إعراب الآية 70 من سورة التوبة - إعراب القرآن الكريم - سورة التوبة : عدد الآيات 129 - - الصفحة 198 - الجزء 10.
(أَلَمْ) الهمزة للاستفهام.
(لَمْ) حرف نفي وجزم وقلب.
(يَأْتِهِمْ) مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهو الياء. والهاء مفعول به والميم لجمع الذكور.
(نَبَأُ) فاعل.
(الَّذِينَ) اسم موصول في محل جر بالإضافة.
(مِنْ قَبْلِهِمْ) متعلقان بمحذوف صلة الموصول.
(قَوْمِ) بدل من الذين مجرور بالكسرة.
(نُوحٍ) مضاف إليه.
(وَعادٍ) عطف (وَثَمُودَ) اسم معطوف مجرور بالفتحة ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة.
(وَقَوْمِ) اسم معطوف.
(إِبْراهِيمَ) مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة أيضا.
(وَأَصْحابِ) عطف (مَدْيَنَ) مضاف إليه مجرور رسلهم: فاعل بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف.
(وَالْمُؤْتَفِكاتِ) عطف. وجملة (أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ) مستأنفة (رُسُلُهُمْ) فاعل و(بِالْبَيِّناتِ) متعلقان بالفعل.
(فَما) الفاء عاطفة.
(ما) نافية.
(كانَ اللَّهُ) كان ولفظ الجلالة اسمها.
(لِيَظْلِمَهُمْ) مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام الجحود، والهاء مفعول به أو المصدر المؤول من أن والفعل بعدها في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر أي ما كان اللّه مريدا لظلمهم وجملة فما كان..
معطوفة.
(وَلكِنْ) حرف استدراك والواو عاطفة.
(كانُوا) كان واسمها.
(أَنْفُسَهُمْ) مفعول به مقدم للفعل (يَظْلِمُونَ) وجملة يظلمون في محل نصب خبر وجملة كانوا معطوفة.
عاد الكلام على المنافقين : فضمير { ألم يأتهم } و { من قبلهم } عائدَاننِ إلى المنافقين الذين عاد عليهم الضمير في قوله : { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب } [ التوبة : 65 ] ، أو الضميرُ في قوله : { ولهم عذاب مقيم } [ التوبة : 68 ].
والاستفهام موجه للمخاطب تقريراً عنهم ، بحيث يكون كالاستشهاد عليهم بأنّهم أتاهم نبأ الذين من قبلهم .
والإتيان مستعمل في بلوغ الخبر كقوله تعالى : { يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه } وقد تقدّم في سورة العقود ( 41 ) ، شُبْه حصول الخبر عند المخبَر بإتيان الشخص ، بجامع الحصول بعد عدمه ، ومن هذا القبيل قولهم : بلغَه الخبر ، قال تعالى : { لأنذركم به ومن بلغ } في سورة الأنعام ( 19 ).
والنبأ : الخبر وقد تقدّم في قوله تعالى : { ولقد جاءك من نبإِ المرسلين } في سورة الأنعام ( 34 ).
وقوم نوح تقدم الكلام عليهم عند قوله تعالى : { لقد أرسلنا نوحا إلى قومه } في سورة الأعراف ( 59 ).
ونوح : تقدّم ذكره عند قوله تعالى : { إن الله اصطفى آدم ونوحاً } في سورة آل عمران ( 33 ).
وعاد : تقدّم الكلام عليهم عند قوله تعالى : { وإلى عاد أخاهم هوداً } في سورة الأعراف ( 65 ).
وكذلك ثمود . وقوم إبراهيم هم الكلدانيون ، وتقدّم الكلام على إبراهيم وعليهم عند قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات } في سورة البقرة ( 124 ).
وإضافة أصحاب } إلى { مَدْيَنَ } باعتبار إطلاق اسم مَدْيَن على الأرض التي كان يقطنها بنو مدين ، فكما أنّ مدين اسم للقبيلة كما في قوله تعالى : { وإلى مدين أخاهم شعيباً } [ الأعراف : 85 ] كذلك هو اسم لموطن تلك القبيلة . وقد تقدّم ذكر مَدين عند قوله : { وإلى مدين أخاهم شعيباً } في الأعراف ( 85 ).
والمؤتفكات } عطف على { أصحاب مدين } ، أي نَبَأ المؤتفكات ، وهو جمع مؤتفكة : اسم فاعللٍ من الائْتِفَاك وهو الانقلابُ . أي القرى التي انقلبت والمراد بها : قرى صغيرة كانت مساكنَ قوم لوط وهي : سدوم ، وعمورة ، وأدَمَة ، وصِبْوِيم وكانت قرى متجاورة فخسف بها وصار عاليها سافلها . وكانت في جهات الأردن حول البحر الميت ، ونبأ هؤلاء مشهور معلوم ، وهو خبر هلاكهم واستئصالهم بحوادث مهولة .
وجملة : { أتتهم رسلهم } تعليل أو استئناف بياني نشأ عن قوله : { نبأ الذين من قبلهم } أي أتتهم رسلهم بدلائل الصدق والحقّ .
وجملة { فما كان الله ليظلمهم } تفريع على جملة { أتتهم رسلهم } ، والمفرّع هو مجموع الجملة إلى قوله : { يظلمون } لأنّ الذي تفرّع على إتيان الرسل : أنّهم ظلموا أنفسهم بالعناد ، والمكابرة ، والتكذيب للرسل ، وصمّ الآذان عن الحقّ ، فأخذهم الله بذلك ، ولكن نُظِم الكلام على هذا الأسلوب البديع إذا ابتدىء فيه بنفي أن يكون الله ظلمهم اهتماماً بذلك لفرط التسجيل عليهم بسوء صنعهم حتّى جُعل ذلك كأنّه هو المفرّع وجعل المفرّع بحسب المعنى في صورة الاستدراك .
ونُفِي الظلم عن الله تعالى بأبلغ وجه ، وهو النفي المقترن بلام الجحود ، بعد فعل الكون المنفي ، وقد تقدّم الكلام عليه عند قوله تعالى : { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } من سورة العقود ( 6 ).
وأثبت ظُلمُهم أنفُسَهم لهم بأبلغ وجه إذْ أسند إليهم بصيغة الكون الماضي ، الدالّ على تمكّن الظلم منهم منذ زمان مضى ، وصيغ الظلم الكائن في ذلك الزمان بصيغة المضارع للدلالة على التجدّد والتكرّر ، أي على تكرير ظلمهم أنفسهم في الأزمنة الماضية .
المصدر : إعراب : ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم