إعراب الآية 44 من سورة إبراهيم - إعراب القرآن الكريم - سورة إبراهيم : عدد الآيات 52 - - الصفحة 261 - الجزء 13.
(وَأَنْذِرِ) فعل أمر فاعله مستتر (النَّاسَ) مفعول به أول والجملة معطوفة على ما سبق (يَوْمَ) مفعول به ثان (يَأْتِيهِمُ الْعَذابُ) مضارع وفاعله والهاء مفعوله والجملة مضاف إليه (فَيَقُولُ) الفاء عاطفة (يقول) مضارع مرفوع (الَّذِينَ) اسم موصول فاعل والجملة معطوفة (ظَلَمُوا) ماض وفاعله والجملة صلة (رَبَّنا) منادى بأداة نداء محذوفة منصوب ونا مضاف إليه (أَخِّرْنا) فعل دعاء وفاعله والجملة مقول القول (إِلى أَجَلٍ) جار ومجرور متعلقان بأخّرنا (قَرِيبٍ) صفة لأجل (نُجِبْ) مضارع فاعله مستتر وهو مجزوم لأنه جواب الطلب والجملة لا محل لها من الإعراب (دَعْوَتَكَ) مفعول به والكاف مضاف إليه (وَنَتَّبِعِ) معطوف على نجب مجزوم مثله وفاعله مستتر وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين (الرُّسُلَ) مفعول به منصوب (أَوَلَمْ) الهمزة للاستفهام والواو عاطفة لم جازمة (تَكُونُوا) مضارع ناقص مجزوم والواو اسمها والجملة مقول القول لفعل محذوف أي فيقال لهم هذا القول (أَقْسَمْتُمْ) ماض وفاعله والجملة خبر (مِنْ قَبْلُ) متعلقان بأقسمتم (ما) نافية (لَكُمْ) متعلقان بالخبر المقدم (مِنْ) حرف جر زائد (زَوالٍ) خبر مجرور لفظا مرفوع محلا والجملة لا محل لها لأنها جواب قسم.
{ وَأَنذِرِ الناس يَوْمَ يَأْتِيهِمُ العذاب فَيَقُولُ الذين ظلموا رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرسل }.
عطف على جملة { ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون } [ إبراهيم : 42 ] ، أي تَسَلّ عنهم ولاتملل من د عوتهم وأنذرهم .
والناس يعم جميع البشر . والمقصود : الكافرون ، بقرينة قوله : يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا }. ولك أن تجعل الناس ناساً معهودين وهم المشركون .
و { يوم يأتيهم العذاب }. منصوب على أنه مفعول ثاننٍ ل { أنذر } ، وهو مضاف إلى الجملة . وفعل الإنذار يتعدى إلى مفعول ثاننٍ على التوسع لتضمينه معنى التحذير ، كما في الحديث «ما من نبي إلا أنذر قومه الدجال» .
وإتيان العذاب مستعمل في معنى وقوعه مجازاً مرسلاً .
والعذاب : عذاب الآخرة ، أو عذاب الدنيا الذي هُدّد به المشركون . و { الذين ظلموا } : المشركون .
وطلب تأخير العذاب إن كان مراداً به عذاب الآخرة فالتأخير بمعنى تأخير الحساب ، أي يقول الذين ظلموا : أرجعنا إلى الدنيا لنجيب دعوتك . وهذا كما في قوله تعالى : { رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت } [ سورة المؤمنون : 99 ، 100 ] ، فالتأخير مستعمل في الإعادة إلى الحياة الدنيا مجازاً مرسلاً بعلاقة الأول . والرسل جميع الرسل الذي جاءُوهم بدعوة الله .
وإن حمل على عذاب الدنيا فالمعنى : أن المشركين يقولون ذلك حين يرون ابتداء العذاب فيهم . فالتأخير على هذا حقيقة . والرسل على هذا المحمل مستعمل في الواحد مجازاً ، والمراد به محمد .
والقريب : القليل الزمن . شبه الزمان بالمسافة ، أي أخّرنا مقدار ما نجيب به دعوتك .
{ أَوَلَمْ تكونوا أَقْسَمْتُمْ مِّن قَبْلُ مَا لَكُمْ مِّن زَوَالٍ } { وَسَكَنتُمْ فِى مساكن الذين ظلموا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأمثال }
لما ذُكر قبل هذه الجملة طلب الذين ظلموا من ربهم تعين أن الكلام الواقع بعدها يتضمن الجواب عن طلبهم فهو بتقدير قول محذوف ، أي يقال لهم . وقد عُدل عن الجواب بالإجابة أو الرفض إلى التقرير والتوبيخ لأن ذلك يستلزم رفض ما سألوه .
وافتتحت جملة الجواب بواو العطف تنبيهاً على معطوف عليه مقدر هو رفض ما سَألوه ، حُذف إيجازاً لأن شأن مستحق التوبيخ أن لا يعطى سؤله . التقدير كلا وألَم تكونوا أقسمتم . . الخ .
والزوال : الانتقال من المكان . وأريد به هنا الزوال من القبور إلى الحساب .
وحذف متعلق { زوال } لظهور المراد ، قال تعالى : { وأقسموا بالله جهَد أيمانهم لا يبعث الله من يموت } [ سورة النحل : 38 ].
وجملة { ما لكم من زوال } بيان لجملة { أقسمتم }. وليست على تقدير قول محذوف ولذلك لم يسرع فيها طريق ضمير المتكلم فلم يقل : ما لنا من زوال ، بل جيء بضمير الخطاب المناسب لقوله : { أولم تكونوا أقسمتم }.
وهذا القسم قد يكون صادر من جميع الظالمين حين كانوا في الدنيا لأنهم كانوا يتلقون تعاليم واحدة في الشرك يتلقاها الخلف عن سلفهم .
ويجوز أن يكون ذلك صادراً من معظم هذه الأمم أو بعضها ولكن بقيتهم مضمرون لمعنى هذا القسم .
وكذلك الخطاب في قوله : { وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم } فإنه يعم جميع أمم الشرك عدا الأمة الأولى منهم . وهذا من تخصيص العموم بالعقل إذ لا بد أن تكون الأمة الأولى من أهل الشرك لم تسكن في مساكن مشركين .
المصدر : إعراب : وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل