القرآن الكريم الفهرس التفسير الإعراب الترجمة القرآن mp3
القرآن الكريم

إعراب الآية 65 سورة النحل - والله أنـزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في

سورة النحل الآية رقم 65 : إعراب الدعاس

إعراب الآية 65 من سورة النحل - إعراب القرآن الكريم - سورة النحل : عدد الآيات 128 - - الصفحة 274 - الجزء 14.

﴿ وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَآۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗ لِّقَوۡمٖ يَسۡمَعُونَ ﴾
[ النحل: 65]

﴿ إعراب: والله أنـزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ﴾

(وَاللَّهُ) الواو حرف استئناف ولفظ الجلالة مبتدأ والجملة مستأنفة (أَنْزَلَ) ماض فاعله مستتر والجملة خبر (مِنَ السَّماءِ) متعلقان بأنزل (ماءً) مفعول به (فَأَحْيا) فاء عاطفة وأحيا فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر وفاعله مستتر والجملة معطوفة (بِهِ) متعلقان بأحيا (الْأَرْضَ) مفعول به (بَعْدَ) ظرف زمان متعلق بأحيا (مَوْتِها) مضاف إليه والهاء مضاف إليه (إِنَّ) حرف مشبه بالفعل (فِي ذلِكَ) ذا اسم إشارة واللام للبعد والكاف للخطاب ومتعلقان بخبر مقدم (لَآيَةً) اللام المزحلقة وآية اسم إن (لِقَوْمٍ) متعلقان بمحذوف صفة لآية (يَسْمَعُونَ) مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة في محل جر صفة لقوم.


الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 65 - سورة النحل

﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾

انتهى الكلام المعترض به وعاد الكلام إلى دلائل الانفراد بالخلق مع ما أدمج فيه ذلك من التذكير بالنّعم . فهذه منّة من المنن وعبرة من العبر وحجّة من الحجج المتفرّعة عن التذكير بنعم الله والاعتبار بعجيب صنعه .

عاد الكلام إلى تعداد نعم جمّة ومعها ما فيها من العبر أيضاً جمعاً عجيباً بين الاستدلال ووصلاً للكلام المفارَق عند قوله تعالى : { وبالنجم هم يهتدون } [ سورة النحل : 16 ] ، كما علمته فيما تقدم . فكان ذكر إنزال الماء في الآية السابقة مسوقاً مساق الاستدلال ، وهو هنا مسوق مساق الامتنان بنعمة إحياء الأرض بعد موتها بالماء النازل من السماء .

وبهذا الاعتبار خالفت هذه النّعمة النّعمة المذكورة في قوله سابقاً { هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر } [ سورة النحل : 10 ] باختلاف الغرض الأوّلي ، فهو هنالك الاستدلال بتكوين الماء وهنا الامْتنان .

وبناء الجملة على المسند الفعلي لإفادة التخصيص ، أي الله لا غيره أنزل من السماء ماء . وذلك في معنى قوله تعالى : { هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء } [ سورة الروم : 40 ]. وإظهار اسم الجلالة دون الإضمار الذي هو مقتضى الظاهر لقصد التّنويه بالخبر إذ افتتح بهذا الاسم ، ولأن دلالة الاسم العلم أوضح وأصرح . فهو مقتضى مقام تحقيق الانفراد بالخلق والإنعام دون غيره من شركائهم ، لأن المشركين يقرّون بأن الله هو فاعل هذه الأشياء .

وإحياء الأرض : إخراج ما فيه الحياة ، وهو الكلأ والشجر . وموتها ضد ذلك ، فتعدية فعل ( أحيا ) إلى الأرض تعدية مجازية . وقد تقدم عند قوله تعالى : { فأحيا به الأرض بعد موتها } في سورة البقرة ( 164 ) ، وتقدّم وجه العبرة في آية نزول المطر هنالك .

وجملة { إن في ذلك لآية } مستأنفة . والتأكيد ب { إنّ } ولام الابتداء لأن من لم يهتد بذلك إلى الوحدانية ينكرون أن القوم الذين يسمعون ذلك قد علموا دلالته على الوحدانية ، أي ينكرون صلاحية ذلك للاستدلال .

والإتيان باسم الإشارة دون الضمير ليكون محل الآية جميعَ المذكورات من إنزال المطر وإحياء الأرض به وموتها من قبل الإحياء .

والكلام في «قوم يسمعون» كالكلام في قوله آنفاً : { لقوم يؤمنون } [ سورة النحل : 64 ].

والسمع : هنا مستعمل في لازم معناه على سبيل الكناية ، وهو سماع التدّبر والإنصاف لما تدبّروا به . وهو تعريض بالمشركين الذين لم يفهموا دلالة ذلك على الوحدانية . ولذلك اختير وصف السمع هنا المراد منه الإنصاف والامتثال لأن دلالة المطر وحياة الأرض به معروفة مشهورة ودلالة ذلك على وحدانية الله تعالى ظاهرة لا يصدّ عنها إلا المكابرة .

قراءة سورة النحل

المصدر : إعراب : والله أنـزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في