القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 2 سورة الرعد - الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر

سورة الرعد الآية رقم 2 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 2 من سورة الرعد - إعراب القرآن الكريم - سورة الرعد : عدد الآيات 43 - - الصفحة 249 - الجزء 13.

﴿ ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ تَرَوۡنَهَاۖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمۡ تُوقِنُونَ ﴾
[ الرعد: 2]

﴿ إعراب: الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر ﴾

(اللَّهُ) لفظ الجلالة مبتدأ (الَّذِي) خبر والجملة ابتدائية (رَفَعَ) ماض فاعله مستتر والجملة صلة الموصول (السَّماواتِ) مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم (بِغَيْرِ) متعلقان بحال محذوفة (عَمَدٍ) مضاف إليه (تَرَوْنَها) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والهاء مفعول به والجملة في محل جر صفة لعمد (ثُمَّ) عاطفة (اسْتَوى) ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر وفاعله مستتر (عَلَى الْعَرْشِ) متعلقان باستوى (وَسَخَّرَ) ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة (الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) الشمس مفعول به والقمر معطوف عليه (كُلٌّ) مبتدأ (يَجْرِي) مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر والجملة خبر وجملة كل إلخ ابتدائية (لِأَجَلٍ) متعلقان بيجري (مُسَمًّى) صفة لأجل (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) مضارع فاعله مستتر والأمر مفعوله والجملة مستأنفة (يُفَصِّلُ الْآياتِ) مضارع فاعله مستتر والآيات مفعوله المنصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم والجملة مستأنفة (لَعَلَّكُمْ) لعل واسمها (بِلِقاءِ) متعلقان بتوقنون (رَبِّكُمْ) مضاف إليه والكاف مضاف إليه والجملة تعليلية لا محل لها (تُوقِنُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة خبر لعل.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 2 - سورة الرعد

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

استئناف ابتدائي هو ابتداء المقصود من السورة وما قبله بمنزلة الديباجة من الخطبة ، ولذا تجد الكلام في هذا الغرض قد طال واطّرد .

ومناسبَة هذا الاستئناف لقوله : { ولكن أكثر الناس لا يؤمنون } لأن أصل كفرهم بالقرآن ناشىء عن تمسكهم بالكفر وعن تطبعهم بالاستكبار والإعراض عن دعوة الحق .

والافتتاح باسم الجلالة دون الضمير الذي يعود إلى { ربك } [ الرعد : 1 ] لأنه معيّن به لا يشتبه غيره من آلهتهم ليكون الخبر المقصود جارياً على معيّن لا يحتمل غيره إبلاغاً في قطع شائبة الإشراك .

و { الذي رفع } هو الخبر . وجُعل اسم موصول لكون الصلة معلومة الدلالة على أن من تثبت له هو المتوحد بالربوبية إذ لا يستطيع مثل تلك الصلة غير المتوحد ولأنه مسلم له ذلك { ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله [ لقمان : 25 ].

والسماوات تقدمت مراراً ، وهي الكواكب السيارة وطبقات الجو التي تسبح فيها .

ورفعها : خلقها مرتفعة ، كما يقال : وَسّعْ طوقَ الجُبة وضيّقْ كمها ، لا تريد وسعه بعد أن كان ضيقاً ولا ضيقه بعد أن كان واسعاً وإنما يراد اجْعَلْه واسعاً واجعله ضيقاً ، فليس المراد أنه رفعها بعد أن كانت منخفضة .

والعَمَد : جمع عماد مثل إهاب وأهَب ، والعماد : ما تقام عليه القبة والبيت . وجملة ترونها } في موضع الحال من { السماوات } ، أي لا شبهة في كونها بغير عمد .

والقول في معنى { ثم استوى على العرش } تقدم في سورة الأعراف وفي سورة يونس .

وكذلك الكلام على { سخر الشمس والقمر } في قوله تعالى : { والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره في سورة الأعراف ( 54 ).

والجري : السير السريع . وسير الشمس والقمر والنجوم في مسافات شاسعة ، فهو أسرع التنقلات في بابها وذلك سيرها في مداراتها .

واللام للعلة . والأجل : هو المدة التي قدرها الله لدوام سيرها ، وهي مدة بقاء النظام الشمسي الذي إذا اختل انتثرت العوالم وقامت القيامة .

والمسمّى : أصله المعروف باسمه ، وهو هنا كناية عن المعيّن المحدّد إذ التسمية تستلزم التعيين والتمييز عن الاختلاط .

يُدَبَّرُ الامر يُفَصِّلُ الآيات لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ }

جملة { يدبر الأمر } في موضع الحال من اسم الجلالة . وجملة { يفصل الآيات } حال ثانية تُرك عطفها على التي قبلها لتكون على أسلوب التعداد والتوقيف وذلك اهتمام باستقلالها . وتقدم القول على { يدبر الأمر } عند قوله : { ومن يدبر الأمر } في سورة يونس ( 3 ).

وتفصيل الآيات تقدم عند قوله : { أحكمت آياته ثم فصلت } في طالعة سورة هود ( 1 ).

ووجه الجمع بينهما هنا أن تدبير الأمر يشمل تقدير الخلق الأول والثاني فهو إشارة إلى التصرف بالتكوين للعقول والعوالم ، وتفصيل الآيات مشير إلى التصرف بإقامة الأدلة والبراهين ، وشأن مجموع الأمرين أن يفيد اهتداء الناس إلى اليقين بأن بعد هذه الحياة حياة أخرى ، لأن النظر بالعقل في المصنوعات وتدبيرها يهدي إلى ذلك ، وتفصيلَ الآيات والأدلة ينبه العقول ويعينها على ذلك الاهتداءِ ويقرّبه .

وهذا قريب من قوله في سورة يونس : { يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذّكرون إليه مرجعكم جميعاً وعد الله حقاً إنه يبدأُ الخلق ثم يعيده } [ يونس : 3 ]. وهذا من إدماج غرض في أثناء غرض آخر لأن الكلام جار على إثبات الوحدانية . وفي أدلة الوحدانية دلالة على البعث أيضاً .

وصيغ يدبر } و { يفصل } بالمضارع عكس قوله : { الله الذي رفع السماوات } لأن التدبير والتفصيل متجدّد متكرر بتجدد تعلق القدرة بالمقدورات . وأما رفع السماوات وتسخير الشمس والقمر فقد تم واستقرّ دفعة واحدة .

قراءة سورة الرعد

المصدر : إعراب : الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر