القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 4 سورة العنكبوت - أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون

سورة العنكبوت الآية رقم 4 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 4 من سورة العنكبوت - إعراب القرآن الكريم - سورة العنكبوت : عدد الآيات 69 - - الصفحة 396 - الجزء 20.

﴿ أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ﴾
[ العنكبوت: 4]

﴿ إعراب: أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون ﴾

(أَمْ) حرف عطف (حَسِبَ) ماض مبني على الفتح (الَّذِينَ) فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها (يَعْمَلُونَ) مضارع وفاعله (السَّيِّئاتِ) مفعول به والجملة صلة الموصول لا محل لها.

(أَنْ) حرف ناصب (يَسْبِقُونا) مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون و.. نا. مفعول به والواو فاعل والمصدر المؤول من أن والفعل سد مسد مفعولي حسب (ساءَ) ماض جامد (ما) مصدرية (يَحْكُمُونَ) مضارع وفاعله، والمصدر المؤول من ما والفعل في محل رفع فاعل. وجملة ساء ما يحكمون مستأنفة لا محل لها.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 4 - سورة العنكبوت

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4)

أعقب تثبيت المؤمنين على ما يصيبهم من فتون المشركين وما في ذلك من الوعد والوعيد بزجر المشركين على ما يعملونه من السيئات في جانب المؤمنين وأعظم تلك السيئات فتونهم المسلمين . فالمراد بالذين يعملون السيئات الفاتنون للمؤمنين .

وهذا ووعيدهم بأن الله لا يفلتهم . وفي هذا أيضاً زيادة تثبيت للمؤمنين بأن الله ينصرهم من أعدائهم .

ف { أم } للإضراب الانتقالي ويقدر بعدها استفهام إنكاري .

و { السيئات } : الأعمال السوء . وهي التنكيل والتعذيب وفتون المسلمين .

والسبق : مستعمل مجازاً في النجاة والانفلات كقول مُرة بن عدَّاء الفقعسي

: ... كأنك لم تُسْبَق من الدهر مرة

إذا أنت أدركت الذي كنت تطلب ... وقوله تعالى { وما نحن بمسبوقين على أن نبدّل أمثالكم } [ الواقعة : 60 ، 61 ] وقوله { فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين فكُلاًّ أخذنا بذنبه } [ العنكبوت : 39 ، 40 ] .

وقد تقدم عند قوله تعالى { ولا يحسبَنّ الذين كفروا سبقوا } في سورة [ الأنفال : 59 ] . والمعنى : أم حسبوا أن قد شفوا غيظهم من المؤمنين ، فهم بذلك غلبوا أولياءنا فغلبونا .

وجملة { ساء ما يحكمون } ذمّ لحسبانهم ذلك وإبطال له . فهي مقررة لمعنى الإنكار في جملة { أم حَسِبَ الذين يعملون السيئات } فلها حكم التوكيد فلذلك فصلت .

وهذه الجملة تقتضي أن يكون هذا الحسبان واقعاً منهم . ومعنى وقوعه : أنهم اعتقدوا ما يساوي هذا الحسبان لأنهم حين لم يستطع المؤمنون رد فتنتهم قد اغتروا بأنهم غلبوا المؤمنين ، وإذ قد كان المؤمنون يدعون إلى الله دون الأصنام فمَنْ غلبهم فقد حسب أنه غلب من يدعون إليه وهم لا يشعرون بهذا الحسبان ، فافهمه .

والحُكم مستعمل في معنى الظن والاعتقاد تهكماً بهم بأنهم نصبوا أنفسهم منصب الذي يحكم فيطاع و { ما يحكمون } موصول وصلته ، أي ساء الحكم الذي يحكمونه .

وهذه الآية وإن كانت واردة في شأن المشركين المؤذين للمؤمنين فهي تشير إلى تحذير المسلمين من مشابهتهم في اقتراف السيئات استخفافاً بوعيد الله عليها لأنهم في ذلك يأخذون بشيء من مشابهة حسبان الانفلات ، وإن كان المؤمن لا يظن ذلك ولكنه ينزل منزلة من يظنه لإعراضه عن الوعيد حين يقترف السيئة .

قراءة سورة العنكبوت

المصدر : إعراب : أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون