إعراب الآية 75 من سورة يوسف - إعراب القرآن الكريم - سورة يوسف : عدد الآيات 111 - - الصفحة 244 - الجزء 13.
(قالُوا) الجملة ابتدائية (جَزاؤُهُ) مبتدأ والهاء مضاف إليه (مَنْ) موصولية أو شرطية في محل رفع خبر والجملة مقول القول (وُجِدَ) ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل محذوف (فِي رَحْلِهِ) متعلقان بوجد والجملة لا محل لها لأنها صلة (فَهُوَ) الفاء رابطة إذا اعتبرنا من اسم شرط جازم وهو مبتدأ (جَزاؤُهُ) خبره والجملة في محل جزم جواب الشرط إذا اعتبرنا من شرطية (كَذلِكَ) الكاف حرف جر وذا اسم إشارة في محل جر بالكاف واللام للبعد والكاف للخطاب متعلقان بمحذوف مفعول مطلق تقديره جزاء كذلك (نَجْزِي) مضارع مرفوع وفاعله مستتر (الظَّالِمِينَ) مفعول به.
وقوله : { جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه }. { جزاؤه } الأول مبتدأ ، و { مَن } يجوز أن تكون شرطية وهي مبتدأ ثان وأن جملة { وجد في رحله } جملة الشرط وجملة { فهو جزاؤه } جواب الشرط ، والفاء رابطة للجواب ، والجملة المركبة من الشرط وجوابه خبر عن المبتدأ الأول . ويجوز أن تكون { من } موصولة مبتدأ ثانياً ، وجملة { وجد في رحله } صلة الموصول . والمعنى أن من وجد في رحله الصوَاع هو جزاء السرقة ، أي ذاته هي جزاء السرقة ، فالمعنى أن ذاته تكون عِوضاً عن هذه الجريمة ، أي أن يصير رقيقاً لصاحب الصواع ليتمّ معنى الجزاء بذات أخرى . وهذا معلوم من السياق إذ ليس المراد إتلاف ذات السارق لأن السرقة لا تبلغ عقوبتها حدّ القتل .
فتكون جملة { فهو جزاؤه } توكيداً لفظياً لجملة { جزاؤه من وجد في رحله } ، لتقرير الحكم وعدم الانفلات منه ، وتكون الفاء للتفريع تفريع التأكيد على الموكّد . وقد حَكَم إخوة يوسف عليه السلام على أنفسهم بذلك وتراضوا عليه فلزمهم ما التزموه .
ويظهر أن ذلك كان حُكماً مشهوراً بين الأمم أن يسترقَّ السارق . وهو قريب من استرقاق المغلوب في القتال . ولعله كان حكماً معروفاً في مصر لما سيأتي قريباً عند قوله تعالى : { ما كان ليأخذ أخاه في دِين الملك } [ سورة يوسف : 76 ].
وجملة كذلك نجزي الظالمين } بقيمة كلام إخوة يوسف عليه السلام ، أي كذلك حُكْم قومنا في جزاء السارق الظالم بسرقته؛ أو أرادوا أنه حكم الإخوة على من يقدّر منهم أن يظهر الصواع في رحله ، أي فهو حقيق لأن نجزيه بذلك .
والإشارة ب { كذلك } إلى الجزاء المأخوذ من { نجزي } ، أي نجزي الظالمين جزاءً كذلك الجزاء ، وهو من وُجد في رحله .
المصدر : إعراب : قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين