القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 4 سورة الفرقان - وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون

سورة الفرقان الآية رقم 4 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 4 من سورة الفرقان - إعراب القرآن الكريم - سورة الفرقان : عدد الآيات 77 - - الصفحة 360 - الجزء 18.

﴿ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّآ إِفۡكٌ ٱفۡتَرَىٰهُ وَأَعَانَهُۥ عَلَيۡهِ قَوۡمٌ ءَاخَرُونَۖ فَقَدۡ جَآءُو ظُلۡمٗا وَزُورٗا ﴾
[ الفرقان: 4]

﴿ إعراب: وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ﴾


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 4 - سورة الفرقان

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (4)

انتقال من ذكر كفرهم في أفعالهم إلى ذكر كفرهم بأقوالهم الباطلة .

والإظهار هنا لإفادة أن مضمون الصلة هو علة قولهم هذا ، أي ما جرأهم على هذا البهتان إلا إشراكهم وتصلبهم فيه ، وليس ذلك لشبهة تبعثهم على هذه المقالة لانتفاء شبهة ذلك ، بخلاف ما حكي آنفاً من كفرهم بالله فإنهم تلقوه من آبائهم ، فالوصف الذي أجري عليهم هنا مناسب لمقالتهم لأنها أصل كفرهم .

وهذه الجملة مقابلة جملة : { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده } [ الفرقان : 1 ] فهي المقصود من افتتاح الكلام كما آذنت بذلك فاتحة السورة . وإنما أخرت هذه الجملة التي تقابل الجملة الأولى مع أن مقتضى ظاهر المقابلة أن تذكر هذه الجملة قبل جملة : { واتخذوا من دونه آلهة } [ الفرقان : 3 ] اهتماماً بإبطال الكفر المتعلق بصفات الله كما تقدم آنفاً .

والقصر المشتمل عليه كلامهم المستفاد من )إنْ )النافية و )إلاّ )قصر قلب؛ زعموا به رد دعوى أن القرآن منزل من عند الله .

وممن قال هذه المقابلة النضر بن الحارث ، وعبد الله بن أمية ، ونوفل بن خويلد . فإسناد هذا القول إلى جميع الكفار لأنه واقع بين ظهرانيهم وكلهم يتناقلونه . وهذه طريقة مألوفة في نسبة أمر إلى القبيلة كما يقال : بنو أسد قتلوا حجراً .

واسم الإشارة إلى القرآن حكاية لقولهم حين يسمعون آيات القرآن .

والضمير المرفوع في { افتراه } عائد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم المعلوم من قوله : { على عبده } [ الفرقان : 1 ] .

والإفك : الكذب . وتقدم عند قوله تعالى : { إن الذين جاءو بالإفك } في سورة النور )11 ). والإفتراء : اختلاق الأخبار ، أي ابتكارها وهو الكذب عن عمد ، وتقدم في قوله : { ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب } في سورة العقود )103 ).

{ وأعانه عليه } أي على ما يقوله من القرآن قوم آخرون لقنوه بعض ما يقوله ، وأرادوا بالقوم الآخرين اليهود . روي هذا التفسير عن مجاهد وعن ابن عباس : أشاروا إلى عبيد أربعة كانوا للعرب من الفرس وهم : عدّاس مولى حويطب بن عبد العزى ، ويسار أبو فكيهة الرومي مولى العلاء بن الحضرمي ، وفي «سيرة ابن هشام» أنه مولى صفوان بن أمية بن محرِّث ، وجبر مولى عامر . وكان هؤلاء من موالي قريش بمكة ممن دانوا بالنصرانية وكانوا يعرفون شيئاً من التوراة والإنجيل ثم أسلموا ، وقد مر ذلك في سورة النحل ، فزعم المشركون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتردد إلى هؤلاء سراً ويستمد منهم أخبار ما في التوراة والإنجيل .

والقصر المستفاد من قوله : { إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون } متسلط على كلتا الجملتين ، أي لا يخلو هذا القرآن من مجموع الأمرين ، هما : أن يكون افترى بعضه من نفسه ، وأعانه قوم على بعضه .

وفرع على حكاية قولهم هذا ظهور أنهم ارتكبوا بقولهم ظلماً وزوراً لأنهم حين قالوا ذلك ظهر أن قولهم زور وظلم لأنه اختلاق واعتداء .

و { جاءو } مستعمل في معنى )عملوا )وهو مجاز في العناية بالعمل والقصد إليه لأن من اهتم بتحصيل شيء مشى إليه ، وبهذا الاستعمال صح تعديته إلى مفعول كما في هذه الآية .

والظلم : الاعتداء بغير حق بقول أو فعل قال تعالى : { قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه } [ ص : 24 ] وتقدم في قوله : { ومن أظلم ممن منع مساجد الله } في سورة البقرة )114 ). والظلم الذي أتوه هو نسبتهم الرسول إلى الاختلاق فإنه اعتداء على حقه الذي هو الصدق .

والزور : الكذب ، وأحسن ما قيل في الزور : إنه الكذب المحسَّن المموَّه بحيث يشتبه بالصدق .

وكون قولهم ذلك كذباً ظاهر لمخالفته الواقع فالقرآن ليس فيه شيء من الإفك ، والذين زعموهم معينين عليه لا يستطيع واحد منهم أن يأتي بكلام عربي بالغ غاية البلاغة ومرتق إلى حد الإعجاز ، وإذا كان لبعضهم معرفة ببعض أخبار الرسل فما هي إلا معرفة ضئيلة غير محققة كشأن معرفة العامة والدهماء .

قراءة سورة الفرقان

المصدر : إعراب : وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون