إعراب الآية 75 من سورة الشعراء - إعراب القرآن الكريم - سورة الشعراء : عدد الآيات 227 - - الصفحة 370 - الجزء 19.
(قالَ) الجملة مستأنفة (أَفَرَأَيْتُمْ) الهمزة للاستفهام الإنكاري والفاء عاطفة وماض وفاعله والجملة مقول القول (ما) اسم موصول مفعول به (كُنْتُمْ) كان واسمها والجملة لا محل لها لأنها صلة (تَعْبُدُونَ) الجملة خبر كنتم
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) والأصنام لا إدراك لها فلا توصف بالعداوة وجملة : { أفرأيتم ما كنتم تعبدون } مفرّعة على جمل كلام القوم المتضمنة عبادتهم الأصنام وأنهم مقتدون في ذلك بآبائهم . فالفاء في { أفرأيتم } للتفريع وقدم عليها همزة الاستفهام اتّباعاً للاستعمال المعروف وهو صدارة أدوات الاستفهام . وفعل الرؤية قلبي .
ومثل هذا التركيب يستعمل في التنبيه على ما يجب أن يعلم على إرادة التعجيب مما يُعلم من شأنه . ولذلك كثر إردافه بكلام يشير إلى شيء من عجائب أحوال مفعول الرؤية كقوله تعالى : { أفرأيتَ الذي تولّى وأعطى قليلاً } [ النجم : 33 - 34 ] الآية ، ومنه تعقيب قوله هنا { أفرأيتم ما كنتم تعبدون } بقوله : { فإنهم عدو لي } .
وعطف { آباؤكم } على { أنتم } لزيادة إظهار قلة اكتراثه بتلك الأصنام مع العلم بأن الأقدمين عبدوها فتضمن ذلك إبطالَ شبهتهم في استحقاقها العبادة .
ووصف الآباء بالأقدمية إيغال في قلة الاكتراث بتقليدهم لأن عرف الأمم أن الآباء كلما تقادم عهدهم كان تقليدهم آكد . والفاء في قوله : { فإنهم عدو لي } للتفريع على ما اقتضته جملة : { أفرأيتم ما كنتم تعبدون } من التعجيب من شأن عبادتهم إياها . ويجوز جعل الرؤية بصرية لها مفعول واحد وجَعْل الاستفهام تقريرياً والكلام مستعمل في التنبيه لشيء يريد المتكلم الحديث عنه ليعيه السامع حق الوعي ، أو فاء فصيحة بتقدير : إن رأيتموهم فاعلموا أنهم عدُوّ لي . وهذا الوجه أظهر .
المصدر : إعراب : قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون