القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 5 سورة الفلق - ومن شر حاسد إذا حسد

سورة الفلق الآية رقم 5 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 5 من سورة الفلق - إعراب القرآن الكريم - سورة الفلق : عدد الآيات 5 - - الصفحة 604 - الجزء 30.

﴿ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾
[ الفلق: 5]

﴿ إعراب: ومن شر حاسد إذا حسد ﴾

(وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ) معطوف على ما قبله (إِذا) ظرف زمان (حَسَدَ) ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 5 - سورة الفلق

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

عطف شر الحاسد على شر الساحر المعطوف على شر الليل ، لمناسبة بينه وبين المعطوف عليه مباشرةً وبينه وبين المعطوف عليه بواسطته ، فإن مما يدعو الحاسد إلى أذى المحسود أن يتطلب حصول أذاهُ لتوهم أن السحر يزيل النعمة التي حسده عليها ولأن ثوران وجدان الجسد يكثر في وقت الليل ، لأن الليل وقت الخلوة وخطورِ الخواطر النفسية والتفكر في الأحوال الحافة بالحاسد وبالمحسود .

والحسد : إحساس نفساني مركب من استحسان نعمة في الغير مع تمني زوالها عنه لأجل غيرة على اختصاص الغير بتلك الحالة أو على مشاركته الحاسد فيها . وقد يطلق اسم الحسد على الغبطة مجازاً .

والغبطة : تمنّي المرء أن يكون له من الخير مثلُ ما لمن يروق حاله في نظره ، وهو محمل الحديث الصحيح : « لا حَسَدَ إلا في اثنتين » أي لا غبطة ، أي لا تحق الغبطة إلا في تينك الخصلتين ، وقد بين شهاب الدين القرافي الفرق بين الحسد والغبطة في الفرق الثامن والخمسين والمائتين .

فقد يغلب الحسدُ صبرَ الحاسد وأناتَه فيحمله على إيصال الأذى للمحسود بإتلاف أسباب نعمته أو إهلاكه رأساً . وقد كان الحسد أولَ أسباب الجنايات في الدنيا إذ حسد أحد ابني آدم أخاه على أن قُبِل قربانه ولم يقبل قُربان الآخر ، كما قصّه الله تعالى في سورة العقود .

وتقييد الاستعاذة من شره بوقت : { إذا حسد } لأنه حينئذ يندفع إلى عمل الشر بالمحسُود حين يجيش الحسد في نفسه فتتحرك له الحيل والنوايا لإِلحاق الضرّ به . والمراد من الحسد في قوله : { إذا حسد } حسد خاص وهو البالغ أشد حقيقته ، فلا إشكال في تقييد الحسد ب { حسد } وذلك كقول عمرو بن معد يكرب :

وبَدَت لميسُ كأنَّها ... بَدْرُ السماءِ إذا تَبَدَّى

أي تجلى واضحاً منيراً .

ولما كان الحسد يستلزم كون المحسود في حالة حسنة كثر في كلام العرب الكناية عن السيد بالمحسود ، وبعكسه الكناية عن سيّىء الحال بالحاسد ، وعليه قول أبي الأسود :

حسدوا الفتى أن لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداءٌ له وخصوم

كضرائرِ الحسناء قُلْنَ لوجهها ... حَسَداً وبُغضاً إنّه لَمشُوم

وقول بشار بن بُرد

: ... إن يحْسدوني فإني غيرُ لائمهم

قَبْلي من الناس أهلُ الفَضْل قد حُسِدوا ... فدَام لي ولَهُم مَا بي وما بِهِمُ

وماتَ أكْثَرُنَا غَيْظاً بِمَا يَجِد ...

قراءة سورة الفلق

المصدر : إعراب : ومن شر حاسد إذا حسد