إعراب الآية 67 من سورة مريم - إعراب القرآن الكريم - سورة مريم : عدد الآيات 98 - - الصفحة 310 - الجزء 16.
(أَوَلا) الهمزة للاستفهام والواو عاطفة ولا نافية (يَذْكُرُ الْإِنْسانُ) مضارع وفاعله والجملة مستأنفة (أَنَّا) أن المشبهة بالفعل ونا المدغمة بها اسمها والجملة في تأويل المصدر مفعول به (خَلَقْناهُ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة خبر أنا (مِنْ قَبْلُ) من حرف جر وقبل ظرف مبني على الضم في محل جر متعلقان بخلقناه (وَلَمْ) الواو عاطفة ولم حرف جزم (يَكُ) مضارع ناقص مجزوم بالسكون المقدر على النون المحذوفة للتخفيف واسمها محذوف والجملة معطوفة (شَيْئاً) خبر يك.
أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)
وجملة { أو لا يذكر الإنسان } معطوفة على جملة { يقول الإنسان } ، أي يقول ذلك ومن النكير عليه أنّه لا يتذكّر أنا خلقناه من قبل وجوده .
والاستفهام إنكار وتعجيب من ذهول الإنسان المنكر البعث عن خلقه الأول .
وقرأ الجمهور { أو لا يذْكُر بسكون الذال وضمّ الكاف من الذُكر بضم الذال . وقرأه أبو جعفر بفتح الذال وتشديد الكاف على أن أصله يتَذكر فقلبت التاء الثانية ذالاً لقرب مخرجيهما .
والشيء : هو الموجود ، أي إنا خلقناه ولم يك موجوداً .
و ( قَبْلُ ) من الأسماء الملازمة للإضافة . ولما حذف المضاف إليه واعتبر مضافاً إليه مجملاً ولم يراع له لفظ مخصوص تقدّم ذكره بنيت ( قبلُ ) على الضمّ ، كقوله تعالى : { لله الأمر من قبل ومن بعد } [ الروم : 40 ].
والتقدير : إنا خلقناه من قبل كلّ حالة هو عليها ، والتقدير في آية سورة الروم : لله الأمر من قبللِ كل حَدث ومِن بعده .
والمعنى : الإنكار على الكافرين أن يقولوا ذلك ولا يتذكروا حال النشأة الأولى فإنها أعجب عند الذين يَجرون في مداركهم على أحكام العادة ، فإن الإيجاد عن عدم من غير سبق مثال أعجبُ وأدعى إلى الاستبعاد من إعادة موجودات كانت لها أمثلة . ولكنها فسدت هياكلها وتغيرت تراكيبها . وهذا قياس على الشاهد وإن كان القادر سواءً عليه الأمران .
المصدر : إعراب : أو لا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا