إعراب الآية 29 من سورة يوسف - إعراب القرآن الكريم - سورة يوسف : عدد الآيات 111 - - الصفحة 238 - الجزء 12.
(يُوسُفُ) منادى بأداة نداء محذوفة وهو مبني على الضم في محل نصب على النداء (أَعْرِضْ) أمر فاعله مستتر (عَنْ هذا) ذا اسم إشارة في محل جر ومتعلقان بأعرض والجملة وما قبلها مقول القول لفعل محذوف تقديره قال يوسف إلخ (وَاسْتَغْفِرِي) الواو عاطفة وأمر والياء فاعل والجملة معطوفة (لِذَنْبِكِ) متعلقان باستغفري (إِنَّكِ) إن واسمها والجملة تعليل لا محل لها (كُنْتِ) كان واسمها (مِنَ الْخاطِئِينَ) متعلقان بالخبر والجملة خبر إنك
ثم أمر يوسفَ عليه السّلام بالإعراض عما رمتْه به ، أي عدم مؤاخذتها بذلك ، وبالكف عن إعادة الخوض فيه . وأمر زوجه بالاستغفار من ذنبها ، أي في اتهامها يوسف عليه السّلام بالجرأة والاعتداء عليها .
قال المفسرون : وكان العزيز قليل الغيرة . وقيل : كان حليماً عاقلاً . ولعله كان مولعاً بها ، أو كانت شبهة المِلك تخفف مؤاخذة المرأة بمراودة مملوكها . وهو الذي يؤذن به حال مراودتها يوسف عليه السّلام حين بادرته بقولها : { هِيتَ لك } كما تقدم آنفاً .
والخاطىء : فاعل الخطيئة ، وهي الجريمة . وجَعَلَها من زمرة الذين خَطِئوا تخفيفاً في مؤاخذتها . وصيغة جمع المذكر تغليب .
وجملة { يوسف أعرض عن هذا } من قول العزيز إذ هو صاحب الحكم .
وجملة { واستغفري لذنبك } عطف على جملة { يوسف أعرض } في كلام العزيز عطف أمر على أمر والمأمور مختلف . وكاف المؤنثة المخاطبة متعين أنه خطاب لامرأة العزيز ، فالعزيز بعد أن خاطبها بأن ما دبّرته هو من كيد النساء وجه الخطاب إلى يوسف عليه السّلام بالنداء ثم أعاد الخطاب إلى المرأة .
وهذا الأسلوب من الخطاب يسمى بالإقبال ، وقد يسمى بالالتفات بالمعنى اللغوي عند الالتفات البلاغي ، وهو عزيز في الكلام البليغ . ومنه قول الجَرمي من طي من شعراء الحماسة
: ... إخَالكَ مُوعدي ببني جفَيْف
وهالةَ إنني أنْهَاككِ هَالا ... قال المرزوقي في «شرح الحماسة» : والعرب تجمع في الخطاب والإخبار بين عدة ثم تقبل أو تلتفت من بينهم إلى واحد لكونه أكبرهم أو أحسنهم سماعاً وأخصّهم بالحال .
المصدر : إعراب : يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين