إعراب الآية 66 من سورة الأعراف - إعراب القرآن الكريم - سورة الأعراف : عدد الآيات 206 - - الصفحة 158 - الجزء 8.
(قالَ الْمَلَأُ) فعل ماض وفاعل (الَّذِينَ) اسم موصول في محل رفع صفة، والجملة مستأنفة لا محل لها وجملة (كَفَرُوا) صلة.
(مِنْ قَوْمِهِ) متعلقان بمحذوف حال من الملأ (إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ) تقدم إعراب مثلها في الآية 60.
(وَإِنَّا) إن واسمها.
(لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ) فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والكاف مفعوله.
والجملة في محل رفع خبر إن، واللام المزحلقة.
ووصْفُ الملإ ب { الذين كفروا } هنا ، دون ما في قصّة نوح ، وصْفٌ كاشِف وليس للتّقييد تَفَنُّناً في أساليب الحكاية ألا ترى أنّه قد وُصف ملأُ قوم نوح ب { الذين كفروا } في آية سورة هود ، والتّوجيه الذي في «الكشاف» هنا غفلة عمّا في سورة هُود .
والرّؤية قلبيّة ، أي أنّا لنعلم أنّك في سفاهة .
والسّفاهة سخافة العقل ، وقد تقدّم القول في هذه المادة عند قوله تعالى : { قالوا أنؤمن كما آمن السّفهاء } [ البقرة : 13 ] وقوله { ومن يرغب عن ملّة إبراهيم إلاّ من سفَه نفسه } في سورة البقرة ( 130 ). جعلوا قوله : { ما لكم من إله غيره } كلاماً لا يصدر إلاّ عن مختل العقل لأنّه من قول المحال عندهم .
وأطلقوا الظنّ على اليَقين في قولهم : { وإنَّا لنظنّك من الكاذبين } وهو استعمال كثير كما في قوله تعالى : { الذين يظنّون أنّهم ملاقوا ربّهم } وقد تقدّم في سورة البقرة ( 46 ) ، وأرادوا تكذيبه في قوله ما لكم من إله غيره } ، وفيما يتضمّنه قولُه ذلك من كونه رسولاً إليهم من الله .
وقد تشابهت أقوال قوم هود وأقوالُ قوم نوح في تكذيب الرّسول لأنّ ضلالة المكذّبين متّحدة ، وشبهاتهم متّحدة ، كما قال تعالى : { تشابهت قلوبهم } [ البقرة : 118 ] فكأنّهم لَقَّن بعضُهم بعضاً كما قال تعالى : { أتوَاصَوْا به بل هم قوم طاغون } [ الذاريات : 53 ].
المصدر : إعراب : قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك