إعراب الآية 54 من سورة يوسف - إعراب القرآن الكريم - سورة يوسف : عدد الآيات 111 - - الصفحة 242 - الجزء 13.
(وَقالَ الْمَلِكُ) الواو عاطفة وفعل ماض وفاعل والجملة معطوفة (ائْتُونِي) أمر والواو فاعله والنون للوقاية والياء مفعول به والجملة مقول القول (بِهِ) متعلقان بما قبله (أَسْتَخْلِصْهُ) مضارع مجزوم بجواب الطلب وفاعله مستتر والهاء مفعول به والجملة مقول القول (لِنَفْسِي) متعلقان بأستخلصه (فَلَمَّا) الفاء استئنافية ولما الحينية وفاعله مستتر والهاء مفعوله والجملة مضاف إليه (قالَ إِنَّكَ) إن واسمها (لَدَيْنا) لدي ظرف مكان ونا مضاف إليه متعلق بمكين (مَكِينٌ أَمِينٌ) خبران لإن وجملة إنك إلخ في محل نصب مقول القول
السين والتاء في { أستخلصه } للمبالغة ، مثلها في استجاب واستأجر . والمعنى أجْعَلْه خالصاً لنفسي ، أي خاصّاً بي لا يشاركني فيه أحد . وهذا كناية عن شدة اتصاله به والعمل معه . وقد دلّ الملكَ على استحقاق يوسف عليه السلام تقريبَهُ منه ما ظهر من حكمته وعلمه ، وصبره على تحمّل المشاق ، وحسن خلقه ، ونزاهته ، فكل ذلك أوجب اصطفاءه .
وجملة { فلما كلمه } مفرّعة على جملة محذوفة دل عليها { وقال الملك ائتوني به }. والتقدير : فأتوه به ، أي بيوسف عليه السلام فحضر لديه وكلّمه { فلما كلمه }.
والضمير المنصوب في { كلمه } عائد إلى الملك ، فالمكلّم هو يوسف عليه السلام . والمقصود من جملة { فلما كلمه } إفادة أن يوسف عليه السلام كلم الملك كلاماً أعجب الملك بما فيه من حكمة وأدب . ولذلك فجملة { قال إنك اليوم لدينا مكين أمين } جواب ( لَمّا ). والقائل هو الملك لا محالة .
والمكين : صفة مشبهة من مكُن بضم الكاف إذا صار ذا مكانة ، وهي المرتبة العظيمة ، وهي مشتقة من المكان .
والأمين : فعيل بمعنى مفعول ، أي مأمون على شيء ، أي موثوق به في حفظه .
وترتّب هذا القول على تكليمه إياه دالّ على أن يوسف عليه السلام كلّم الملك كلام حكيم أديب فلما رأى حسن منطقه وبلاغة قوله وأصالة رأيه رآه أهلاً لثقته وتقريبه منه .
وهذه صيغة تولية جامعة لكل ما يحتاج إليه ولي الأمر من الخصال ، لأن المكانة تقتضي العلم والقدرة؛ إذ بالعلم يتمكن من معرفة الخير والقصد إليه ، وبالقدرة يستطيع فعل ما يبدو له من الخير؛ والأمانة تستدعي الحكمة والعدالة ، إذ بالحكمة يوثر الأفعال الصالحة ويترك الشهوات الباطلة ، وبالعدالة يوصل الحقوق إلى أهلها . وهذا التنويه بشأنه والثناء عليه تعريض بأنه يريد الاستعانة به في أمور مملكته وبأن يقترح عليه ما يرجو من خير ، فلذلك أجابه بقوله : { اجعلني على خزائن الأرض}.
المصدر : إعراب : وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا