إعراب الآية 46 من سورة النور - إعراب القرآن الكريم - سورة النور : عدد الآيات 64 - - الصفحة 356 - الجزء 18.
(لَقَدْ) اللام واقعة في جواب القسم وقد حرف تحقيق (أَنْزَلْنا) ماض وفاعله وجملة جواب القسم لا محل لها (آياتٍ) مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم (مُبَيِّناتٍ) صفة لآيات منصوبة (وَاللَّهُ) لفظ الجلالة مبتدأ والجملة مستأنفة (يَهْدِي) مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وفاعله مستتر (مَنْ) اسم موصول مفعول به (يَشاءُ) مضارع فاعله محذوف والجملة صلة (إِلى صِراطٍ) متعلقان بيهدي (مُسْتَقِيمٍ) صفة.
لَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (46)
تذييل للدلائل والعبر السالفة وهو نتيجة الاستدلال ولذلك ختم بقوله : { والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم } ، أي إن لم يهتد بتلك الآيات أهل الضلالة فذلك لأن الله لم يهدهم لأنه يهدي من يشاء . والمراد بالآيات هنا آيات القرآن كما يقتضيه فعل { أنزلنا } ولذلك لم تعطف هذه الجملة على ما قبلها بعكس قوله السابق { ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات } [ النور : 34 ] .
ولما كان المقصود من هذا إقامة الحجة دون الامتنان لم يقيد إنزال الآيات بأنه إلى المسلمين كما قيد في قوله تعالى قبله : { ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات } [ النور : 34 ] كما تقدم .
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب { مبينات } بفتح الياء على صيغة اسم المفعول ، أي بيَّنها الله ووضحها ببلاغتها وقوة حجتها . وقرأ الباقون بكسر الياء على صيغة اسم الفاعل ، فإسناد التبيين إلى الآيات على هذه القراءة مجاز عقلي لأنها سبب البيان .
والمعنى أن دلائل الحق ظاهرة ولكن الله يقدِّر الهداية إلى الحق لمن يشاء هدايته .
المصدر : إعراب : لقد أنـزلنا آيات مبينات والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم