القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 40 سورة الإسراء - أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما

سورة الإسراء الآية رقم 40 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 40 من سورة الإسراء - إعراب القرآن الكريم - سورة الإسراء : عدد الآيات 111 - - الصفحة 286 - الجزء 15.

﴿ أَفَأَصۡفَىٰكُمۡ رَبُّكُم بِٱلۡبَنِينَ وَٱتَّخَذَ مِنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ إِنَٰثًاۚ إِنَّكُمۡ لَتَقُولُونَ قَوۡلًا عَظِيمٗا ﴾
[ الإسراء: 40]

﴿ إعراب: أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما ﴾

(أَفَأَصْفاكُمْ) الهمزة للاستفهام والفاء استئنافية وماض ومفعوله المقدم والجملة مستأنفة (رَبُّكُمْ) فاعل مؤخر والكاف مضاف إليه (بِالْبَنِينَ) متعلقان بأصفاكم وهو مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم (وَاتَّخَذَ) الواو عاطفة وماض فاعله مستتر والجملة معطوفة (مِنَ الْمَلائِكَةِ) متعلقان باتخذ (إِناثاً) مفعول به أول أما مفعوله الثاني فهو من الملائكة (إِنَّكُمْ) إن واسمها والجملة تعليل لا محل لها (لَتَقُولُونَ) اللام المزحلقة ومضارع مرفوع والواو فاعل والجملة خبر (قَوْلًا) مفعول مطلق (عَظِيماً) صفة


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 40 - سورة الإسراء

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

تفريع على مقدر يدل على تقديره المفرع عليه . والتقدير : أفضلكم الله فأعطاكم البنين وجعل لنفسه البنات . ومناسبته لما قبله أن نسبة البنات إلى الله ادعاء آلهة تنتسب إلى الله بالبنوة ، إذ عبد فريق من العرب الملائكَة كما عبدوا الأصنام ، واعتلوا لعبادتهم بأن الملائكة بنات الله تعالى كما حكى عنهم في قوله : { وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا إلى قوله : { وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم } [ الزخرف : 19 20 ]. فلما نهوا عن أن يجعلوا مع الله إلهاً آخر خصص بالتحذير عبادة الملائكة لئلا يتوهموا أن عبادة الملائكة ليست كعبادة الأصنام لأن الملائكة بنات الله ليتوهموا أن الله يرضى بأن يعبدوا أبناءه .

وقد جاء إبطال عبادة الملائكة بإبطال أصلها في معتقدهم ، وهو أنهم بنات الله ، فإذا تَبَيّنَ بطلان ذلك علموا أن جعلهم الملائكة آلهة يساوي جعلهم الأصنام آلهة .

فجملة { أفأصفاكم ربكم بالبنين } إلى آخرها متفرعة على جملة { ولا تجعل مع اللَّه إلها آخر } [ الإسراء : 39 ] تفريعاً على النهي كما بيناه باعتبار أن المنهي عنه مشتمل عمومه على هذا النوع الخاص الجدير بتخصيصه بالإنكار وهو شبيه ببدل البعض . فالفاء للتفريع وحقها أن تقع في أول جملتها ولكن أخرها أن للاستفهام الصدر في أسلوب الكلام العربي . وهذا هو الوجه الحسن في موقع حروف العطف مع همزة الاستفهام .

وبعض الأيمة يجعل الاستفهام في مثل هذا استفهاماً على المعطوف والعاطف . والاستفهام إنكار وتهكم .

والإصفاء : جعل الشيء صَفْوا ، أي خَالصاً ، وتعدية أصفى إلى ضمير المخاطبين على طريقة الحذف والإيصال ، وأصله : أفأصفى لكم . وقوله : بالبنين } الباء فيه إما مزيدة لتوكيد لصوق فعل ( أصفى ) بمفعوله . وأصله : أفأصفى لكم ربكم البنين ، كقوله تعالى : { وامسحوا برءوسكم } [ المائدة : 6 ] ؛ أو ضمّن أصفى معنى آثر فتكون الباء للتعدية دالة على معنى الاختصاص بمجرورها ، فصار ( أصفى ) مع متعلقه بمنزلة فعلين ، أي قصر البنين عليكم دونه ، أي جعل لم البنين خالصة لا يساويكم هو بأمثالهم ، وجعل لنفسه الإناث التي تكرهونها . وفساد ذلك ظاهر بأدنى نظر فإذا تبين فساده على هذا الوضع فقد تبين انتفاء وقوعه إذ هو غير لائق بجلال الله تعالى . وقد تقدم هذا عند قوله تعالى : { ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون } في سورة [ النحل : 57 ]. وقوله : { إن يدعون من دونه إلا إناثاً } في [ النساء : 117 ].

وجملة { إنكم لتقولون قولاً عظيماً } تقرير لمعنى الإنكار وبيان له ، أي تقولون : اتخذ الله الملائكة بنات . وأكد فعل «تقولون» بمصدره تأكيداً لمعنى الإنكار . وجَعْله مجرد قول لأنه لا يعدو أن يكون كلاماً صدر عن غير روية ، لأنه لو تأمله قائله أدنى تأمل لوجده غير داخل تحت قضايا المقبول عقلاً .

والعظيم : القوي . والمراد هنا أنه عظيم في الفساد والبطلاننِ بقرينة سياق الإنكار .

ولا أبلغ في تقبيح قولهم من وصفه بالعظيم ، لأنه قول مدخول من جوانبه لاقتضائه إيثار الله بأدْوَن صنفي البنوة مع تخويلهم الصنف الأشرف . ثم ما يقتضيه ذلك من نسبته خصائص الأجسام لله تعالى من تركيب وتولد واحتياج إلى الأبناء للإعانة وليخلُفوا الأصل بعد زواله ، فأي فساد أعظم من هذا .

وفي قوله : { اتخذ } إيماء إلى فساد آخر ، وهو أنهم يقولون : { اتخذ الله ولداً } [ البقرة : 116 ]. والاتخاذ يقتضي أنه خَلقه ليتخذه ، وذلك ينافي التولد فكيف يلتئم ذلك مع قوله : الملائكة بنات الله من سروات الجن ، وكيف يخلق الشيء ثم يكون ابناً له فذلك في البطلان ضغث على إبّالة .

قراءة سورة الإسراء

المصدر : إعراب : أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما