
إعراب الآية 217 من سورة الشعراء - إعراب القرآن الكريم - سورة الشعراء : عدد الآيات 227 - - الصفحة 376 - الجزء 19.
(وَتَوَكَّلْ) الواو عاطفة وأمر فاعله مستتر (عَلَى الْعَزِيزِ) متعلقان بتوكل (الرَّحِيمِ) صفة العزيز والجملة معطوفة
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ( 217 ) وعطف الأمر بالتوكل بفاء التفريع في قراءة نافع وابن عامر وأبي جعفر فيكون تفريعاً على : { فقل إني بريء مما تعملون } [ الشعراء : 216 ] تنبيهاً على المبادرة بالعوذ من شر أولئك الأعداء وتنصيصاً على اتصال التوكل بقوله : { إني بريء } .
وقرأ الجمهور : { وتَوكل } بالواو وهو عطف على جواب الشرط ، أي قل : إني بريء وتوكل ، وعطفه على الجواب يقتضي تسببه على الشرط كتسبب الجواب وهو يستلزم البدار به ، فمآل القراءتين واحد وإن اختلف طريق انتزاعه .
والمعنى : فإن عصاك أهل عشيرتك فتبرأ منهم .
ولما كان التبرؤ يؤذن بحدوث مجافاة وعداوة بينه وبينهم ثبَّت الله جأش رسوله بأن لا يعبأ بهم وأن يتوكل على ربه فهو كافيه كما قال : { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } [ الطلاق : 3 ] .
وعلق التوكل بالاسمين { العزيز الرحيم } وما تبعهما من الوصف بالموصول وما ذيل به من الإيماء إلى أنه يُلاحظ قوله ويعلم نيتَه ، إشارة إلى أن التوكل على الله يأتي بما أومأت إليه هذه الصفات ومستتبعاتها بوصف { العزيز الرحيم } للإشارة إلى أنه بعزته قادر على تغلبه على عدوّه الذي هو أقوى منه ، وأنه برحمته يعصمه منهم .
وقد لوحظ هذان الاسمان غير مرة في هذه السورة لهذا الاعتبار كما تقدم .
والتوكل : تفويض المرء أمره إلى من يكفيه مهمه ، وقد تقدم عند قوله تعالى : { فإذا عزمت فتوكّل على الله } في سورة آل عمران ( 159 ) .
المصدر : إعراب : وتوكل على العزيز الرحيم