إعراب الآية 44 من سورة آل عمران - إعراب القرآن الكريم - سورة آل عمران : عدد الآيات 200 - - الصفحة 55 - الجزء 3.
(ذلِكَ) ذا اسم إشارة مبتدأ واللام للبعد والكاف للخطاب (مِنْ أَنْباءِ) متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ (الْغَيْبِ) مضاف إليه (نُوحِيهِ إِلَيْكَ) فعل مضارع والهاء مفعوله والفاعل نحن والجار والمجرور متعلقان بنوحي، والجملة في محل نصب حال (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ) الواو حالية. ما نافية وكان ملة في محل جر بالإضافة (أَيُّهُمْ) اسم استفهام مبتدأ وجملة (يَكْفُلُ مَرْيَمَ) خبره. وجملة (أَيُّهُمْ يَكْفُلُ) مفعول به.
(وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) عطف على جملة (وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ) الأولى وهي مثلها في إعرابها.
وقوله : { وما كنت لديهم } إيماء إلى خلوّ كتبهم عن بعض ذلك ، وإلاّ لقال : وما كنت تتلو كُتبهم مثل : «وما كنت تتلو من قبله من كتاب» أي إنّك تخبرهم عن أحوالهم كأنّك كنت لديهم .
وقوله : { إذ يلقون أقلامهم } وهي الأقلام التي يكتبون بها التوراة كانوا يقترعون بها في المشكلات : بأن يكتبوا عليها أسماء المقترعين أو أسماء الأشياء المقترع عليها ، والناس يصيرون إلى القرعة عند انعدام ما يرجّح الحق ، فكان أهل الجاهلية يستقسمون بالأزلام وجعل اليهود الاقتراع بالأقلام التي يكتبون بها التوراة في المِدراس رجاء أن تكون بركتها مرشدة إلى ما هو الخيْر . وليس هذا من شعار الإسلام وليس لإعمال القرعة في الإسلام إلاّ مواضع تمييز الحقوق المتساوية من كل الجهات وتفصيله في الفقه . وأشارت الآية إلى أنّهم تنازعوا في كفالة مريم حين ولدتها أمها حنّة ، إذ كانت يتيمة كما تقدم فحصل من هذا الامتنان إعلام بأنّ كفالة زكرياء مريم كانت بعد الاستقسام وفيه تنبيه على تنافسهم في كفالتها .
المصدر : إعراب : ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم