إعراب الآية 35 من سورة يس - إعراب القرآن الكريم - سورة يس : عدد الآيات 83 - - الصفحة 442 - الجزء 23.
(لِيَأْكُلُوا) اللام للتعليل ومضارع منصوب بأن المضمرة بعد اللام والواو فاعله والمصدر المؤول في محل جر باللام (مِنْ ثَمَرِهِ) متعلقان بيأكلوا (وَما عَمِلَتْهُ) ما موصولية معطوفة على من ثمره وعملته فعل ماض ومفعوله (أَيْدِيهِمْ) فاعل والجملة صلة (أَفَلا) الهمزة للاستفهام الإنكاري الفاء حرف عطف ولا نافية (يَشْكُرُونَ) مضارع مرفوع وفاعله والجملة معطوفة على محذوف تقديره يرون هذه النعم ويستمتعون بها فلا يشكرونها.
لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (35) وقرأ الجمهور : { ثَمَرِهِ } بفتحتين . وقرأه حمزة والكسائي وخلف بضمتين . والنخيل : اسم جمع نخل .
والأعناب جمع عنب ، وهو يطلق على شجرة الكرم وعلى ثمرها . وجمع النخيل والأعناب باعتبار تعدد أصناف شجره المثمر أصنافاً من ثمره .
وضمير { مِن ثَمَرِهِ } عائد إلى المذكور ، أي من ثمر ما ذكرنا ، كقول رُؤبة
: ... فيها خطوط من سواد وبلق
كأنه في الجلد توليع البهق ... فقيل له : هلا قلت : كأنها؟ فقال : أردت كأن ذلك ويْلَك . وتقدم عند قوله تعالى : { عوان بين ذلك } في سورة البقرة } ( 68 ) .
ويجوز أن يعود الضمير على النخيل وتترك الأعناب للعلم بأنها مثل النخيل . كقول الأزرق بن طرفة بن العمود القراطي الباهلي
: ... رماني بذنب كنتُ منه ووالدي
بريئاً ومن أجْل الطويِّ رّماني ... فلم يقل : بريئين ، للعلم بأن والده مثله .
ويجوز أن تكون { ما } في قوله : { وما عَمِلَتْهُ أيدِيهم } موصولة معطوفة على { ثَمَرهِ ، } أي ليأكلوا من ثمر ما أخرجناه ومن ثمر ما عملته أيديهم ، فيكون إدماجاً للإِرشاد إلى إقامة الجنات بالخدمة والسقي والتعهد ليكون ذلك أوفر لأغلالها . وضمير { عَمِلَتْهُ } على هذا عائد إلى اسم الموصول . ويجوز أن يكون { ما } نافية والضمير عائد إلى ما ذكر من الحب والنخيل والأعناب . والمعنى : أن ذلك لم يخلقوه . وهذا أوفر في الامتنان وأنسب بسياق الآية مساق الاستدلال . وقرأ الجمهور : { وما عَمِلَتْهُ } بإثبات هاء الضمير عائداً إلى المذكور من الحب والنخيل والأعناب . وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف { وما عملت } بدون هاء ، وكذلك هو مرسوم في المصحف الكوفي وهو جار على حذف المفعول إن كان معلوماً . ويجوز أن يكون من حذف المفعول لإرادة العموم . والتقدير : وما عملت أيديهم شيئاً من ذلك . وكلا الحذفين شائع .
وفرع عليه استفهام الإنكار لعدم شكرهم بأن اتخذوا للذي أوجد هذا الصنع العجيب أنداداً . وجيء بالمضارع مبالغة في إنكار كفرهم بأن الله حقيق بأن يكرروا شكره فكيف يستمرون على الإِشراك به .
المصدر : إعراب : ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون