القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 63 سورة الأنعام - قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا

سورة الأنعام الآية رقم 63 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 63 من سورة الأنعام - إعراب القرآن الكريم - سورة الأنعام : عدد الآيات 165 - - الصفحة 135 - الجزء 7.

﴿ قُلۡ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَٰتِ ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ تَدۡعُونَهُۥ تَضَرُّعٗا وَخُفۡيَةٗ لَّئِنۡ أَنجَىٰنَا مِنۡ هَٰذِهِۦ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ﴾
[ الأنعام: 63]

﴿ إعراب: قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا ﴾

(قُلْ) الجملة مستأنفة (مَنْ) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ (يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ) مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، تعلق به الجار والمجرور، والكاف مفعوله، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو والجملة مقول القول (الْبَرِّ) مضاف إليه (وَالْبَحْرِ) معطوف، (تَدْعُونَهُ) فعل مضارع والواو فاعله والهاء مفعوله (تَضَرُّعاً) حال منصوبة (وَخُفْيَةً) عطف والجملة في محل نصب حال.

(لَئِنْ أَنْجانا) اللام موطئة للقسم، (إن) حرف شرط جازم (أَنْجانا) فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، ونا ضمير متصل في محل نصب مفعول به وهو في محل جزم فعل الشرط. والجملة مقول لقول محذوف تقديره: تدعونه وتقولون: لئن أنجانا ويمكن أن تكون ابتدائية لأنها جملة الشرط.

(مِنْ هذِهِ) اسم إشارة في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما (لَنَكُونَنَّ) اللام واقعة في جواب القسم نكونن فعل مضارع ناقص مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، واسمها ضمير مستتر تقديره نحن.

(مِنَ الشَّاكِرِينَ) جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبرها، والجملة لا محل لها جواب القسم، وقد حذف جواب الشرط إن، لدلالة جواب القسم عليه حسب القاعدة: إذا اجتمع قسم وشرط فالجواب للسابق.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 63 - سورة الأنعام

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

استئناف ابتدائي . ولمَّا كان هذا الكلام تهديداً وافتتح بالاستفهام التقريري تعيَّن أنّ المقصود بضمائر الخطاب المشركون دون المسلمين . وأصرح من ذلك قوله : { ثم أنتم تشركون }.

وإعادة الأمر بالقول للاهتمام ، كما تقدّم بيانه عند قوله تعالى : { قل أرأيتِكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة } [ الأنعام : 40 ] الآية . والاستفهام مستعمل في التقرير والإلجاء ، لكون ذلك لا ينازعون فيه بحسب عقائد الشرك .

والظلمات قيل على حقيقتها ، فيتعيَّن تقدير مضاف ، أي من إضرار ظلمات البرّ والبحر ، فظلمات البرّ ظلمة الليل التي يلتبس فيها الطريق للسائر والتي يخشى فيها العدوّ للسائر وللقاطن ، أي ما يحصل في ظلمات البرّ من الآفات . وظلمات البحر يخشى فيها الغرق والضلال والعدوّ . وقيل : أطلقت الظلمات مجازاً على المخاوف الحاصلة في البرّ والبحر ، كما يقال : يوم مُظلم إذا حصلت فيه شدائد . ومن أمثال العرب ( رأى الكواكب مُظْهِراً ) ، أي أظلم عليه يومه إظلاماً في عينيه لما لاقاه من الشدائد حتَّى صار كأنَّه ليل يرى فيه الكواكب . والجمع على الوجهين روعي فيه تعدّد أنواع ما يعرض من الظلمات ، على أنَّنا قدّمنا في أوّل السورة أنّ الجمع في لفظ الظلمات جَرى على قانون الفصاحة . وجملة : { تدعونه } حال من الضمير المنصوب في { يُنَجِّكُمْ }.

وقرىء { من ينجِّيكم } بالتشديد لنافع ، وابن كثير ، وابن عامر ، وأبي عمرو ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي ، وأبي جعفر ، وخلف . وقرأه يعقوب بالتخفيف .

والتضرّع : التذلّل ، كما تقدّم في قوله : { لعلَّهم يتضرّعون } في هذه السورة [ 42 ]. وهو منصوب على الحال مؤوّلاً باسم الفاعل . والخفية بضم الخاء وكسرها ضد الجهر . وقرأه الجمهور بضم الخاء . وقرأه أبو بكر عن عاصم بكسر الخاء وهو لغة مثل أسوة وإسوة . وعطف خفية } على { تضرّعاً } إمَّا عطف الحال على الحال كما تعطف الأوصاف فيكون مصدراً مؤوّلاً باسم الفاعل ، وإما أن يكون عطف المفعول المطلق على الحال على أنَّه مبيّن لنوع الدعاء ، أي تدعونه في الظلمات مخفين أصواتكم خشية انتباه العدوّ من النّاس أو الوحوش .

وجملة { لئِن أنجيتنا } في محلّ نصب بقول محذوف ، أي قائلين . وحذف القول كثير في القرآن إذا دلَّت عليه قرينة الكلام . واللام في { لئن } الموّطئة للقسم ، واللام في { لَنكوننّ } لام جواب القسم . وجيء بضمير الجمع إمَّا لأنّ المقصود حكاية اجتماعهم على الدعاء بحيث يدعو كلّ واحد عن نفسه وعن رفاقه . وإمَّا أريد التعبير عن الجمع باعتبار التوزيع مثل : ركِبَ القوم خَيْلَهم ، وإنَّما ركب كلّ واحد فَرَساً .

وقرأ الجمهور { أنجيتنا } بمثناة تحتية بعد الجيم ومثناة فوقية بعد التحتية . وقرأه عاصم ، وحمزة ، والكسائي وخلف { أنجانا } بألف بعد الجيم والضمير عائد إلى { مَنْ } في قوله : { قل من ينجيّكم }.

والإشارة ب { هذه } إلى الظلمة المشاهدة للمتكلِّم باعتبار ما ينشأ عنها ، أو باعتبار المعنى المجازي وهو الشدّة ، أو إلى حالة يعبّر عنها بلفظ مؤنّث مثل الشدّة أو الورطة أو الربْقة .

والشاكر هو الذي يراعي نعمة المنعم فيحسن معاملته كلّما وجد لذلك سبيلاً . وقد كان العرب يرون الشكر حقَّاً عظيماً ويعيّرون من يكفر النعمة .

وقولهم : { من الشاكرين } أبلغ من أن يقال : لنكوننَّ شاكرين ، كما تقدّم عند قوله تعالى : { لقد ضللت إذن وما أنا من المهتدين } [ لأنعام : 56 ].

قراءة سورة الأنعام

المصدر : إعراب : قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا