إعراب الآية 39 من سورة النحل - إعراب القرآن الكريم - سورة النحل : عدد الآيات 128 - - الصفحة 271 - الجزء 14.
(لِيُبَيِّنَ) اللام لام التعليل ومضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل واللام وما بعدها في تأويل مصدر متعلقان بالفعل الواقع بعد بلى (لَهُمُ) متعلقان بيبين (الَّذِي) موصول مفعول به (يَخْتَلِفُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة صلة (فِيهِ) متعلقان بيختلفون (وَلِيَعْلَمَ) معطوف على ليبين وإعرابه مثله (الَّذِينَ) موصول فاعل (كَفَرُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (أَنَّهُمْ) أن واسمها والمصدر سد مسد مفعولي يعلم (كانُوا) كان واسمها والجملة خبر أنهم (كاذِبِينَ) خبر كانوا منصوب بالياء
{ ليبين } تعليل لقوله تعالى : { وعداً عليه حقاً } [ سورة النحل : 38 ] لقصد بيان حكمة جعله وعداً لازماً لا يتخلّف ، لأنه منوط بحكمة ، والله تعالى حكيم لا تجري أفعاله على خلاف الحكمة التامّة ، أي جعل البعث ليبيّن للناس الشيء الذي يختلفون فيه من الحقّ والباطل فيظهر حقّ المحقّ ويظهر باطل المبطل في العقائد ونحوها من أصول الدّين وما ألحق بها .
وشمل قوله : { يختلفون } كل معاني المحاسبة على الحقوق لأن تمييز الحقوق من المظالم كلّه محل اختلاف الناس وتنازعهم .
وعطف على هذه الحكمة العامّة حكمةٌ فرعيّة خاصّة بالمردود عليهم هنا ، وهي حصول العلم للّذين كفروا بأنهم كانوا كاذبين فيما اخترعوه من الشرك وتحريم الأشياء وإنكار البعث .
وفي حصول علمهم بذلك يوم البعث مثارٌ للندامة والتحسّر على ما فرط منهم من إنكاره . وقد تقدّم بيان حكمة الجزاء في يوم البعث في أول سورة يونس .
و { كانوا كاذبين } أقوى في الوصف بالكذب من ( كذَبوا أو كاذبون ) ، لما تدلّ عليه ( كان ) من الوجود زيادة على ما يقتضيه اسم الفاعل من الاتّصاف ، فكأنه قيل : وُجد كذبهم ووصفوا به . وكذبهم يستلزم أنهم معذّبون عقوبة على كذبهم . ففيه شتم صريح تعريض بالعقاب .
المصدر : إعراب : ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين