القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 35 سورة الطور - أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون

سورة الطور الآية رقم 35 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 35 من سورة الطور - إعراب القرآن الكريم - سورة الطور : عدد الآيات 49 - - الصفحة 525 - الجزء 27.

﴿ أَمۡ خُلِقُواْ مِنۡ غَيۡرِ شَيۡءٍ أَمۡ هُمُ ٱلۡخَٰلِقُونَ ﴾
[ الطور: 35]

﴿ إعراب: أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون ﴾


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 35 - سورة الطور

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35({ أَمْ خُلِقُواْ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ } .

إضراب انتقالي إلى إبطال ضرب آخر من شبهتهم في إنكارهم البعث ، وقد علمت في أول السورة أن من أغراضها إثبات البعث والجزاءِ على أن ما جاء بعده من وصف يوم الجزاء وحال أهله قد اقتضته مناسبات نشأت عنها تلك التفاصيل ، فإذْ وُفّي حقُّ ما اقتضته تلك المناسبات ثُنِي عِنان الكلام إلى الاستدلال على إمكان البعث وإبطال شبهتهم التي تعللوا بها من نحو قولهم : { أإذا كنا عظاماً ورفاتاً إنا لمبعوثون خلقاً جديداً } [ الإسراء : 49 ] .

فكان قوله تعالى : { أم خلقوا من غير شيء } الآيات أدلةً على أن ما خلقه الله من بَدْء الخلق أعظم من إعادة خلق الإِنسان . وهذا متصل بقوله آنفاً { إن عذاب ربك لواقع } [ الطور : 7 ] لأن شبهتهم المقصود ردها بقوله : { إن عذاب ربك لواقع هي قولهم : { أإذا كنا عظاماً ورفاتاً إنا لمبعوثون } [ الإسراء : 49 ] ، ونحو ذلك .

فحرف ( مِن ( في قوله : { من غير شيء } يجوز أن يكون للابتداء ، فيكون معنى الاستفهام المقدر بعد ( أم ( تقريرياً . والمعنى : أيقرُّون أنهم خلقوا بعد أن كانوا عَدماً فكلما خلقوا من عدم في نشأتهم الأولى يُنْشأون من عدم في النشأة الآخرة ، وذلك إثبات لإِمكان البعث ، فيكون في معنى قوله تعالى : { فلينظر الإنسان ممَّ خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر } [ الطارق : 5 8 ] وقوله : { كما بدأنا أول خلق نعيده } [ الأنبياء : 104 ] ونحو ذلك من الآيات .

ومعنى { شيء } على هذا الوجه : الموجودُ فغير شَيء : المعدومُ ، والمعنى : اخُلقوا من عدم . ويجوز أن تكون ( مِن ( للتعليل فيكون الاستفهام المقدر بعد ( أم ( إنكارياً ، ويكون اسم { شيء } صادقاً على ما يصلح لمعنى التعليل المستفاد من حرف ( مِن ( التعليلية ، والمعنى : إنكار أن يكون خلقهم بغير حكمة ، وهذا إثبات أن البعث واقع لأجل الجزاء على الأعمال ، بأن الجزاء مقتضى الحكمة التي لا يخلو عنها فعل أحكم الحكماء ، فيكون في معنى قوله تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون } [ المؤمنون : 115 ] وقوله : { ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية } [ الحجر : 85 ] .

ولحرف ( مِن ( في هذا الكلام الوَقْع البديع إذ كانت على احتمال معنييها دليلاً على إمكان البعث وعلى وقوعه وعلى وجوب وقوعه وجوباً تقتضيه الحكمة الإِلهية العليا . ولعل العدول عن صوغ الكلام بالصيغة الغالبة في الاستفهام التقريري ، أعني صيغة النفي بأن يقال : أما خلقوا من غير شيء؛ والعدولَ عن تعيين ما أضيف إليه { غَير } إلى الإِتيان بلفظٍ مبهم وهو لفظ شيء ، روعي فيه الصلاحية لاحتمال المعنيين وذلك من منتهى البلاغة .

وإذ كان فرض أنهم خلقوا من غير شيء واضح البطلان لم يحتج إلى استدلال على إبطاله بقوله :

قراءة سورة الطور

المصدر : إعراب : أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون