اسمها وسريع خبرها والحساب مضاف إليه.
عطف على جملة { لكن الذين اتقوا ربهم } [ آل عمران : 198 ] استكمالاً لذكر الفِرَق في تلقّي الإسلام : فهؤلاء فريق الذين آمنوا من أهل الكتاب ولم يظهروا إيمانهم لخوف قومهم مثل النجاشي أصحمة ، وأثنى الله عليهم بأنّهم لا يحرّفون الدين ، والآية مؤذنة بأنّهم لم يكونوا معروفين بذلك لأنّهم لو عرفوا بالإيمان لما كان من فائدة في وصفهم بأنّهم من أهل الكتاب ، وهذا الصنف بعكس حال المنافين . وأكّد الخبر بأنّ وبلام الابتداء للردّ على المنافقين الذين قالوا لرسول الله لمّا صلّى على النجاشي : انظروا إليه يصلّي على نصراني ليس على دينه ولم يره قط . على ما روي عن ابن عباس وبعض أصحابه أنّ ذلك سبب نزول هذه الآية . ولعلّ وفاة النجاشي حصلت قبل غزوة أُحُد .
وقيل : أريد بهم هنا من أظهر إيمانه وتصديقه من اليهود مثل عبد الله بن سلام ومخيريق ، وكذا من آمن من نصارى نجران أي الذين أسلموا ورسول الله بمكّة إن صحّ خبر إسلامهم .
وجيء باسم الإشارة في قوله : { أولئك لهم أجرهم عند ربهم } للتنبيه على أنّ المشار إليهم به أحرياء بما سيرد من الإخبار عنهم لأجل ما تقدّم اسمَ الإشارة .
وأشار بقوله : { إن الله سريع الحساب } إلى أنّه يبادر لهم بأجرهم في الدنيا ويجعله لهم يوم القيامة .
المصدر : إعراب : وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنـزل إليكم وما أنـزل