إعراب الآية 45 من سورة مريم - إعراب القرآن الكريم - سورة مريم : عدد الآيات 98 - - الصفحة 308 - الجزء 16.
(يا أَبَتِ) تقدم إعرابها (إِنِّي) إن والياء اسمها والجملة مقول القول (أَخافُ) مضارع فاعله مستتر والجملة خبر إني (أَنْ) ناصبة (يَمَسَّكَ) مضارع منصوب بأن والكاف مفعوله (عَذابٌ) فاعل مؤخر (مِنَ الرَّحْمنِ) متعلقان بيمسك (فَتَكُونَ) الفاء عاطفة ومضارع ناقص واسمه محذوف تقديره أنت (لِلشَّيْطانِ) متعلقان بالخبر وليا (وَلِيًّا) خبر والجملة معطوفة.
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)
لا جرم أنه لما قرر له أن عبادته الأصنام اتّباع لأمر الشيطان عصيّ الرحمان انتقل إلى توقع حرمانه من رحمة الله بأن يحلّ به عذاب من الله ، فحذره من عاقبة أن يصير من أولياء الشيطان الذين لا يختلف البشر في مذمتهم وسوء عاقبتهم ، ولكنهم يندمجون فيهم عن ضلال بمآل حالهم .
وللإشارة إلى أن أصل حلول العذاب بمن يحلّ به هو الحرمان من الرحمة في تلك الحالة؛ عبر عن الجلالة بوصف الرحمان للإشارة إلى أن حلول العذاب ممن شأنُه أن يرحم إنما يكون لفظاعة جرمه إلى حد أن يحرمه من رحمته مَن شأنه سعة الرحمة .
والولي : الصاحب والتابع ومن حالهما حال واحدة وأمرهما جميع؛ فكني بالولاية عن المقارنة في المصير .
والتعبير بالخوف الدال على الظن دون القطع تأدب مع الله تعالى بأن لا يُثبت أمراً فيما هو من تصرف الله ، وإبْقاء للرجاء في نفس أبيه لينظر في التخلّص من ذلك العذاب بالإقلاع عن عبادة الأوثان .
ومعنى : { فتكون للشيطان وليا فتكون في اتباع الشيطان في العذاب . وتقدّم الكلام على يا أبت قريباً .
المصدر : إعراب : ياأبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا