القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 6 سورة الناس - من الجنة والناس

سورة الناس الآية رقم 6 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 6 من سورة الناس - إعراب القرآن الكريم - سورة الناس : عدد الآيات 6 - - الصفحة 604 - الجزء 30.

﴿ مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ ﴾
[ الناس: 6]

﴿ إعراب: من الجنة والناس ﴾

(مِنَ الْجِنَّةِ) الجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من فاعل يوسوس (وَالنَّاسِ) معطوف على الجنة.

تم بعون اللّه تعالى هذا الكتاب والحمد للّه رب العالمين.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 6 - سورة الناس

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)

و { مِن } في قوله : { من الجنة والناس } بيانية بينَتْ { الذي يوسوس في صدور الناس } بأنه جنس ينحلّ باعتبار إرادة حقيقته ، ومجازه إلى صنفين : صنف من الجنّة وهو أصله ، وصنف من الناس وما هو إلا تبع وولي للصنف الأول ، وجمَع الله هذين الصنفين في قوله : { وكذلك جعلنا لكل نبيء عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً } [ الأنعام : 112 ] .

ووجه الحاجة إلى هذا البيان خفاءُ ما ينجرّ من وسوسة نوع الإِنسان ، لأن الأمم اعتادوا أن يحذرهم المصلحون من وسوسة الشيطان ، وربما لا يخطر بالبال أن من الوسواس ما هو شر من وسواس الشياطين ، وهو وسوسة أهل نوعهم وهو أشد خطراً وهم بالتعوذ منهم أجدر ، لأنهم منهم أقرب وهو عليهم أخطر ، وأنهم في وسائل الضر أدخل وأقدر .

ولا يستقيم أن يكون { من } بياناً للناس إذ لا يطلق اسم { الناس } على ما يشمل الجن ومن زعم ذلك فقد أبْعَدَ .

وقُدم { الجنة } على { الناس } هنا لأنهم أصل الوسواس كما علمت بخلاف تقديم الإنس على الجن في قوله تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبيء عدواً شياطين الإنس والجن } [ الأنعام : 112 ] لأن خُبثاء الناس أشد مُخالطة للأنبياء من الشياطين ، لأن الله عصم أنبياءه من تسلط الشياطين على نفوسهم قال تعالى : { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين } [ الحجر : 42 ] فإن الله أراد إبلاغ وحيه لأنبيائه فزكّى نفوسهم من خبث وسوسة الشياطين ، ولم يعصمهم من لحاق ضر الناس بهم والكيد لهم لضعف خطره ، قال تعالى : { وإذْ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماركين } [ الأنفال : 30 ] ولكنه ضمن لرسله النجاة من كل ما يقطع إبلاغ الرسالة إلى أن يتم مراد الله .

والجنة : اسم جمع جني بياء النسب إلى نوع الجن ، فالجني الواحد من نوع الجن كما يقال : إنسيّ للواحد من الإِنس .

وتكرير كلمة { الناس } في هذه الآيات المرتين الأوليين باعتبار معنى واحد إظهارٌ في مقام الإِضمار لقصد تأكيد ربوبية الله تعالى ومِلكه وإلهيته للناس كلهم كقوله تعالى : { يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب } [ آل عمران : 78 ] .

وأما تكريره المرة الثالثة بقوله : { في صدور الناس } فهو إظهار لأجل بُعد المعاد .

وأما تكريره المرة الرابعة بقوله : { من الجنة والناس } فلأنه بيان لأحد صنفي الذي يوسوس في صدور الناس ، وذلك غير ما صَدْق كلمة { الناس } في المرّات السابقة .

والله يكفينا شر الفريقين ، وينفعنا بصالح الثقلين .

تم تفسير «سورة الناس» وبه تم تفسير القرآن العظيم .

يقول محمد الطاهر ابن عاشور : قد وفيتُ بما نويت ، وحقق الله ما ارتجيتُ فجئتُ بما سمح به الجُهد من بيان معاني القرآن ودقائق نظامه وخصائص بلاغته ، مما اقتَبس الذهنُ من أقوال الأيمة ، واقتدح من زَنْد لإِنارة الفكر وإلهاب الهمّة ، وقد جئتُ بما أرجو أن أكون وُفِّقْتُ فيه للإِبانة عن حقائقَ مغفوللٍ عنها ، ودقائق ربما جَلَتْ وجوهاً ولم تَجْلُ كُنْهاً ، فإن هذا مَنَال لا يبلغ العقلُ البشري إلى تمامه ، ومن رام ذلك فقد رام والجوزاءُ دون مَرامِهْ .

وإن كلام رب الناس ، حقيق بأن يُخدم سَعياً على الرأس ، وما أدَّى هذا الحقَّ إلاّ قلَم المفسر يسعَى على القرطاس ، وإن قلمي طالما استَنَّ بشوط فسيح ، وكم زُجر عند الكَلاَللِ والإِعْيَاءِ زَجْر المَنيح ، وإذ قد أتى على التمام فقد حَقَّ له أن يستريح .

قراءة سورة الناس

المصدر : إعراب : من الجنة والناس