القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 3 سورة الحشر - ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة

سورة الحشر الآية رقم 3 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 3 من سورة الحشر - إعراب القرآن الكريم - سورة الحشر : عدد الآيات 24 - - الصفحة 545 - الجزء 28.

﴿ وَلَوۡلَآ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡجَلَآءَ لَعَذَّبَهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ ﴾
[ الحشر: 3]

﴿ إعراب: ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة ﴾

(وَلَوْ لا) الواو حرف استئناف ولولا حرف شرط غير جازم (أَنْ كَتَبَ اللَّهُ) أن مصدرية وماض وفاعله (عَلَيْهِمُ) متعلقان بالفعل (الْجَلاءَ) مفعول به، والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل رفع مبتدأ خبره محذوف، (لَعَذَّبَهُمْ) اللام واقعة في جواب لولا وعذبهم ماض ومفعوله والفاعل مستتر (فِي الدُّنْيا) متعلقان بالفعل والجملة جواب الشرط لا محل لها، والواو حرف استئناف (لَهُمْ) خبر مقدم (فِي الْآخِرَةِ) متعلقان بمحذوف خبر ثان (عَذابُ) مبتدأ مؤخر (النَّارِ) مضاف إليه والجملة استئنافية لا محل لها.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 3 - سورة الحشر

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)

{ وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ الله عَلَيْهِمُ الجلاء لَعَذَّبَهُمْ فِى الدنيا } .

جملة معترضة ناشئة عن جملة { هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب } [ الحشر : 2 ] . فالواو اعتراضية ، أي أخرجهم الله من قريتهم عقاباً لهم على كفرهم وتكذيبهم للرسول صلى الله عليه وسلم كما قال : { ذلك بأنهم شاقّوا الله ورسوله } [ الحشر : 4 ] ولو لم يعاقبهم الله بالجلاء لعاقبهم بالقَتل والأسر لأنهم استحقّوا العقاب . فلو لم يقذف في قلوبهم الرعب حتى استسلموا لعاقبهم بجوع الحصار وفتح ديارهم عنوة فعذبوا قتلاً وأسراً .

والمراد بالتعذيب : الألم المحسوس بالأبدان بالقتل والجرح والأسر والإِهانة وإلاّ فإن الإِخراج من الديار نكبة ومصيبة لكنها لا تدرك بالحس وإنما تدرك بالوجدان .

و { لولا } حرف امتناع لوجود ، تفيد امتناع جوابها لأجل وجود شرطها ، أي وجود تقدير الله جلاءهم سبب لانتفاء تعذيب الله إياهم في الدنيا بعذاب آخر .

وإنما قدر الله لهم الجلاء دون التعذيب في الدنيا لمصلحة اقتضتها حكمته ، وهي أن يأخذ المسلمون أرضهم وديارهم وحوائطهم دون إتلاف من نفوس المسلمين مما لا يخلو منه القتال لأن الله أراد استبقاء قوة المسلمين لما يستقبل من الفتوح ، فليس تقدير الجلاء لهم لقصد اللطف بهم وكرامتهم وإن كانوا قد آثروه على الحرب .

ومعنى { كتب الله عليهم } قَدّر لهم تقديراً كالكتابة في تحقق مضمونه وكان مظهر هذا التقدير الإِلهي ما تلاحق بهم من النكبات من جلاء النضير ثم فتح قريظة ثم فتح خيبر .

والجلاء : الخروج من الوطن بنية عدم العود ، قال زهير

: ... فإن الحق مقطعه ثلاث

يمين أو نفارٌ أو جَلاء ... وأعلم أن { أنْ } الواقعة بعد { لولا } هنا مصدريةٌ لأن { أَنْ } الساكنة النون إذا لم تقع بعد فعل عِلم يقين أو ظن ولا بعد ما فيه معنى القول ، فهي مصدرية وليست مخففة من الثقيلة .

{ الدنيا وَلَهُمْ فِى الاخرة عَذَابُ } .

عطف على جملة { ولولا أن كتب الله عليهم } الآية ، أو على جملة { هو الذي أخرج الذين كفروا } [ الحشر : 2 ] ، وليس عطفاً على جواب { لولا } فإن عذاب النار حاقّ عليهم وليس منتفياً . والمقصود الاحتراس من توهم أنَّ الجلاء بَدل من عذاب الدنيا ومن عذاب الآخرة .

قراءة سورة الحشر

المصدر : إعراب : ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة