إعراب الآية 59 من سورة التوبة - إعراب القرآن الكريم - سورة التوبة : عدد الآيات 129 - - الصفحة 196 - الجزء 10.
(وَلَوْ) والواو استئنافية. لو حرف شرط غير جازم (أَنَّهُمْ) أن واسمها.
(رَضُوا) فعل ماض والواو فاعل (ما) اسم الموصول مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر أن. وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل الشرط المحذوف أي ولو ثبت رضاهم.. وجواب الشرط محذوف تقديره لكان خيرا لهم.
(آتاهُمُ اللَّهُ) فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والهاء مفعول به.
(اللَّهُ) لفظ الجلالة فاعل والجملة صلة الموصول.
(وَرَسُولُهُ) عطف.
(وَقالُوا) الجملة معطوفة على رضوا.
(حَسْبُنَا) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة. ونا ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
(اللَّهُ) لفظ الجلالة خبر والجملة الاسمية في محل نصب مفعول به.
(سَيُؤْتِينَا) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل. ونا مفعول به.
(اللَّهُ) لفظ الجلالة فاعل، والجملة مقول القول.
(مِنْ فَضْلِهِ) متعلقان بحال محذوفة.
(وَرَسُولُهُ) عطف (إِنَّا) إن واسمها و(راغِبُونَ) خبرها.
(إِلَى اللَّهِ) متعلقان بالخبر و(راغِبُونَ) والجملة مقول القول.
جملة معطوفة على جملة : { ومنهم من يلمزك في الصدقات } [ التوبة : 58 ] باعتبار ما تفرّع عليها من قوله : { فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون } [ التوبة : 58 ] عطفاً ينبىء عن الحالة المحمودة ، بعد ذكر الحالة المذمومة .
وجواب { لو } محذوف دلّ عليه المعطوف عليه ، وتقديره : لكان ذلك خيراً لهم .
والإيتاء : الإعطاء ، وحقيقته إعطاء الذوات ويطلق مجازاً على تعيين المواهب كما في { وآتاه الله الملك والحكمة } [ البقرة : 251 ] وفي { ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء } [ المائدة : 54 ].
وقوله : { ما آتاهم الله } من هذا القبيل ، أي ما عيّنه لهم ، أي لِجماعتهم من الصدقات بنوطها بأوصاف تحقّقت فيهم كقوله : { إنما الصدقات للفقراء } [ التوبة : 60 ] الآية .
وإيتاء الرسول صلى الله عليه وسلم إعطاؤه المال لمن يرى أن يعطيه ممّا جعل الله له التصرّف فيه ، مثل النفَل في المغانم ، والسلَب ، والجوائز ، والصلات ، ونحو ذلك ، ومنه إعطاؤه من جعل الله لهم الحقّ في الصدقات .
ويجوز أن يكون إيتاء الله عين إيتاء الرسول عليه الصلاة والسلام وإنّما ذكر إيتاء الله للإشارة إلى أنّ ما عينه لهم الرسول صلى الله عليه وسلم هو ما عيّنه الله لهم ، كما في قوله : { سيؤتينا الله من فضله ورسوله } أي ما أوحى الله به إلى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعطيهم وقوله : { قل الأنفال لله والرسول } [ الأنفال : 1 ].
وحسب : اسم بمعنى الكافي ، والكفاية تستعمل بمعنى الاجتزاء ، وتستعمل بمعنى ولي مهمّ المكفي ، كما في قوله تعالى : { وقالوا حسبنا الله } وهي هنا من المعنى الأول .
ورضي إذا تعدّى إلى المفعول دلّ على اختيارِ المرضيّ ، وإذا عدّي بالباء دلّ على أنّه صار راضياً بسبب ما دخلت عليه الباء ، كقوله : { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } [ التوبة : 38 ]. وإذا عدّي ب ( عن ) فمعناه أنّه تجاوز عن تقصيره أو عن ذنبه { فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } [ التوبة : 96 ].
فالقول هنا مراد به الكلام مع الاعتقاد ، فهو كناية عن اللازم مع جواز إرادة الملزوم ، فإذا أضمروا ذلك في أنفسهم فذلك من الحالة الممدوحة ولكن لمّا وقع هذا الكلام في مقابلة حكاية اللَّمز في الصدقات ، واللَّمز يكون بالكلام دلالة على الكراهية ، جعل ما يدلّ على الرضا من الكلام كناية عن الرضى .
وجملة { سيؤتينا الله من فضله ورسوله } بيان لجملة { حسبنا الله } لأنّ كفاية المهمّ تقتضي تعهّد المكفي بالعوائد ودفع الحاجة ، والإيتاءُ فيه بمعنى إعطاء الذوات .
والفضل زيادة الخير والمنافع { إن الله لذو فضل على الناس } [ غافر : 61 ] والفضل هنا المعطَى : من إطلاق المصدر وإرادة المفعول ، بقرينة من التبعيضية ، ولو جعلت { من } ابتدائية لصحّت إرادة معنى المصدر .
وجملة { إنا إلى الله راغبون } تعليل . أي لأنّنا راغبون فضله .
وتقديم المجرور لإفادة القصر ، أي إلى الله راغبون لا إلى غيره ، والكلام على حذف مضاف ، تقديره : إنّا راغبون إلى ما عيّنه الله لنا لا نطلب إعطاء ما ليس من حقّنا .
والرغبة الطلب بتأدب .
المصدر : إعراب : ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله