إعراب الآية 48 من سورة التوبة - إعراب القرآن الكريم - سورة التوبة : عدد الآيات 129 - - الصفحة 195 - الجزء 10.
(لَقَدِ) اللام رابطة لجواب لقسم المحذوف. قد حرف تحقيق.
(ابْتَغَوُا) فعل ماض وفاعله (الْفِتْنَةَ) مفعوله.
(مِنْ قَبْلُ) متعلقان بحال محذوفة، والجملة لا محل لها جواب القسم المقدر.
(وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ) لك متعلقان بالفعل والجملة الفعلية معطوفة.
(حَتَّى) حرف غاية وجر. والمصدر المؤول من أن المضمرة والفعل (جاءَ الْحَقُّ) بعدها في تأويل مصدر في محل جر بحتى والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف أي واستمروا حتى مجيء الحق.
(وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ) ماض وفاعله ولفظ الجلالة مضاف إليه.
(وَهُمْ كارِهُونَ) مبتدأ وخبر والجملة الاسمية في محل نصب حال، والواو حالية.
الجملة تعليل لقوله : { يبغونكم الفتنة } [ التوبة : 47 ] لأنّها دليل بأنّ ذلك ديدن لهم من قبل ، إذ ابتغوا الفتنة للمسلمين وذلك يومَ أحد إذ انخزل عبد الله بن أبي ابنُ سلول ومن معه من المنافقين بعد أن وصلوا إلى أحد ، وكانوا ثُلث الجيش قصدوا إلقاء الخوف في نفوس المسلمين حين يرون انخزال بعض جيشهم وقال ابن جريج : الذين ابتغوا الفتنة اثنا عشر رجلاً من المنافقين ، وقفوا على ثنية الوداع ليلة العقبة ليفتِكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم
و { قلّبوا } بتشديد اللام مضاعف قلب المخفف ، والمضاعفة للدلالة على قوة الفعل . * فيجوز أن يكون من قلَب الشيء إذا تأمل باطنه وظاهره ليطّلع على دقائق صفاته فتكون المبالغة راجعة إلى الكمّ أي كثرة التقليب ، أي ترددوا آراءهم وأعملوا المكائد والحيل للإضرار بالنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين .
ويجوز أن يكون { قلبوا } من قلب بمعنى فتّش وبحث ، استعير التقليب للبحث والتفتيش لمشابهة التفتيش للتقليب في الإحاطة بحال الشيء كقوله تعالى : { فأصبح يقلب كفيه } [ الكهف : 42 ] فيكون المعنى ، أنّهم بحثوا وتجسَّسوا للاطّلاع على شأن المسلمين وإخبار العدوّ به .
واللام في قوله : { لك } على هذين الوجهين لام العلّة ، أي لأجلك وهو مجمل يبيّنهُ قوله : { لقد ابتغوا الفتنة من قبل } [ التوبة : 48 ]. فالمعنى اتّبعوا فتنة تظهر منك ، أي في أحوالك وفي أحوال المسلمين .
ويجوز أن يكون { قلبوا } مبالغة في قَلَب الأمر إذا أخفى ما كان ظاهراً منه وأبدَى ما كان خفيّاً ، كقولهم : قَلب له ظهر المِجَن . وتعديته باللام في قوله { لك } ظاهرة .
و { الأمور } جمع أمر ، وهو اسم مبهم مثل شيء كما في قول الموصلي :
ولكن مقاديرٌ جرتْ وأمور ... والألف واللام فيه للجنس ، أي أموراً تعرفون بعضها ولا تعرفون بعضاً .
و { حتى } غاية لتقليبهم الأمور .
ومجِيء الحقّ حصوله واستقراره والمراد بذلك زوال ضعف المسلمين وانكشاف أمر المنافقين .
والمراد بظهور أمر الله نصر المسلمين بفتح مكة ودخول الناس في الدين أفواجاً وذلك يكرهه المنافقون .
الظهور والغلبة والنصر .
و { أمر الله } دينه ، أي فلمّا جاء الحقّ وظهر أمر الله علموا أنّ فتنتهم لا تضرّ المسلمين ، فلذلك لم يروا فائدة في الخروج معهم إلى غزوة تبوك فاعتذروا عن الخروج من أول الأمر .
المصدر : إعراب : لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر