القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 31 سورة الحج - حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء

سورة الحج الآية رقم 31 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 31 من سورة الحج - إعراب القرآن الكريم - سورة الحج : عدد الآيات 78 - - الصفحة 336 - الجزء 17.

﴿ حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيۡرَ مُشۡرِكِينَ بِهِۦۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ ﴾
[ الحج: 31]

﴿ إعراب: حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء ﴾

(حُنَفاءَ) حال منصوبة (لِلَّهِ) لفظ الجلالة مجرور باللام متعلقان بحنفاء (غَيْرَ) حال منصوبة (مُشْرِكِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم (بِهِ) متعلقان بمشركين (وَمَنْ) الواو عاطفة ومن شرطية مبتدأ (يُشْرِكْ) مضارع مجزوم فعل الشرط والفاعل هو (بِاللَّهِ) لفظ الجلالة مجرور بالباء متعلقان بيشرك (فَكَأَنَّما) الفاء رابطة للجواب وكأنما كافة ومكفوفة (خَرَّ) ماض فاعله مستتر والجملة جواب الشرط وجملتا الشرط والجواب خبر من (مِنَ السَّماءِ) متعلقان بخر (فَتَخْطَفُهُ) الفاء عاطفة ومضارع ومفعوله (الطَّيْرُ) فاعل مؤخر والجملة معطوفة (أَوْ) حرف عطف (تَهْوِي) مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل (بِهِ) متعلقان بتهوي (الرِّيحُ) فاعل والجملة معطوفة (فِي مَكانٍ) متعلقان بتهوي (سَحِيقٍ) صفة.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 31 - سورة الحج

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)

و { حنفاء لله } حال من ضمير { اجتنبوا } أي تكونوا إن اجتنبتم ذلك حنفاء لله ، جمع حنيف وهو المخلص لله في العبادة ، أي تكونوا على ملّة إبراهيم حقاً ، ولذلك زاد معنى { حنفاء } بياناً بقوله { غير مشركين به }. وهذا كقوله : { إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين } [ النحل : 120 ].

والباء في قوله { مشركين به } للمصاحبة والمعية ، أي غير مشركين معه غيره .

{ وَمَن يُشْرِكْ بالله فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السمآء فَتَخْطَفُهُ الطير أَوْ تَهْوِى بِهِ الريح فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ }

أعقب نهيهم عن الأوثان بتمثيل فظاعة حال من يشرك بالله في مصيره بالشرك إلى حال انحطاط وتلقف الضلالات إياه ويأسه من النجاة ما دام مشركاً تمثيلاً بديعاً إذ كان من قبيل التمثيل القابل لتفريق أجزائه إلى تشبيهات .

قال في «الكشاف» : «يجوز أن يكون هذا التشبيه من المركب والمفرّق بأن صُور حال المشرك بصورة حال مَن خرّ من السماء فاختطفَتْه الطيرُ فتفرّق مِزعاً في حواصلها ، أو عصفت به الريح حتى هوت به في بعض المطاوح البعيدة ، وإن كان مفرقاً فقد شبّه الإيمان في علوّه بالسماء ، والذي ترك الإيمان وأشرك بالله بالساقط من السماء ، والأهواء التي تتوزع أفكاره بالطير المختطفة ، والشيطان الذي يطوح به في وادي الضلالة بالريح التي تهوى بما عصفت به في بعض المهاوي المتلفة» أ . ه .

يعني أنّ المشرك لما عدل عن الإيمان الفطري وكان في مكنته فكأنه كان في السماء فسقط منها ، فتوزعته أنواع المهالك ، ولا يخفى عليك أنّ في مطاوي هذا التمثيل تشبيهات كثيرة لا يعوزك استخراجها .

والسحيق : البعيد فلا نجاة لمن حل فيه .

وقوله : { أو تهوي به الريح } تخيير في نتيجة التشبيه ، كقوله : { أو كصيب من السماء } [ البقرة : 19 ]. أشارت الآية إلى أن الكافرين قسمان : قسم شِركه ذبذبة وشكّ ، فهذا مشبّه بمن اختطفته الطير فلا يستولي طائر على مزعة منه إلاّ انتهبها منه آخر ، فكذلك المذبذب متى لاح له خيال اتبعه وترك ما كان عليه . وقسم مصمّم على الكفر مستقر فيه ، فهو مشبّه بمن ألقته الريح في واد سحيق ، وهو إيماء إلى أن من المشركين من شركه لا يرجى منه خلاص كالذي تخطفته الطير ، ومنهم من شركه قد يخلص منه بالتوبة إلا أن توبته أمر بعيد عسير الحصول .

والخُرور : السقوط . وتقدم في قوله : { فخر عليهم السقف من فوقهم } في [ سورة النحل : 26 ].

و { تخطّفُه } مضاعف خطف للمبالغة ، الخطف والخطف : أخذ شيء بسرعة سواء كان في الأرض أم كان في الجو ومنه تخطف الكرة . والهُوِيّ : نزول شيء من علو إلى الأرض . والباء في { تهوي به } للتعدية مثلها في : ذهب به .

وقرأ نافع ، وأبو جعفر { فتَخَطّفه } بفتح الخاء وتشديد الطاء مفتوحة مضارع خطّف المضاعف . وقرأه الجمهور بسكون الخاء وفتح الطاء مخففة مضارع خطف المجرّد .

قراءة سورة الحج

المصدر : إعراب : حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء