إعراب الآية 43 من سورة مريم - إعراب القرآن الكريم - سورة مريم : عدد الآيات 98 - - الصفحة 308 - الجزء 16.
(يا أَبَتِ) مر إعرابها في الآية السابقة (إِنِّي) إن واسمها والجملة مقول القول (قَدْ) حرف تحقيق (جاءَنِي) ماض والنون للوقاية والياء مفعوله المقدم (مِنَ الْعِلْمِ) متعلقان بجاءني (ما) اسم موصول في محل رفع فاعل مؤخر (لَمْ) حرف جازم (يَأْتِكَ) مضارع مجزوم بحذف حرف العلة والكاف مفعوله وفاعله مستتر والجملة صلة لا محل لها (فَاتَّبِعْنِي) الفاء الفصيحة لأنها أفصحت عن شرط سابق والتقدير إن شئت الهداية فاتبعني والجملة معطوفة (أَهْدِكَ) مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه حذف حرف العلة والكاف مفعوله الأول وفاعله مستتر (صِراطاً) مفعول به ثان (سَوِيًّا) صفة لصراطا
يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43)
إعادة ندائه بوصف الأبوّة تأكيد لإحضار الذهن ولإمحاض النصيحة المستفاد من النداء الأول . قال في «الكشاف» : «ثم ثنى بدعوته إلى الحق مترفقاً به متلطفاً ، فلم يَسِمْ أباه بالجهل المفرط ولا نفسه بالعلم الفائق ولكنه قال : إن معي طائفة من العلم ليست معك ، وذلك عِلم الدلالة على الطريق السويّ ، فلا تستنكف ، وهب أني وإياك في مسير وعندي معرفة بالهداية دونك فاتبعني أنجك من أن تضل وتتيه» اه . ذلك أن أباه كان يرى نفسه على علم عظيم لأنه كان كبير ديانة قومه . وأراد إبراهيم علم الوحي والنبوءة .
وتفريع أمره بأن يتبعه على الإخبار بما عنده من العلم دليل على أن أحقية العالِم بأن يُتبع مركوزة في غريزة العقول لم يزل البشر يتقصّون مظانّ المعرفة والعلم لجلب ما ينفع واتقاءِ ما يضر ، قال تعالى : { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } [ النحل : 43 ]
وفي قوله : { أهدك صراطاً سوياً استعارة مكنية؛ شبه إبراهيم بهادي الطريق البصير بالثنايا ، وإثبات الصراط السويّ قرينة التشبيه ، وهو أيضاً استعارة مصرحة بأن شبه الاعتقاد الموصل إلى الحق والنجاة بالطريق المستقيم المبلغ إلى المقصود .
ويا أبت تقدّم الكلام على نظيره قريباً .
المصدر : إعراب : ياأبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا