إعراب الآية 66 من سورة الحج - إعراب القرآن الكريم - سورة الحج : عدد الآيات 78 - - الصفحة 340 - الجزء 17.
(وَهُوَ) الواو استئنافية وهو مبتدأ (الَّذِي) اسم موصول خبر (أَحْياكُمْ) ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والكاف مفعول به والميم للجمع والفاعل مستتر والجملة صلة (ثُمَّ) عاطفة (يُمِيتُكُمْ) مضارع ومفعوله (ثُمَّ) حرف عطف (يُحْيِيكُمْ) مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل مستتر والكاف مفعول به والميم للجمع والجملة معطوفة (إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ) إن واسمها وخبرها واللام المزحلقة والجملة مستأنفة.
وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)
{
بعد أن أُدمج الاستدلال على البعث بالمواعظ والمنن والتذكير بالنعم أُعيد الكلام على البعث هنا بمنزلة نتيجة القياس ، فذُكّر الملحدون بالحياة الأولى التي لا ريب فيها ، وبالإماتة التي لا يرتابون فيها ، وبأن بعد الإماتة إحياء آخر كما أخذ من الدلائل السابقة . وهذا محل الاستدلال ، فجملة { وَهُوَ الذى أَحْيَاكُمْ } [ الحج : 65 ] لأن صدر هذه من جملة النِعم فناسب أن تعطف على سابقتها المتضمنة امتناناً واستدلالاً كذلك .
{ إِنَّ الإنسان لَكَفُورٌ }
تذييل يجمع المقصد من تعداد نعم المُنعم بجلائل النعم المقتضية انفراده باستحقاق الشكر واعتراف الخلق له بوحدانية الربوبية .
وتوكيد الخبر بحرف ( إنّ ) لتنزيلهم منزلة المنكر أنهم كفراء .
والتعريف في { الإنسان } تعريف الاستغراق العرفي المؤذن بأكثر أفراد الجنس من باب قولهم : جمع الأمير الصاغة ، أي صاغة بلده ، وقوله تعالى : { فجمع السحرة لميقات يوم معلوم } [ الشعراء : 38 ]. وقد كان أكثر العرب يومئذ منكرين للبعث ، أو أريد بالإنسان خصوص المشرك كقوله تعالى : { ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حياً } [ مريم : 66 ].
والكفور : مبالغة في الكافر ، لأنّ كفرهم كان عن تعنّت ومكابرة .
ويجوز كون الكفور مأخوذاً من كُفر النعمة وتكون المبالغةُ باعتبار آثار الغفلة عن الشكر ، وحينئذ يكون الاستغراق حقيقياً .
المصدر : إعراب : وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور